المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نسبية السعادة  
  
1737   02:13 صباحاً   التاريخ: 24-6-2020
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص28-30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

من الجميل جداً ان يرسم الزوجان طموحاً مثالياً لحياة يسودها الوئام والسلام والطمأنينة والاناقة والولد المهذب والبيت المنيف والعلاقات الذهبية، ولكن من الخطأ القاتل تصورهما ادراك ذلك في الأمد القريب بل البعيد أيضاً، وذلك لأن الحياة ليس تصورات على كرسي مطاط تحت شجرة ورقاء، انها حية مركبة من كفاح وجهاد وسعي متواصل يتخللها صدمة وهرم وقلق وقسوة ظرف.

ان ما ينبغي ادراكه على الزوجين هو ان السعادة التي سيحصلان عليها لن تكون إلا نسبية يشوبها دائما الكدر والغم، وبعبارة اخرى ان العلاقات الزوجية ان أحسن استغلالها تكون تعويضاً نافعاً وجيداً عن مشاق الحياة التي لن يفر منها أحد .. فالحياة الزوجية ان اردنا اختصار مضمونها: (سعادة كبرى في هم لا هم ،.. أكبر في سعادة)، انه اذا كانت سعادتنا نسبية لا مطلقة فما هي النسبة التي حصلنا عليها كانت غاية الآمال والا كان انهاء الحياة الزوجية اسلم من بقائها، والجواب على ذلك اننا لو اخذنا نسبة المئة كمقياس أخير للسعادة الزوجية ، فتارة تتجاوز نسبتها النصف أو قد ترقى الى ما يقرب الثمانين 80% وهذه الصورة مقبولة ورائجة ويحسن جداً الاحتفاظ بها والسكوت وشكر الله عز وجل على وجودها.

وان تضاءلت هذه النسبة إلى حد يمكن الصبر معه وخصوصا مع الظروف المانعة للزوج أو الزوجة من متابعة مطالب الحياة بسلامة كان الصبر أيضاً من علائم العقل والتضحية، واما ان انحسرت النسبة لتصل الى العشرة والعشرين 10% 20% وذلك عند توفر اوضاع متعددة منها:

ـ الوجه العبوس الدائم لأحدهما وخصوصاً الرجل .

ـ قضاء جل الاوقات بالأسفار من غير ضرورة ومع القدرة على تقطيعها .

ـ قضاء جل الليالي خارج الدار وفي قضايا تافهة... الخ .

ـ إعتبار أحد الطرفين الآخر كائناً مهملاً في حياته .

ـ إعتماد احدهما الاساليب المحرمة لجلب الثروة من السرقة والمقامرة والغش والخداع .

ـ التحلل الديني بجملة مستوياته من الالفاظ النابية والسباب والتلفظ بالقبيح والكفر .

ـ إعتماد الاهانات الموجهة او الضرب كأسلوب لفرض الرأي وحل المشكلة ضمن المبدأ الآثم  (العصا من الجنة ) .

ـ إعتماد سياسة التقطير امام الحاجات الملحة من دون مبررات مقبولة .

ـ إغراق الشريك لشريكه بالمتاعب عبر طلب الاعمال المتلاحقة التي لا توفر فرصة لفراغ او نشاط .

ـ إهمال احدهما الاخر جسديا ولفترات طويلة ولو بمبرر المحاسبة على الهفوات والثغرات .

في كل هذه الحالات منفردة اما مجتمعة واما ملفقة يكون من المستحسن اعادة النظر في اللحمة الزوجية فانا نملك حياة واحدة ولا نملك تكرارها ونملك روحا واحدة ولا نملك سواها نملك جسدا واحدا تضمحل نضارته بأفضل الظروف.. فكيف بأقصاها، في هذه الحالات إن الطلاق وان ذمته الروايات وجعلته ابغض الحلال عند الله تعالى ولكن لا بد من فهم هذه الاخبار على ضوء الذم المبدئي وغير الخاضع للظروف التي قد تجعل ذلك واجباً او راجحاً، بل ان التأمل فيما ورد عن رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" من قوله : (ايما امرأة سالت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) (1) .

تأكيد على ما ذكرته حيث خصت المبغوضة بظرف كون الطلاق مزاجيا (من غير بأس) وقال الامام جعفر الصادق "عليه السلام" : (خمس لا يستجاب لهم رجل بيده طلاق امراته وهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها) (2).

_______________________

1ـ موسوعة سنن الترمذي ج3 حديث 1187 .

2ـ الوسائل ج15 مقدمات الطلاق باب 3 حديث 5 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.