المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المستحقون للزكاة
2024-11-04
[مرض النبي و الوصية المتروكة]
5-11-2015
أهداف الحوار الصحفي
10-4-2022
Chlorination of other alkenes
24-7-2019
السمات والخصائص التي تتصف بها الدعاية 8. سيطرتها على الادب والتاريخ
20-1-2021
المجمع المسكوني الثالث في إفسس.
2023-10-03


فضائله ومناقبه (عليه السلام)  
  
3329   06:01 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص487-492.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3610
التاريخ: 30-3-2016 3335
التاريخ: 27/10/2022 2993
التاريخ: 20-10-2015 3535

روى الحسين بن علوان ، عن أبي عليّ زياد بن رستم ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)  فمدحه بما هو أهله ثمّ قال : والله ما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه واله) من هذه الأمة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنّة والنار يرجوا ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدّه بيده ورشح منه جبينه ، وما كان لباسه إلاّ الكرابيس إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعا بالجلم فقصّه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من عليّ بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام) .

ولقد دخل أبو جعفر ابنه (عليه السلام)  عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحدٌ ، فرآه قد اصفرّ لونه سن السهر، ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفر (عليه السلام)  : فلك أملك حين رأيته بتلك الحال من ان بكاء ، فبكيت رحمة له ، وإذا هو يفكّر فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي، فقال يا بنيّ :أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ (عليه السلام) ، فأعطيته فقرأ فيها يسيراً ثمّ تركها من يده تضجّراً وقال : من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .

وكان عليّ بن الحسين (عليهما السلام) إذا توضّأ اصفرّ لونه فقيل له : ما هذا الذي يغشاك ، فقال : أتدرون من أتأهّب للقيام بين يديه ؟.

وروي : أنّه (عليه السلام)  كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة.
وعن سفيان الثوري قال : ذكر لعليّ بن الحسين (عليهما السلام) فضله قال : حسبنا أن نكون من صالحي قومنا.

وعن الزهري قال : لم ادرك أحداً من هذا البيت أفضل من عليّ بن الحسين (عليه السلام) . ورويَ أنّ عليّ بن الحسين (عليهما السلام) رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود فقال له (عليه السلام)  : أترضى يا حسن نفسك للموت ؟.

قال : لا.  قال : فعملك للحساب ؟. قال : لا . قال : فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟ . قال :لا. قال : فللّه في أرضه معاذ غير هذا البيت ؟.قال : لا. قال : فلم تشغل الناس عن الطواف ؟.

وقيل له : يوماً : إنّ الحسن البصري قال : ليس العجب ممّن هلك كيف هلك وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا ، فقال (عليه السلام)  : أنا أقول : ليس العجب ممّن نجا كيف نجا ، وإنّما العجب ممّن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله تعالى.

ورويَ عن طاووس اليمانيّ قال : دخلت الحجر في الليل فإذا عليّ ابن الحسين (عليهما السلام) قد دخل فقام يصلّي ، فصلى ما شاء الله ثمّ سجد فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوّة لأستمعن إلى دعائه، فسمعته يقول في سجوده : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك.

قال طاووس : فما دعوت بهنّ في كرب إلاّ فرّج عنّي.

وروى أحمد بن محمد الرافعي ، عن إبراهيم بن عليّ ، عن أبيه قال : حججت مع عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فالتاثت الناقة عليه في مسيرها فأشار إليها بالقضيب ، ثم قال : آه لولا القصاص وردّ يده عنها.

وعنه قال : حجّ عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ماشياً، فسار عشرين يوماً من المدينة إلى مكّة.

وروى أبو محمد الحسن بن محمد العلوي بإسناده قال : وقف على عليّ بن الحسين (عليهما السلام) رجلٌ من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلّمه ، فلمّا انصرف قال لجلسائه : قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا اُحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا منّي ردّي عليه ، قالوا : نفعل . فاخذ نعليه ومشى وهو يقول : {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } [آل عمران: 134] الآية  فعملوا أنّه لا يقول شيئاً، قال : فاتى منزل الرجل وصرخ به فخرج الرجل متوثّباً للشرّ فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام : يا أخي ، إن كنت قد قلت ما فيّ فاستغفر الله منه ، ولان كنت قلت ما ليس فيّ فغفر الله لك.

قال : فقبّل الرجل بين عينيه وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك ، وأنا أحق به .

قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلامُ). وروى عن عليّ بن الحسين عليهما السلام : أنّه دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه ثمّ أجابه في الثالثة، فقال له : يا بنيّ ، أما سمعت صوتي ؟ . قال : بلى . قال : فما بالك لم تجبني ؟ . قال : أمنتك . قال : الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني.

وكانت جارية لعليّ بن الحسين (عليهما السلام) تسكب عليه الماء فسقط الإبريق من يدها فشجّه ، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية : إنّ الله تعالى يقول : {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] .

فقال : كظمت غيظي  .

قالت : {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134] .

قال : عفَوت عنك  .

قالت : {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران: 134] .

قال : إذهبي فانت حرّة لوجه الله تعالى.

وروى عن محمد بن إسحاق بن يسار قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ، فلمّا مات عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فقدوا ذلك.

والأخبار في هذا المعنى وفيما روي عنه من أنواع العلوم أكثر من أن تحصى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.