المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

Matuumbi
29-3-2022
Cephalosporins
27-3-2016
الموت يأتي من كل مكان
2024-07-27
الشيخ محمد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله
28-1-2018
عزير بن الفضل بن فضالة بن مخراق
26-06-2015
بيعة الامام الحسن و معاوية
4-4-2021


الحجاج في العراق  
  
3401   03:04 مساءً   التاريخ: 10-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص220-222.
القسم :

بعد ان أخضع الحجاج مكة والمدينة علم عبد الملك بأنّ العراقيين يناسبهم شخص كالحجاج يقمعهم ويسيطر عليهم، ولهذا ولاّه عام 75 العراق ـ الكوفة والبصرة ـ وعندما جاء الكوفة لم يتصرف كما هو المعهود لدى الأُمراء، فقدمها وصعد المنبر متلّثماً بعمامته متنكباً قوسه وكنانته، فجلس على المنبر ملياً لا يتكلم.

وأخذ الناس يتهامسون من هذا؟ فقال أحدهم: لنحصبه؟ فقالوا: لا أصبر حتى نسمع ما يقول؟

وما أن ساد الصمت أجواء المسجد أماط الحجاج اللثام عن وجهه وقال: واللّه إنّي أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وانّي لصاحبها، كأنّي أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى.

ثمّ استمر في تهديده وأرعب الناس رعباً شديداً حتى الحصباء التي جمعها رجل ليحصبه بها تناثرت من يده دون أن يشعر!

وقد كان دخول الحجاج البصرة بنفس الطريقة التي دخل بها الكوفة وقد وصف ابن قتيبة ذلك: توجّه الحجاج ومعه ألفا رجل من مقاتلة الشام و جملتهم آلاف من أخلاط الناس، وتقدّم بألفي رجل وتحرّى دخول البصرة يوم الجمعة في حين أوان الصلاة، فلمّا دنا من البصرة أمرهم أن يتفرقوا على أبواب المسجد، على كلّ باب مائة رجل بأسيافهم تحت أرديتهم، وعهد إليهم ان إذا سمعتم الجلبة في داخل المسجد والوقيعة فيهم، فلا يخرجن خارج من باب المسجد حتى يسبقه رأسه إلى الأرض.

فجلس رجاله على أبواب المسجد ينتظرون، ودخل الحجاج و بين يديه مائة رجل كلّ منهم مرتد بردائه وسيفه تحت ردائه، فدخل المسجد وقد أخفى هو أيضاً سيفه تحت ردائه، وقد قال لجماعته: إنّي إذا دخلت المسجد فسألكم في خطبتي وسيحصبوني، فإذا رأيتموني قد وضعت عمامتي على ركبتي فضعوا أسيافكم وامتشقوها.

فصعد المنبر حينما حان وقت الصلاة وخطب فقال: إنّ أمير المؤمنين عبد الملك قد ولاّني مصركم وقسيمة فيئكم، وأمرني بإنصاف مظلومكم، وإمضاء الحكم على ظالمكم، وصرف الثواب إلى المجلس البريء والعقاب إلى العاصي ... وأنّه قلّدني بسيفين حين توليته إياي عليكم: سيف رحمة وسيف عذاب نقمة، فأمّا سيف الرحمة فسقط مني في الطريق، وأمّا سيف النقمة فهو هذا.

فحصبه الناس، فلمّا أكثروا عليه خلع عمامته فوضعها على ركبتيه، فجعلت السيوف تبري الرقاب فلمّا سمع الخارجون الكائنون على الأبواب وقيعة الداخلين، ورأوا تسارع الناس إلى الخروج تلقوهم بالسيوف فاردعوا الناس إلى جوف المسجد، ولم يتركوا خارجاً يخرج، فقتل منهم بضعة وسبعين ألفاً حتى سالت الدماء إلى باب المسجد وإلى السكك.

وهكذا خلق الحجاج من العراق مسرحاً للرعب والقمع والإرهاب، وقد قتل الكثير من الناس الأتقياء والناسكين والأبرياء، وبلغ الرعب الذي أوجده في النفوس مبلغاً ليشمل مناطق خوزستان والشرق بجميع أرجائه.

كتب المسعودي المؤرخ الشهير: وكان تأمّره على الناس عشرين سنة، وأُحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة وعشرين ألفاً، ومات وفي حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألفاً مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء.

فلو لاحظنا الجوانب المضيئة والمظلمة في صحيفة أعمال الوليد بن عبد الملك فانه تقلّد الخلافة بعد موت أبيه عبد الملك، وقد أثنى عليه بعض المؤرّخين وفضّلوه على أبيه وجده مروان وكثير من حكّام بني أُميّة ، ذلك انّه لم يقم أي واحد من الحكام الأمويين بمثل ما قام به عمر بن عبد العزيز من الأعمال الإصلاحية والإنسانية، وقد قام أبّان حكمه ببناء الجوامع وترميم المساجد وتوسيعها، وحثّ ولاته على ذلك وشجعهم، ويقول المؤرخون:

وبنى الوليد المسجد الجامع بدمشق، ووسّع مسجد النبي والمسجد الأقصى، وأمر ببناء المساجد في كلّ مكان خلا ممّا يصلّى فيه، وبنى الثغور والقلاع على الحدود لحماية البلاد الإسلامية، وأحدث الطرق، وحفر الآبار في أرجاء البلاد، وأسّس المدارس والمستشفيات، وألغى الصدقات، وأجرى على العميان والمساكين والمقعدين الأرزاق، وعمل دوراً للعميان والمساكين والمجذومين، ووظّف الأطباء والممرضين لرعايتهم وأمر بإطعامهم والاهتمام والسهر على راحتهم، وهكذا بنى دوراً لرعاية وتربية وتعليم اليتامى، وغالباً ما كان يشرف بنفسه على أوضاع المدينة والأسواق، ويراقب ارتفاع الأسعار ونزولها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.