أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2022
1763
التاريخ: 27-12-2021
1807
التاريخ: 20-5-2022
4136
التاريخ: 13-9-2021
1883
|
المنظور الجيوبولتيكي للعولمة
العولمة مفهوم حديث، وصفة الحداثة جعلت دراسته محدودة. فلم يتم تناوله إلا في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام. أما بقية المجالات فلم نجد إلا إشارات تكاد تكون معدومة ومنها الجغرافية بالرغم من كونها عنصرا مؤثرا في موضوع العولمة. فهي كما يقول فريدمان (تؤثر بطرق عديدة في الجغرافية السياسية فهي تخلق مصادر جديدة للقوة، وتخلق نوعاً جديد من الضغوط على الدول لتغير طريقة تنظيمها لنفسها.
أن العولمة نظام عالمي أحدث تغيرات كبيرة في مجال الجغرافية السياسية، لاسيما في الجانب الاقتصادي، فالاقتصاد كما يقول ليسترثرو (يدفع الأمم إلى التفكك، والأقطار إلى الاندماج في وقت واحد، وتضغط الأحداث والمؤسسات في جزء معين من العالم على الأحداث والمؤسسات في الجزء الآخر) وهذا أدى إلى تغيرات جيوبولتيكية مشهودة ومروعة على وجه الخارطة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. لكنها البداية ليس إلا، وليست النهاية لإعادة رسم أساسي للخطوط السياسية على وجه الأرض. ويظل الجيوبولتيكس أساسا حاسما في الشؤون الدولية (لأن جغرافية الدولة تعني كما يقول نابليون معرفة سياستها الخارجية) إلا أن فهمنا لأهمية الجغرافية السياسية يجب أن يكيف نفسه لحقائق القوة الجديدة.
ويرى بلقزيز بان العولمة جغرافيا تعني الانتقال من المجال الوطني أو القومي إلى المجال الكوني في مرحلة زمانية هي ما بعد الدولة القومية وبالتالي فأنها أي العولمة ترسي دعامات ثورة جديدة في التاريخ ستكون قوتها المجموعة الإنسانية بدل الجماعة الوطنية والقومية.
لقد كانت السيطرة على الأرض محور النزاعات السياسية فهي الحافز الرئيس الموجه للسلوك العدواني للإمبراطوريات التي قامت من خلال الاستيلاء على المواقع الجغرافية الحيوية مثل جبل طارق أو قناة السويس وهي المواقع التي عملت مسامير عجلة في منظومة السيطرة الإمبراطورية. كل ذلك دفع كبار الجغرافيين السياسيين الألمان إلى استخدام الجيوبولتيكس في تسويغ مبدأ بلادهم في الضغط باتجاه الشرق وقد كانت أبرز تلك المحاولات، محاولة كارل هاو سهوفر في تكييف مفهوم ماكندر للاحتياجات الاستراتيجية الألمانية.
أما اليوم فلم تعد الجيوبولتيكس تتناول أي منطقة جغرافية في اوراسيا تمثل نقطة انطلاق نحو السيادة العالمية، فقد انتقلت الجيوبولتيكس من البعد الإقليمي إلى العالمي حيث السيطرة على القارة الاوراسية توفر القاعدة المركزية للسيادة العالمية. وهنا يؤكد بريجنسكي (أن الخارطة الجيوبولتيكية العالمية ستصبح أكثر تعقيداً فبدلاً من تحقيق نظام عالمي جديد، ستجتمع معاً الدول ذات القوة والثروة لتتمكن من منافسة خصومها وحماية ما لديها، وهذا يأذن بظهور سلاسل من مبادئ ستكون أمريكا متسلطة على بعض منها لكنها لا تستطيع رسم سياستها الداخلية لتلك المبادئ ما خلا مبادئها الداخلية).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|