المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

الحسين نور عيني
30-6-2017
الاتجاهات في معنى المكّي والمدني
12-10-2014
اشكال النظم النهرية - التصريف النهري المستطيل Rectangular
8/9/2022
تقليم أشجار اللوز
2023-12-03
Adverbials
14-6-2021
أسماء الأناناس بلغات مختلفة
2023-08-23


بلاغة شعر ابي عبدالله (عليه السلام)  
  
3990   12:46 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص482-489.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

ذكر الرواة له شعرا ووقع إلى شعره (عليه السلام) بخط الشيخ عبد الله أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمة الله عليه وفيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) إنما هو ما تمثل به وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانه وأماكنه ورويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمن بن نخبة الخزاعي وكان عارفا بأمر أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم المسيب بن رافع المخزومي وغيره رجال كثير ولقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع هذه الأبيات فقلت له أكتبنيها فقال لي ما أحسن ردائك هذا وكنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه فأكتبنيها وهي:

قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي (عليه السلام):

ذهب الذين أحبهم               وبقيت فيمن لا أحبه

فيمن أراه يسبني                ظهر المغيب ولا أسبه

يبغي فسادي ما استطاع        و أمره مما أربه

حنقا يدب إلى الضراء          وذاك مما لا أدبه

ويرى ذباب الشر من           حولي يطن ولا يذبه

وإذا جنا وغر الصدور         فلا يزال به يشبه

أفلا يعيج بعقله                  أفلا يتوب إليه لبه

 أفلا يرى أن فعله               مما يسور إليه غبه

 حسبي بربي كافيا              ما اختشي والبغي حسبه

وقال (عليه السلام)

إذا ما عضك الدهر             فلا تجنح إلى خلق  

ولا تسأل سوى الله             تعالى قاسم الرزق

فلو عشت و طوفت            من الغرب إلى الشرق

لما صادفت من يقدر            وأن يسعد أو يشقي

وقال (عليه السلام)

الله يعلم أن ما                     يبدي يزيد لغيره

وبأنه لم يكتسبه                   بغيره و بميره

لو أنصف النفس الخئون         لقصرت من سيره

ولكان ذلك منــــــــــــــ          ــــه أدنى شره من خيره

كذا بخط ابن الخشاب شره بالإضافة و أظنه وهما منه لأنه لا معنى له على الإضافة و المعنى أنه لو أنصف نفسه أدنى الإنصاف شره على المفعولية من خيره أي صار ذا خير.

وقال (عليه السلام)

إذا استنصر المرء امرأ لا يدا له               فناصره و الخاذلون سواء

أنا بن الذي قد تعلمون مكانه                   وليس على الحق المبين طخاء

أليس رسول الله جدي ووالدي                 أنا البدر إن خلا النجوم خفاء

ألم ينزل القرآن خلف بيوتنا                   صباحا و من بعد الصباح مساء

ينازعني و الله بيني و بينه                     يزيد وليس الأمر حيث يشاء

فيا نصحاء الله أنتم ولاته                       وأنتم على أديانه أمناء

بأي كتاب أم بأية سنة                           تناولها عن أهلها البعداء

وقال (عليه السلام):

أنا الحسين بن علي بن أبي           طالب البدر بأرض العرب

ألم تروا و تعلموا أن أبي             قاتل عمرو و مبير مرحب

ولم يزل قبل كشوف الكرب           مجليا ذلك عن وجه النبي

أليس من أعجب عجب العجب       أن يطلب الأبعد ميراث النبي

                     والله قد أوصى بحفظ الأقرب

وقال (عليه السلام)

ما يحفظ الله يصن                    ما يصنع الله يهن

من يسعد الله يلن                     له الزمان إن خشن

أخي اعتبر لا تغترر                 كيف ترى صرف الزمن

يجزي بما أوتي من                 فعل قبيح أو حسن

أفلح عبد كشف                      الغطاء عنه ففطن

وقر عينا من رأى                   أن البلاء في اللسن

فماز من ألفاظه في                  كل وقت و وزن

وخاف من لسانه                    عزبا حديدا فحزن

ومن يك معتصما بالله               ذي العرش فلن

يضره شيء و من                  يعدي على الله و من

من يأمن الله يخف                   وخائف الله أمن

و ما لما يثمره الخوف              من الله ثمن

يا عالم السر كما                    يعلم حقا ما علن

صل على جدي أبي                 القاسم ذي النور المنن

أكرم من حي و من                 لفف ميتا في الكفن

وامنن علينا بالرضا                 فأنت أهل للمنن

وأعفنا في ديننا من                 كل خسر و غبن

ما خاب من خاب كمن              يوما إلى الدنيا ركن

طوبى لعبد كشفت                  عنه غيابات الوسن

والموعد الله و ما                    يقض به الله مكن

وهي طويلة .

وقال (عليه السلام)

أبي علي و جدي خاتم الرسل              والمرتضون لدين الله من قبلي

والله يعلم و القرآن ينطقه                   أن الذي بيدي من ليس يملك لي

ما يرتجى بامرئ لا قائل عذلا               ولا يزيغ إلى قول ولا عمل

ولا يرى خائفا في سره وجلا                ولا يحاذر من هفو ولا زلل

يا ويح نفسي ممن ليس يرحمها             أما له في كتاب الله من مثل

أما له في حديث الناس معتبر               من العمالقة العادية الأول

يا أيها الرجل المغبون شيمته               إني ورثت رسول الله عن رسل

أأنت أولى به من آله فبما ترى              اعتللت و ما في الدين من علل

وفيها أبيات أخر.

وقال (عليه السلام)

يا نكبات الدهر دولي دولي          و اقصري إن شئت أو أطيلي

منها:

رميتني رمية لا مقيل                                بكل خطب فادح جليل

وكل عبء أيد ثقيل                                 أول ما رزئت بالرسول

وبعد بالطاهرة البتول                               الوالد البر بنا الوصول

وبالشقيق الحسن الجليل                            والبيت ذي التأويل و التنزيل

و زورنا المعروف من جبريل                      فما له في الزرء من عديل

ما لك عني اليوم من عدول                         وحسبي الرحمن من منيل

قال تم شعر مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هو عزيز الوجود.

قلت و الأبيات النونية التي أولها

غدر القوم و قدما رغبوا             عن ثواب الله رب الثقلين

لم يذكرها أبو مخنف في هذا الديوان الذي جمعه و هي مشهورة و الله أعلم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.