المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حكم الارتماس بالماء.
18-1-2016
Antitermination Control of Gene Expression
7-12-2015
مكيفات Adaptors
11-4-2017
اعلان ثورة أبو السرايا
7-8-2016
المتجاورات Contigs
7-12-2017
1,3-Dienes
16-8-2019


موانع الثورة في عهد معاوية  
  
3731   02:49 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص135-137.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016 4208
التاريخ: 17-3-2016 3479
التاريخ: 3-04-2015 7649
التاريخ: 22-3-2016 3758

لو كان الحسين يثور في عهد معاوية كان بإمكانه أن يستغل في سبيل تشويه ثورته هذه المعاهدة التي كانت نتيجة صلح الحسن مع معاوية، لأنّ الناس كانوا يعرفون أنّ الحسن والحسين قد عاهدا معاوية على السكوت عنه والتسليم له مادام حياً، ولو ثار الحسين على معاوية لأمكن لمعاوية أن يصوّره بصورة منتهز ناقض لعهده وميثاقه، ونحن نعلم جيداً أنّ الحسين ما كان يرى في عهده لمعاوية عهداً حقيقاً بالرعاية والوفاء، فقد كان عهداً بغير رضى واختيار، وقد كان عهداً تمّ في ظروف لا يد للمرء في تغييرها، ولقد نقض معاوية هذا العهد ولم يعرف له حرمة ولم يحمل نفسه مؤونة الوفاء به، فلو كان عهداً صحيحاً لكان الحسين في حلّ منه، لأنّ معاوية نفسه قد تحلّل منه ولم يأل جهداً في نقضه وعلى أيّ حال كانت معاهدة الصلح يمكن أن تكون ذريعة لإعلام معاوية ودعايته ضدّ ثورة الحسين الاحتمالية.

ومن جهة أُخرى يجب أن نرى كيف كان يحكم المجتمع على ثورة الحسين المحتملة؟
ومن الواضح انّ مجتمع الحسين الذي رأينا أنّه لم يكن يملك قابلية الثورة والأهلية للقيام بها ويؤثر السلامة والعافية كان يرى أنّه قد عاهد وعليه أن يفي بما عاهد، وعليه لو كان الإمام الحسين يقوم بثورته في عهد معاوية كان سيقدمها على أنّها نقض للعهد والميثاق، ويظهرها للرأي العام وكأنّها تمرّد غير مشروع .

تظاهر معاوية الديني :

تركت ثورة الحسين في عهد يزيد أثراً كبيراً وأضفى عليها وهجاً ساطعاً خلدها في ضمائر الناس وقلوبهم ذلك الأثر ـ كما لاحظنا ـ الذي دفع الناس عبر القرون الطويلة إلى تمثل ابطالها واستيحائهم في أعمال البطولة والفداء، وأكبر الظن انّ الحسين لو ثار في عهد معاوية لما كان لثورته كلّ هذا الوهج الساطع والأثر الكبير، وسر ذلك يكمن في دهاء ومكر معاوية وأُسلوبه الخاص في معالجة الأُمور، ومع أنّ معاوية قد حرف الإسلام عملياً واستبدل الخلافة الإسلامية البسيطة المتواضعة بالحكم الارستقراطي الملكي الأموي، وحول المجتمع إلى مجتمع غير إسلامي، غير انّه كان يدرك جيداً انّه ليس ينبغي له وهو يحكم الناس بسلطان الدين أن يرتكب من الأعمال ما يراه العامة تحدياً للدين الذي يحكم بسلطانه، بل عليه أن يضفي على أعماله طابعاً دينياً لتنسجم هذه الأعمال مع ما يتمتع به من المنصب، وأمّا ما لا يمكن تغطيته وتمويهه من التصرفات فليرتكبه في السر.

وهناك وثائق تاريخية تدلّ على أنّه كان ملحداً لا يؤمن بشيء ممّا جعل المغيرة بن شعبة وهو في تحلّله يغتم لما سمعه منه في بعض مجالسه معه، ويقول عنه: إنّه أخبث الناس.

وعلى الرغم من ذلك فقد أظهره سلوكه المحافظ على تعاليم الدين بمظهر صعّب على الناس معرفته على حقيقته.

هذا وقد استغل معاوية ظروفه جيداً لإضفاء الطابع الديني على منصبه، تارة بدعواه انّه يطالب بدم عثمان، وأُخرى بماموّه به على الرأي العام بعد أمر التحكيم وصلحه مع الحسن وبيعة الناس له من جدارته وصلوحه للخلافة.

وعليه لو كان الإمام الحسين يثور في عهده، لكان من السهل عليه أن يقدّم ثورته إلى الرأي العام على أنّها تعبير عن نزاع سياسي على السلطة وليست ثورة للحقّ على الباطل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.