أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1806
التاريخ: 18-5-2016
1822
التاريخ: 7-10-2014
1677
التاريخ: 12-7-2016
1769
|
يمكننا للوهلة الأُولى أن نتصور أنّ ذكر القرآن للزيتون والتمر والعنب، في الآيات مورد البحث: { يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 11]، لوجودها في المنطقة التي نزل فيها القرآن.. ولكنْ بملاحظة الجانب العالمي لرسالة القرآن ومع الإِعتقاد ببقائها واستمرارها بالإِضافة إِلى التوجه لعمق التعبير القرآني.. يتّضح لنا خطل ذلك التصور.
يقول العلماء المتخصصون بالأغذية (ممن صرفوا السنين الطول في البحث عن فوائد وخواص الأغذية): إِنّ القليل من الفواكه التي تنفع بدن الإِنسان من الناحية الغذائية هي بمستوى هذه الثمار الثلاث.
ويقولون: إِنّ (زيت الزيتون) له قيمة عالية جداً لتأمين السعرات الحرارية اللازمة للبدن، ولذلك يعتبر من الأغذية المقوية للبدن، وعلى الذين يريدون حفظ سلامتهم أن يواظبوا على تناول هذا الإِكسير.
إِنّ زيت الزيتون ملائم لكبد الإِنسان، مؤثر فعال في رفع عوارض الكلى، والقولنج الكلوي والكبدي واليبوسة. ولهذا نجد له مدحاً كثيراً في الرّوايات، ففي حديث عن الإِمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) أنّه قال عن الزيتون: «نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة، ويذهب البلغم، ويصفي اللون، ويشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب» (1).
والأهم من ذلك كله تسمية القرآن لشجرة الزيتون بـ «الشجرة المباركة».
وللتمر حديث أيضاً حيث ثبتت الأهميتين العلاجية والغذائية له من خلال ما بيّنه علماء الطب والأغذية ..فقد اتّضح وجود الكالسيوم فيه الذي يعتبر العامل الأساسي لبناء وتقوية العظام، وكذلك الفسفور الذي يعتبر من العناصر الأساسية في تكوّن الدماغ، بالإِضافة إِلى أن التمر يمنع ضعف الأعصاب ومزيل للتعب، كما أنّ له دوراً في حدة البصر.
وفيه البوتاسيوم الذي له الأهمية البالغة في بناء خلايا الجسم، علاوة على أن فقدانه يسبب قرحة المعدة.
كما بات من المعروف عند المتخصصين في علم الأغذية أن التمر له الدور الفعال في عدم الإِصابة بمرض السرطان.
وأظهرت الإِحصائيات أنّ المناطق التي يكثر فيها تناول التمر هي أقل المناطق إِصابة بهذا المرض الفتاك. ولهذا نجد أن البدو في الصحاري العربية مع ما يعانونه من فقر غذائي إِلاّ أنّهم لا يصابون بمرض السرطان. ويعزى سبب ذلك إِلى وجود المغنيسيوم في التمر غذائهم الأول.
أمّا السكر الموجود في التمر فيعتبر من أفضل أنواع السكريات، حتى أنّه لا يسبب ضرراً لكثير من المصابين بمرض السكر عند تناوله.
وقد اكتشف العلماء لحدّ الآن ثلاث عشرة مادة حياتية وخمسة أنواع من الفيتامينات في التمر، تجعله مصدراً غذائياً غنياً وذا قيمة عالية جدّاً (2).
ولهذا ورد تأكيد واسع على أهيمة هذه المادة الغذائية في الرّوايات، وممّا روي عن علي(عليه السلام) أنّه قال: «كل التمر فإِنّ فيه شفاء من الأدواء».
وقد روي أيضاً أنّ طعام أمير المؤمنين(عليه السلام) كثيراً ما كان الخبز والتمر.
وفي روي أُخرى: «بيت لا تمر فيه جياع أهله» (3).
وفي سورة مريم أن اللّه أطعم مريَم عندما ولدت عيسى (عليه السلام)، الرطب، وهو إِشارة إِلى أن أفضل غذاء للمرأة حديثة الولادة التمر، وعليه كان تأكيد الرّوايات بخصوص تفسير هذه الآية.. إِنّ أفضل طعام لها هو التمر (4).
أمّا العنب.. فيقول عنه علماء الأغذية: إِنّ ما فيه الفوائد تدعونا إِلى القول بأنّه صيدلية طبيعية متكاملة.
إِضافة إِلى أنّ خواص العنب شبيهة جداً بخواص حليب الأم (أيْ أنّه غذاء كامل)، وفائدته ضعف فائدة اللحم، وهو ذو سعرة حرارية عالية، ومقاوم للسموم، وله أثر علاجي قطعي في تصفية الدم والوقاية من الروماتيزم والنقرس، ويزيد في الدم، وينظف المعدة والأمعاء، وهو: منشط، مزيل للتعب، مقو للأعصاب، وتعطي الفيتامينات المختلفة التي يحتويها قوة للإِنسان.
وإضافة لكونه مادة غذائية مهمّة فله القدرة على مكافحة الميكروبات بدرجة ملحوظة، حتى أُعتبر من العوامل المهمّة في مكافحة مرض السرطان والوقاية منه (5).
وروي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب» (6).
ولو أردنا ذكر كل ما أورده علماء التغذية بخصوص الفواكه الثلاث وضمّناها ما جاء بصددها من روايات لخرجنا عن طبيعة التّفسير، وإِنّما كان القصد من هذه الإِطالة بيان السبب العلمي الدقيق وراء ذكر هذه الفواكه في الآية المشار إِليها، ولعل أكثر ما ذكر من فوائد كان خافياً على أهل زمان نزول الآية.
____________________
1.بحار الانوار ,ج66,ص183.
2.أول جامعة واخر نبي ,ج7,ص65,ويختص هذا الجزء بشرح الخواص الغذائية والصحية والعلاجية للتمر والعنب ويطلع الانسان من خلاله على أهمية هذين الغذائيين .
3.سفينة البحار ,ج1,ص124.
4.المصدر السابق .
5.أول جامعة واخر نبي ,ج7,ص101و142.
6.الاسلام طبيب بلا دواء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|