المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كون الجنة والنار مخلوقتين الان  
  
931   02:14 صباحاً   التاريخ: 30-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج2، ص 465 - 470
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الجنة و النار /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2018 6385
التاريخ: 11-08-2015 867
التاريخ: 14-4-2018 1164
التاريخ: 11-08-2015 860

 أما كون الجنة و النار مخلوقتين الآن فقد ذهب إليه جمهور المسلمين، إلا شرذمة من المعتزلة كأبي هاشم و القاضي عبد الجبار و من يحذو حذوهما، فإنهم قالوا سيخلقان ‌في القيامة.

والآيات المتكاثرة و الأخبار المتواترة دافعة لقولهم، ولم يذهب إلى هذا القول ‌السخيف من الفرقة المحقة أحد. وربما نسب إلى السيد الرضي رحمه اللّه ذلك، وهو بعيد عن‌ جلالة شأنه وعظم قدره.

والقرآن صريح في وجودهما حين نزوله، كما قال اللّه تعالى : {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد: 21]. {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24]. {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } [النجم: 15] وأحاديث المعراج المروية من طرق العامة و الخاصة صريحة في أن النبي رأى الجنة و النار ودخل الجنة. وأكثر المتكلمين والمفسرين على أن جنة آدم التي ذكرها اللّه في القرآن كانت ‌جنة الخلد.

وروى الكشي في رجاله أنه قيل للرضا عليه السّلام ان فلانا يزعم أن الجنة لم تخلق. قال‌ كذب فأين جنة آدم.

وعن ابن سنان قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام ان يونس يقول ان الجنة و النار لم‌ يخلقا. قال: فقال ما له لعنه اللّه فأين جنة آدم.

وفي كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه اللّه باسناده عن الصادق عليه السّلام قال : ليس من‌

شيعتنا من أنكر أربعة أشياء.المعراج، والمسألة في القبر، وخلق الجنة والنار، والشفاعة.

وبإسناده عن الرضا عليه السّلام قال: من أقر بتوحيد اللّه، وساق الحديث إلى أن قال‌ وأقر بالرجعة، والمتعتين، وآمن بالمعراج والمسألة في القبر، والحوض والشفاعة، وخلق‌الجنة و النار، و الصراط و الميزان، و البعث و النشور، و الجزاء و الحساب، فهو مؤمن حقا وهو من شيعتنا أهل البيت.

وروى الصدوق في الأمالي و التوحيد عن الهروي قال: قلت للرضا عليه السّلام يا بن رسول اللّه أخبرني عن الجنة و النار أهما اليوم مخلوقتان. فقال نعم، وإن رسول اللّه قد دخل الجنة و رأى النار لما عرج به إلى السماء. قال فقلت له فإن قوما يقولون إنهما اليوم ‌مقدرتان غير مخلوقتين. فقال عليه السّلام: ما أولئك منا و لا نحن منهم، و من أنكر خلق الجنة و النار كذب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و كذبنا، و ليس من ولايتنا على شي‌ء و خلد في نار جهنم. قال اللّه‌عز و جل: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [الرحمن: 43، 44] .

وقال ‌النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنة، فناولني من‌ رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت‌ بفاطمة، ففاطمة حوراء انسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة.

وروى القمي في تفسيره عند قوله تعالى : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } [النجم: 13، 14]  . قال وأما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقوله تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 15] أي عند سدرة المنتهى، فسدرة المنتهى في السماء السابعة و جنة المأوى عندها.

والدليل على أن الجنان في السماء قوله تعالى : {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [الأعراف: 40]  . والدليل على أن النار في الأرض قوله تعالى في سورة مريم: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا } [مريم: 68]. ومعنى حول جهنم البحر المحيط بالدنيا يتحول نيرانا، وهو قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] .

ومعنى جثيا أي على ركبهم. ثم قال تعالى: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] . يعني في الأرض إذاتحولت نيرانا.

وفي الخصال مسندا عن ابن عباس قال: قدم يهوديان فسألا أمير المؤمنين عليه السّلام‌ فقالا أين تكون الجنة و أين تكون النار. قال أما الجنة ففي السماء، وأما النار ففي الأرض. قالا: فما السبعة. قال سبعة أبواب النار متطابقات. قالا فما الثمانية. قال ثمانية أبواب‌ الجنة. الخبر.

و قال الصدوق في العقائد: اعتقادنا في الجنة و النار انهما مخلوقتان وان النبي ‌قد دخل الجنة و رأى النار حين عرج به، واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى ‌يرى مكانه من الجنة أو من النار، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له‌ الدنيا كأحسن ما رآها و يرفع مكانه في الآخرة، ثم يخير فيختار الآخرة، فحينئذ يقبض روحه. وفي العادة أن يقال فلان يجود بنفسه، ولا يجود الإنسان بشي‌ء إلا عن ‌طيبة نفس غير مقهور و لا مجبور و لا مكره. وأما جنة آدم فهي جنة من جنان الدنيا تطلع ‌الشمس فيها و تغيب و ليست بجنة الخلد، ولو كانت جنة الخلد ما خرج منها أبدا. انتهى.

و أما مكان الجنة و النار فأكثر المسلمين على أن الجنة فوق السموات السبع، والنار في الأرض السابعة. وذكر المحدث الشريف الجزائري انه روي عن الرضا عليه السّلام: إن‌الجنة فوق السموات وسقفها العرش. فعلى هذا يكون أرضها محدب الكرسي، فتكون ‌تحت العرش و فوق الكرسي، وقد دخلها النبي ليلة المعراج. ثم قال: وأما نار الآخرة فهي‌ في السماء فراغ.

وقد استفاضت الأخبار بالدلالة عليه وقد شاهدها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم ليلة المعراج، وحصل له فزع عظيم من هول ما شاهد. إلا أنها تحت الجنة، وظاهر الأخبار أنها في السماء الرابعة، وقد رآها ادريس ودخلها لحظة فكانت عليه بردا و سلاما.

وهذه ‌الجنة والنار السماويتان غير الجنة و النار المخلوقتان في الأرض لعالم البرزخ، فإن جنة الدنيا وادي السلام في ظهر الكوفة، ونار البرزخ برهوت، وهو واد في حضرموت اليمن.

فإذا كان يوم القيامة طوى اللّه سبحانه و تعالى بقدرته السموات كطي السجل و أعدمها ، وكذلك بدل الأرض، كما قال: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ } [إبراهيم: 48] ‌فيومئذ تنزل الجنة و النار من مكانيهما ، فتكون الجنة في موضع السموات تتفاوت درجات أهلها بتفاوت أعمالهم ، فمسافة ارتفاع السموات كلها تكون من بعض درجات الجنة ، فتكون هذه الأرض أسفل ‌قيعان الجنة و درجاتها و تنتهي في العلو و الارتفاع. وأما النار فإذا نزلت يوم القيامة يكون ‌مكانها طبقات الأرض، وتتفاوت طبقاتها في العمق على قدر تفاوت المعاصي، فيكون ‌أسفل الجنة أعلى النار.انتهى.

وفي بعض ما ذكره نظر يظهر من ملاحظة الأخبار المتقدمة.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.