المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



الكوثر حوض النبي صلى الله عليه واله وسلم  
  
3459   01:40 صباحاً   التاريخ: 30-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج2، ص 445 - 450
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / القيامة /

 قال اللّه تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1]. المشهور بين المفسرين ان المراد به النهر المعروف في الجنة. قال الطبرسي رحمه اللّه في تفسيره: اختلفوا في تفسير الكوثر، فقيل هو نهر في الجنة عن عائشة و ابن عمر. قال ابن عباس لما نزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } صعد رسول اللّه المنبر فقرأها على الناس، فلما نزل قالوا يا رسول اللّه ما هذا الذي أعطاكه اللّه، قال نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر و الياقوت، ترده الطير الخضر لها اعناق كأعناق البخاتي. قالوا يا رسول اللّه ما أنعم تلك ‌الطير. قال أفلا أخبركم بأنعم منها. قالوا بلى قال من أكل الطائر وشرب الماء وفاز برضوان اللّه تعالى.

وروي عن أبي عبد اللّه أنه قال: الكوثر نهر في الجنة أعطاه اللّه نبيه عوضا من امته‌ وقيل هو حوض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة ، عن عطاء.

وقال انس بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاء ثم رفع رأسه مبتسما فقلت ما أضحكك يا رسول اللّه، قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ سورة الكوثر، ثم قال أتدرون ما الكوثر، قلنا اللّه ورسوله أعلم، قال فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير هو حوض ترد عليه ‌أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء فيختلج القرن منهم، فأقول يا رب إنهم من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.أورده مسلم في الصحيح.

وقيل الكوثر الخير الكثير عن ابن عباس و ابن جبير و مجاهد.

وقيل هو النبوة والكتاب عن عكرمة.

وقيل القرآن عن الحسن، وقيل هو كثرة الأصحاب والأشياع عن أبي ‌بكر بن عياش، وقيل هو كثرة النسل والذرية، وقد ظهرت الكثرة في نسله صلّى اللّه عليه و آله و سلم من ولد فاطمة حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم.

وقيل هو الشفاعة رووه عن ‌الصادق عليه السّلام و اللفظ محتمل للكل فيجب أن يحمل على جميع ما ذكر من الأقوال فقد أعطاه اللّه سبحانه الخير الكثير و وعده الخير الكثير في الآخرة و جميع هذه الأقوال تفصيل ‌للجملة التي هي الخير الكثير في الدارين.انتهى.

وروى السيد ابن طاوس وغيره عن أبي ذر رحمه اللّه انه اجتمع هو وعلي والمقداد وقال: ألستم تشهدون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال أمتي ترد علي الحوض على خمس‌رايات، أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه‌ وخفقت أحشاؤه و من فعل ذلك تبعه، فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر ومزقناه و اضطهدنا الأصغر وابتززناه حقه. فأقول اسلكوا ذات الشمال ‌فيصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة، ثم ترد علي راية فرعون أمتي فيهم أكثر الناس وهم المبهرجون.

قلت يا رسول اللّه وما المبهرجون ابهرجوا الطريق، قال لا ولكنهم بهرجوا دينهم أي محقوه وأبطلوه وعدلوا عن الجادة الحقة، وهم‌ الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون، فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل ذلك تبعه فأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقول كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر و قتلناه، فأقول ‌اسلكوا طريق أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فلان وهو إمام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده‌ اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه و من فعل ذلك تبعه، فأقول ما خلفتموني في ‌الثقلين بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه، فأقول اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم يردعلي المخدج أي ذو الثدية رئيس الخوارج برايته وهو إمام سبعين ألفا من أمتي، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل ذلك تبعه، فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه، فأقول ‌اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم يرد علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه و وجوه‌ أصحابه فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقولون اتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه، فأقول ردوا فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا،إمامهم‌كالشمس الطالعة و وجوههم كالقمر ليلة البدر أو كانوا كأضواء نجم في السماء،قال أ لستم‌تشهدون على ذلك ، قالوا بلى، قال وأنا على ذلكم من الشاهدين.

وفي تفسير القمي و بشارة المصطفى عن الباقر عليه السّلام قال:إذا كان يوم القيامة جمع‌ اللّه الناس في صعيد واحد من الأولين و الآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون كذلك ما شاء اللّه و ذلك قوله تعالى: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108]. قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين النبي الأمي، قال فيقول ‌الناس قد أسمعت فسم باسمه، قال فينادي أين نبي الرحمة محمد بن عبد اللّه، قال فيقوم ‌رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله بين أيلة وصنعاء فيقف عليه، ثم ينادي بصاحبكم فيقوم أمام الناس فيقف معه، ثم يؤذن للناس فيمرون. قال أبو جعفر عليه السّلام: فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم من‌ يصرف عنه من محبينا أهل البيت بكى وقال يا رب شيعة علي يارب شيعة علي، قال فيبعث‌ اللّه إليه ملكا فيقول له ما يبكيك يا محمد، قال فيقول وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي ‌علي بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي، قال‌ فيقول اللّه عز و جل له يا محمد اني قد وهبتهم لك و صفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك‌ وبمن كانوا يتولون من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك‌ فيهم وأكرمتك بذلك. ثم قال الباقر عليه السّلام: فكم من باك يومئذ و باكية ينادون يا محمداه‌ إذا رأوا ذلك، فلا يبقى أحد يومئذ كان يتولانا و يحبنا إلا كان في حزبنا ومعنا وورد حوضنا.

وفي مجالس المفيد و أمالي الشيخ و بشارة المصطفى عن ابن عباس قال: لما نزل‌

على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1] قال له علي بن أبي طالب ما هذا الكوثر يارسول اللّه قال نهر أكرمني اللّه به، قال علي إن هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول اللّه، قال‌ نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه ماؤه أشد بياضا من اللبن واحلى من العسل، وألين من الزبد حصاه من الزبرجد و الياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك ‌الاذفر، قواعده تحت عرش اللّه عز و جل، ثم ضرب رسول اللّه يده في جنب علي أميرالمؤمنين وقال يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي.

وعن ابن عباس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم إن اللّه عز وجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، و حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، وأرضها المسك الأبيض وذلك خير لي ولأمتي‌ وذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1] .

وروى الصدوق في الأمالي و العيون بإسناده عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عن رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال: من لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللّه حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي.

وفي الأمالي عنه قال: يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي من احبك أحبني ومن ابغضك أبغضني. وعنه عليه السّلام‌ قال: من أراد أن يتخلص من هول القيامة فليتول وليي وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي‌ علي بن أبي طالب، فإنه صاحب حوضي يذود عنه اعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يسق منه‌ لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا، ومن سقي منه شربة لم يشق و لم يظمأ أبدا.

وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: أنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم و معي عترتي‌ على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه‌ أحباءنا وأولياءنا ومن شرب شربة لم يظمأ بعدها أبدا. حوضنا مترع أي مملوء، فيه مثغبان‌ أي ميزابان من الجنة ، أحدهما من تسنيم والآخر من معين على حافتيه الزعفران وحصاه‌ا للؤلؤ والياقوت وهو الكوثر.

وفي مجالس المفيد عن أمير المؤمنين قال: واللّه لأذودن بيديّ هاتين القصيرتين عن‌ حوض رسول اللّه أعدائنا، وليردنه أحباؤنا.

وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم في حديث قال فيه بعد وصف الحوض : لا يرده أحد من أمتي إلا النقية قلوبهم الصحيحة نياتهم المسلمون للوصي من بعدي، الذين‌ يعطون ما عليهم في يسر ولا يأخذون ما عليهم في عسر، يذود عنه يوم القيامة من ليس من ‌شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب عن إبله ، من شرب منه لم يظمأ أبدا.

وروى الصدوق في الأمالي بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنا سيد الأنبياء و المرسلين وأفضل من الملائكة المقربين. وأوصيائي سادة أوصياء النبيين‌ والمرسلين. وذرياتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين وأصحابي الذين سلكوا منهاجي‌ أفضل أصحاب النبيين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، والطاهرات من‌ أزواجي أمهات المؤمنين، وأمتي خير أمة اخرجت للناس، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم ‌القيامة، ولي حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا. فقيل ومن ذاك يا رسول اللّه. قال إمام‌ المسلمين وأمير المؤمنين و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أولياءه و يذود عنه‌ أعداءه كما يذود أحدكم الغريب من الابل عن الماء، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: من أحب عليا واطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنة، ومن أبغض‌ عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال ‌إلى النار.

وفي مناقب ابن شهرآشوب عن الحافظ أبي نعيم وهو من مشاهير المخالفين بإسناده‌ إلى عطية عن انس قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم فقال قد أعطيت الكوثر. فقلت يا رسول اللّه وما الكوثر، قال نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق و المغرب، لا يشرب ‌منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ أحد منه فيشعث ، لا يشربه من أخفر ذمتي ولا من قتل أهل ‌بيتي. وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: يذود علي عنه يوم القيامة من ليس من شيعته، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا.

وروى أحمد بن حنبل نحوه. وروى ابن قولويه في الكامل بإسناد معتبر عن مسمع‌ كردين عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لاتزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه ‌حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه، يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يشق بعدها أبدا، وهو في برد الكافور وريح المسك و طعم‌ الزنجبيل أحلى من العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأزكى من العنبر، يخرج‌ من تسنيم ويمر بأنهار الجنة، يجري على رضراض الدر والياقوت، فيه من القدحان أكثرمن عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان ‌الجواهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه ليتني تركت هاهنا، لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا، أما انك يا كردين ممن تروى منه، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقي منه من أحبنا وإن الشارب منه ليعطى من اللذة والمطعم‌ والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وإن على الكوثر أمير المؤمنين في يده ‌عصا من العوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرجل منهم اني أشهد الشهادتين فيقول انطلق‌ إلى إمامك فلان فاسأله يشفع لك فيقول تبرأ مني إمامي الذي تذكره، فيقول ارجع وراءك‌ فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق، فاسأله إذا كان عندك خير الخلق أن يشفع لك، فإن خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول اني أهلك عطشا، فيقول زادك اللّه ظمأ وزادك اللّه عطشا. قلت جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه‌ غيره , قال ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا إذا ذكرنا وترك أشياء اجترأ عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قدشغل به نفسه عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب واتباع أهل النصب وولاية الماضيين وتقديمه لهما على كل أحد، وفي الباب أحاديث كثيرة اكتفينا بما ذكر.

وقال الصدوق في العقائد، اعتقادنا في الحوض أنه حق، وأن عرضه ما بين أيلة وصنعاء، وهو حوض النبي وإن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وإن الوالي عليه يوم ‌القيامة أمير المؤمنين يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.