المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



منهج ابن عصفور النحوي ومذهبه  
  
6454   11:56 صباحاً   التاريخ: 29-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد أباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحوي العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص284- 287
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة الاندلسية / أهم نحاة المدرسة الاندلسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015 2071
التاريخ: 4-03-2015 1351
التاريخ: 4-03-2015 1449
التاريخ: 29-03-2015 3401

لقد اهتم الدكتور فخر الدين قباوة بمنهج ابن عصفور، و ذلك في كتابه: «ابن عصفور و الصريف» و أكد نزعته البصرية و اعتماده على سيبويه في جل آرائه و إن كان قد خالفه في مسائل معدودة، منها قول إمام النحاة أن الأصل في «اطمأن» طأمن، ثم تقدمت الميم على الهمزة، و صحيح أن ابن عصفور عارض رأي الجرمي الذي يقول بأصالة: اطمأن(1). و رجح عليه رأي الزجاج القائل بأن الهمزة في مصائب منقلبة عن الواو، بينما يرى سيبويه أنهم شبهوا الياء في «مصيبة» بالياء الزائدة في صحيفة(2). و قد ذهب سيبويه إلى أن «تاه» يتيه، و طاح و يطيح أصلهما على وزن فعل، و ابن عصفور يقول أنهما على فعل (3).

ص284

غير أن الخلاف في هذه الجزئيات لا يغير من الوجهة العامة التي اتخذها ابن عصفور، و هي الاعتماد الأساسي على البصرة، دون أن يكون متعصبا ضد الكوفيين و البغداديين، بل إنه كما يقول د. فخر الدين قباوة انتهج مذهب المحققين، لأنه يعتمد في ترجيح المذاهب على المنطق الجدلي الذي يختبر الأقوال و الأدلة، ليصل بأسلوب نقلي عقلي إلى دفع الأدلة الواهية، و إتيان الأدلة القاطعة أو المرجحة، و قد كان عماده في هذا المنطق ثلاثة أسس، و هي السماع، و القياس، و الإجماع. و في السماع يعتمده ثقة النقل، و فصاحة الأصل، ورد الروايات الضعيفة و اللغات الرديئة المرذولة. و في القياس معتمد على الكثرة و الاطراد و يجعل النادر شاذا لا يقاس عليه، كما يستخدم الاستنباط و التأويل، و الأحكام العامة في التشابه و الإعلال ليصل إلى الحجة الراجحة و الدليل، و يدفع ما خرج عليه بغير دليل قويم.

يمثل ابن عصفور في تاريخ النحو حلقة وصل بين مدرسة ابن مالك المتميزة و مدرسة الأندلسيين، فقد أخذ من هؤلاء الجمع بين الأدب، و النحو، و لعله كان قدوة لابن مالك في اختيار مذهب نحوي مستقل. ثم رأينا أن ابن مالك انتقى من تصريف ابن عصفور ما لا يسع النحويين جهله، و هو ما ضمنه في الخلاصة.

غير أن تأثر ابن مالك بابن عصفور لم يمنعه من انتقاده، و تخطئته في عدة مواضيع. و لم ينفرد ابن مالك بهذا الانتقاد بل شاركه في الاستدراك عليه أبو حيان.

و قد أورد فخر الدين قباوة أمثلة من هفوات ابن عصفور في إحالاته الخاطئة، و تناقض بعض آرائه و قصوره في بعض المسائل الصرفية و أخطائه العلمية، من ذلك أنه ربما نسب بيتا لغير قائله كقوله في الإبدال: «فأما قول نصيب:

فلو كنت وردا لونه لعسقنني          و لكن ربي سانني بسواديا 
فإنه لم يبدل الشين سينا، بل كان له لثغ في الشين. و البيت ليس لنصيب و إنما هو لسحيم عبد بني الحسحاس. كما روى بيت نصيب المشهور كما يلي:

 

فقال فريق، أإذا إذ نحوتهم                    نعم، و فريق لأيمن اللّه ما ندري 
فلفق بين روايتين مختلفتين إحداهما:
فقال فريق: آإذا إذ نحوتهمو قال فريق: لأيمن اللّه ما ندري 
و الأخرى:

فقال فريق القوم لما نشدتهم                   نعم و فريق لايمن اللّه ما ندري (4)

ص285

بعض الاستدراكات عليه:

عند قول ابن عصفور إن الميم في أول الكلمة إذا كان بعدها حرفان أصليان، و ما عداهما محتمل للأصالة و الزيادة، فهي زائدة فيما عدا «معزى، و مأجج، و مهدد، و مجن، و منجنيق و منجنون» . و علق أبو حيان في الحاشية بقوله:

(و أما مجنّ-و هو الترس-فعن سيبويه فيه قولان، أحدهما أنه فعلّ كحدب فالميم أصلية، و الثاني إنه مفعل فهي زائدة. و سأل بعضهم التّوزي فقال: أخطأ صاحبكم-يعني سيبويه-في قوله إن ميم مجنّ أصلية، و هل هو إلا من الجنة، فقال ليس بخطإ لأن العرب تقول مجن الشيء إذا صلب فمجنّ منه)(5).

و في معرض إبدال الياء من الجيم، يعلق أبو حيان على قول ابن عصفور بقوله: «قال أبو عمرو و هم يقلبون الياء الخفيفة أيضا إلى الجيم، قال الفراء و ذلك في بني دبير من بني أسد خاصة، و يقولون هذا غلامج، و هذه دارج.

و قال أبو حاتم قلت لأم الهيثم-و اسمها غيثة-هل تبدل العرب الجيم في شيء من الكلام، فقالت نعم ثم أنشدتني:

إذا لم يكن فيكنّ ظلّ و لا جنى                فأبعدكنّ اللّه من شيرات(6)
و لابن مالك تعليقات على الممتع نسب فيها ابن عصفور إلى الخطإ و ذلك في قوله إن الرّوم لا يتصور في المفتوح. و قال ابن مالك إن هذا غير صحيح و إن الرّوم يكن في المفتوح و إنما يمتنع منه الإشمام(7). و منها ما قاله ابن عصفور في مسائل التمرين، بأن بناء مثل «طومار» من الوعد لا يجوز في غير «أوعاد» لئلا يجتمع واوان في كلمة(8). فعلق ابن مالك بقوله: باطل، يجوز «و وعاد« لأن الثانية مزيدة كالقوول. و إنما يلزم ذلك إذا كانت الثانية أصلية كالأولى، أو متحركة كأوراق. و عند قول المؤلف إن «فعلان» من حييت «حيوان» فنقل ابن مالك كلام سيبويه و قوله فيها حيّان بالإدغام، و ذكر أن ابن عصفور بمعزل عن ذلك. و كثيرا ما كان يصرح بجهله و عدم إتقانه (9).

و ممن نسب إليه الأوهام و السقطات ابن الحاج الذي قال إنه لم يفهم كتاب سيبويه، و كان ابن الحاج يقول: إذا مت فعل أبو الحسن بكتاب سيبويه ما أراد (10). و ممن انتقده أيضا

ص286

ابن هشام، و ابن الضائع، و يقول أبو عبيد اللّه محمد بن الأزرق الوادي ءاشى في التعريض به، و في الإشادة بابن الضائع:

نصائحك ابن الضائع الندب قد أتت           بحظ من التحقيق و العلم موفور 
فطرت عقابا كاسرا أو ما ترى               مطارك قد أعيا جناح ابن عصفور 
و إذا كان ابن عصفور كما رأينا مثار جدل و انتقاد من النحاة، فإنه لا يمكن أن ينكر أن له مكانة متميزة بين علماء اللغة، فقد عرف مدرسا بارعا، و مؤلفا مجددا و مفكرا منهجيا. فكتابه المقرّب من أجود المختصرات، و مصنفه الممتع أعاد كتابة التصريف فاستحق بذلك لقب خاتمة النحاة، إذ يقول ابن المنير.
أسند النحو إلينا الدّؤلي                 عن أمير المؤمنين البطل 
بدأ النحو عليّ و كذا                   قل بحق ختم النحو علي (11)
ص287

______________________

(1) المصدر نفسه، ص 616.

(2) المصدر نفسه، ص 508.

(3) المصدر نفسه، ص 444.

(4) قباوة ابن عصفور و التصريف، ص 191 و ما بعدها.

(5) قباوة ابن عصفور و التصريف، ص 265.

(6)) المصدر نفسه، ص 266.

(7) المصدر نفسه، ص 266.

(8) المصدر نفسه، ص 283.

(9) المصدر نفسه، ص 282.

(10) حسن موسى الشاعر أبو الحاج النحوي، ص 32 نقلا عن اختصار القدح المعلى ص 96.

(11) بغية الوعاة،  2 / 215.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.