أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
3069
التاريخ: 29-03-2015
3439
التاريخ: 12-08-2015
1111
التاريخ: 29-03-2015
2273
|
أما سر صناعة الإعراب فقد ألفه في أحكام حروف المعجم، و مواقعها في كلام العرب «وسعت همّته فيه أن يبلغ من ذلك فوق قدر الكفاية، و أن يحرز بتوفيق اللّه قصب السبق إلى الغاية» . فقال إنه سيذكر أحوال هذه الحروف في مخارجها و مدارجها و انقسام أصنافها إلى صفاتها المعروفة، و أن يذكر الفرق بين الحرف و الحركة، و أن يبين محل الحركة من الحرف، إلى غير ذلك مما يعرف اليوم بعلم الأصوات. و هو في هذا الميدان قام بعمل ريادي نظرا لأنه استطاع تطوير مباحث سيبويه في مخارج الحروف و صفاتها و تنظيمها بصورة أشمل. مع أنه جمع بين الأوصاف الصوتية، و المعاني الوظيفية لهذه الحروف.
ففي باب الباء يقول مثلا: «الباء حرف مجهور يكون فاء و عينا و لاما، نحو بئر، و بعث، و صبر، و شبع، و ضرب، و قرب. و لا تستعمل زائدة، و ذكر إبدالها من الميم، و أنها تأتي للإلصاق نحو أمسكت بزيد، و للاستعانة نحو كتبت بالقلم، و للإضافة مثل مررت بزيد أضفت حروفها إلى زيد بالباء. و قال: إن ما يحكيه أصحاب الشافعي أنها للتبعيض فشيء لا يعرفه أصحابنا و لا ورد به ثبت، ثم ذكر العلة التي صارت بها حروف الإضافة
ص197
هذه جارّة و ذلك من قبل أن الأفعال التي قبلها ضعفت عن وصولها و إفضائها إلى الأسماء التي بعدها فرفدت بحروف الإضافة، و لم تنصب للفرق بين الفعل الناصب بنفسه و الناصب بواسطة. و لم ترفع لأن الرفع استولى عليه الفاعل، و لذلك صارت جارة و بعد ما استطرد في بحث مستفيض الفرق بين عملها و عمل الواو، و أداة الاستثناء، قال إنها قد تزاد توكيدا للكلام كقوله تعالى: (أَ لَيْسَ اَللّٰهُ بِكٰافٍ عَبْدَهُ (الزمر- الآية 36) و (وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا ) (يوسف-الآية 17) و(وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلْمُؤْمِنِينَ) (الشعراء – الآية 114) ، ثم ذكر مواضع زيادتها، و شواهد من القرآن الكريم و الشعر العربي(1).
و هذا الكتاب حافل بالمباحث النحوية و الصرفية في استطراداته الكثيرة، سنورد منها أمثلة في دفاعه عن المذهب البصري، كما أنه يشمل طرائف من غرائب أوجه التصريف على نحو ما نراه في المثال التالي:
يقول ابن جني في سر صناعة الإعراب: فإن تسمّ رجلا «عنوقا» جمع عناق ثم ترخّمه على قول من قال «يا حار» فتبدل واوه ياء لأنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها ضمة فتقول «يا عنى أقبل» فإن سميت ب «عنى» هذا رجلا و نسبت إليه أبدلت من الكسرة قبل الياء فتحة لتنقلب الياء ألفا فيصير في التقدير «عنا» ثم تقلب ألفه واوا لوقوع باءي النسب بعدها، فتقول «عنوي» . فإن رخمت «عنوي» هذا على قول من قال «يا حار» حذفت ياءي النسب. و أبدلت من الواو التي قبلها ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها فتقول «يا عنا أقبل» فالألف الآن في «عنا» إنما هي بدل من الواو الزائدة في «عنوى» و الواو في «عنوى» بدل من الألف في «عنا» ، و الألف في «عنا» بدل من الواو في «عنوى» الأول في المرتبة و الواو في «عنوى» بدل من الألف في «عنا» و الألف في «عنا» بدل من الياء في «عنى» و الياء في «عنى» يدل من الواو في «عنو» التي هي ترخيم (عنوق) (2).
________________________
(1) سر صناعة الإعراب: 119-133.
(2) المصدر نفسه: 674.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|