المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الكسائي  
  
3584   10:40 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص105- 109
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة الكوفية / أهم نحاة المدرسة الكوفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-07-2015 2892
التاريخ: 2-03-2015 3999
التاريخ: 2-03-2015 3422
التاريخ: 2-03-2015 4776

لعل أهم ما يمتاز به أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي عن سائر النحويين أن له باعا طويلا في جميع العلوم الإسلامية، و هذا ما تشير إليه هذا الحادثة التي نستطردها فيما يلي:

قال أبو حاتم: «قدم علينا محمد بن سلمة الكوفي عاملا على الخراج و الصدقات، فصرت إليه، فقال لي من علماؤكم؟ فقلت: المازني أعلمهم بالنحو، و الرياشي باللغة، و هلال الرأي من أفقههم، و ابن الشاذكوني من أعلمهم بالحديث، و ابن الكلبي بالشروط، و أنا أنسب إلى القرآن. فقال لكاتبه اجمعهم لي غدا.

فما اجتمعوا قال: أيكم المازني؟ فقال أبو عثمان ها أنا ذاك أصلحك اللّه.

فقال له: ما تقول في كفارة الظهار، أيجوز فيها عتق غلام أعور؟ فقال و ما علمي بهذا، هذا يحسنه هلال الرأي.

فالتفت إلى هلال و قال:  (يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) (المائدة- الآية 105) ، بم انتصب هذا الحرف؟ فقال أنا لا أحسن هذا، هذا يحسنه الرياشي.

فقال يا رياشي: كم حديثا روى عون عن الحسن؟ فقال الرياشي هذا يحسنه ابن الشاذكوني.

فقال لابن الشاذكوني: كيف تكتب كتابا بين رجل و امرأة أرادت مخالعته على إبرائه من صداقها؟ فقال له أعزك اللّه هذا يحسنه ابن الكلبي.

فقال لابن الكلبي: من قرأ (ألا إنهم تثنوني صدورهم) (هود-الآية 5) فقال هذا يحسنه أبو حاتم.

فقال لأبي حاتم: كيف تكتب إلى أمير المؤمنين عن خصاصة أهل البصرة، و ما جرى عليهم العام في ثمارهم؟ فقال: إني لست صاحب بلاغة و كتب، إنما أنسب إلى القرآن.

فقال: انظروا إليهم كل واحد منهم أفنى ستين سنة في فن واحد لو سئل عن غيره لساوى الجهال، لكن عالمنا بالكوفة، -يعني الكسائي-لو سئل عن كل هذا أصاب). (1)

قد يكون في هذه القصة نوع من المبالغة، بقصد منه إطراء الكسائي و الرفع من شأن علماء الكوفة على أهل البصرة و مع ذاك فقد اشتهر الكسائي لكونه إماما في القراءات و في علوم اللغة، و قد يكون مشاركا في الحديث. و قد سمع من أبي بكر بن عياش،

ص105

و سليمان بن أرقم، و سفيان بن عيينة و لكن انتماءه للفقهاء، فيه نوع من التجوز، و لقد جرت له مساجلات مع أبي يوسف بحضرة الرشيد لما قال هذا الأخير: إن الكسائي لا يحسن إلا شيئا من علوم العربية.

فبادره الكسائي قائلا: ما حكم من قال لامرأته أنت طالق طلاق طالق؟ و من قال أنت طالق و طالق و طالق؟ ، ثم كرر السؤال، بزيادة «أو» و «ثم» بدلا من الواو.

و يبين الكسائي الحكمين من المسائل الخمسة، و ذلك اعتمادا منه على مقتضى المعنى اللغوي، و على التفريق بين التأكيد، في التكرار، و التعاقب، و النسق في هذه الحالات (2).

أما ما يذكر من انتصاره على سيبويه في المسألة الزنبورية، فالمؤرخون يعللونه بأنه كان أمرا مدبرا، قضي بليل، و أن جماعة الأعراب الذين شهدوا للكسائي، و قد حفظت الكتب أسماءهم، لم يكونوا إلا من شيوخ قطربل الذين قال عنهم يحيى بن المبارك اليزيدي:

كنا نقيس النحو فيما مضى               على لسان العرب الأول 
فجاء أقوام يقيسونه                       على لغى أشياخ قطربل 
فكلهم يعمل في نقض ما         به نصاب الحق لا يأتلي 
إن الكسائي و أصحابه                   يرقون في النحو إلى أسفل(3) 
و قائل هذه الأبيات أحد نحاة البصرة الذي توطدت علاقته بالكسائي، فجمعهما الاختصاص، و الجدل في المسائل، كما لكل منهما سند في الخلافة، فالكسائي كان مؤدبا للأمين بن الرشيد، و اليزيدي مؤدبا ليزيد بن منصور الحميري (خال المهدي) ثم صار فيما بعد أستاذا للمأمون. و قد لا تقتصر علاقتهما على التنافس، بل كان كل منهما يعرف قدر الثاني و يقدر ما له من علم و ذكاء.

و من مناظراتهما أنهما كانا مرة أمام المهدي، فقال اليزيدي للكسائي: كيف تقول: إن من خير القوم و أفضلهم أو خيرهم بتة زيد؟ فأطرق الكسائي مفكرا، فقال اليزيدي: لأن يجيب فيخطئ خير من هذه الإطالة، فقال الكسائي: إن من خير القوم زيدا.

فقال اليزيدي: أخطأ، لرفعه قبل أن يأتي باسم إن و نصبه بعد الرفع و هذا لا يجيزه أحد، فقال أحد الحاضرين: أراد ب‍(أو) بل.

فقال الكسائي ما أردت غيره. فقال اليزيدي أخطأتما جميعا لأنه غير جائز أن يقال: إن من خير القوم و أفضلهم، بل خيرهم زيدا، فقال المهدي: يا كسائي ما مرّ بك مثل

ص106

اليوم. و سأل اليزيدي عن الصواب عنده، فقال: إن من خير القوم و أفضلهم، أو خيرهم بتة زيد. فقال المهدي قد اختلفتما و أنتما عالمان فمن يفصل بينكما، قال اليزيدي: قلت علماء العرب، فبعث إلى أبي المطوق فعملت أبياتا إلى أن يجيء، و كان المهدي يميل إلى أخواله من اليمن، و كان ابن المنصور الحميري حاضرا، فقلت:

يا أيها السائلي لأخبره                 عمن بصنعاء من ذوي الحسب 
حمير، ساداتها تقر لها                بالفضل طرا جحاجح العرب 
فإن من خيرهم و أفضلهم              أو خيرهم بتة أبو كرب 
فلما جاء أبو المطوق أنشدته الأبيات فوافقني (4).

يستمر التنافس، و الخلاف، و الحيل، بين هذين العالمين، و بين يدي الخليفة الرشيد تتكرر القصة، و يسأل اليزيدي الكسائي، قائلا: هل في هذا الشعر عيب؟ و أنشده:

ما رأينا خربا نقّر عنه البيض صقر

لا يكون العير مهرا                   لا يكون، المهر مهر 
فقال الكسائي: لقد أقوى الشاعر، و لا بد من نصب «المهر» في آخر البيت، فضرب اليزيدي بقلنسوته في الأرض، و قال: أنا أبو خالد، فقيل أتكتني بحضرة أمير المؤمنين، و تكشف رأسك؟ و اللّه لخطأ الكسائي مع أدبه أحب إلينا من صوابك مع سوء فعلك. فقال: لذة الغلبة أنستني من هذا ما أحسن (5).

و إنصافا منا لليزيدي، فلابد أن نذكر قوله في رثاء الفقيه محمد بن الحسن الشيباني و الكسائي في أبيات منها:

     أسيت على قاضي القضاة محمد                 فأذريت دمعي و الفؤاد عميد 
     وأوجعني موت الكسائي بعده                     و كادت بي الأرض الفضاء تميد 
     وأذهلني عن كل عيش و لذة                     و أرق عيني و العيون هجود 
     هما عالمان أوديا و تخرما                       و ما لهما في العالمين نديد(6) 
و اعترف اليزيدي لخصمه و منافسه في محله، حيث أن أبا بكر الأنباري يقول: (اجتمعت للكسائي أمور لم تجتمع لغيره فكان واحد الناس في القرآن يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم و يجلس على كرسي و يتلو القرآن كاملا و هم يستمعون،

ص107

حتى كان بعضهم ينقط المصاحف على قراءته، و آخرون يتابعون مقاطعه و مبادئه فيرسمونها في ألواحهم و كتبهم، و كان أعلم الناس بالنحو و واحدهم في الغريب)(7).

و يقول الشافعي عنه: «من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي (8)، و يذكر الفراء أنه مرة أعجب بعمله، و رأى في نفسه المقدرة على مناظرة أستاذه الكسائي، و لما استثاره صار كمن يريد أن يغرف البحر بمنقاره(9)، و قيل إن يونس في البصرة، سأله عن قول الشاعر:

غداة أحلّت لابن أصرم طعنة          حصين عبيطات السّدائف و الخمر 

و لما سمع منه الجواب قال: (إن الذين رأسوك، رأسوك باستحقاق)(10).

و المنافسة بين مدرستي البصرة و الكوفة، تجعلنا نعتقد أن الكسائي حاول أن يقوم بالدور الذي اضطلع به الخليل في إرساء قواعد النحو. و لعله كان المثال الذي أراد أن يحتذى به، ذلك أنه بعد لقائه به، أراد أن يقوم بالرحلة العلمية ليأخذ المادة اللغوية غضة من أفواه بداة العرب فأنقد خمس عشرة قنينة من مداده في الكتابة عنهم، و عاد بعد موت الخليل و عرض ثروته اللغوية على يونس، حتى أحس في نفسه برتبة الرئاسة في هذا الفن، فلا جرم أن تكون إضافته في النحو تتمثل في زيادة السماع، و اعتبار ما سمعه يدخل في القواعد الأصلية التي يجوز القياس عليها.

و لعله أول من اهتم بتعليل أوجه القراءة، و ربط هذا التعليل بالقياس النحوي، و نذكر أن له كتابين في هذا الموضوع و هما: معاني القرآن، و كتاب القراءات.

و فقد جلّ كتبه يجعل من الصعب تصور مذهبه الشامل، و يبقى المصدر الأساس عنده، ما يروي عنه تلميذه الفراء، و دراسة قراءاته الخاصة به. و من الإشارة التي تومئ إلى رأيه في توثيق الصلة بين النحو و القراءة قوله في قصيدته التي منها:

إنما النحو قياس يتبع                   و به في كل علم ينتفع 
و إذا ما أبصر النحو الفتى             مر في المنطق مرا فاتسع 
و إذا لم يبصر النحو الفتى             هاب أن ينطق جبنا فانقطع 
يقرأ القرآن لا يعرف ما                صرف الإعراب فيه و صنع 
و الذي يعرفه يقرؤه                    و إذا ما شك في حرف رجع

ص108

ناظرا فيه و في إعرابه                 فإذا ما عرف اللحن صدع 
فهما فيه سواء عندكم                    ليست السنة منا كالبدع (11) 
و إذا كان الكسائي لم يسلم من ألسنة خصومه و منافسيه، فلعل السبب يعود إلى كونه حاول زعزعة الأركان التي بنى عليها علماء البصرة قواعدهم النحوية، و لكن ما حظي به من عناية عند الخلفاء مثل المهدي، و الرشيد و الأمين، جعله عرضة لألسنة الحاسدين.

و قد نبه د. شوقي ضيف على أهم اختياراته النحوية، أخذا لها من أمهات كتب النحو، و كذلك لخص نماذج من اختياراته في القراءات نكتفي هنا بالإحالة إليها (12).

و في الحقيقة فإن الكسائي لم يرد هدم الصرح الذي شيده ابن أبي إسحق و الخليل و إنما أثقل على أسسه بإضافات لا يتسع لها التصميم البصري. هذا ما جعل أحد تلاميذه يرى ضرورة إعادة النظر في هذا التصميم، و يعيد البناء على أساس النموذج اللغوي الذي قبله الكسائي، و العالم الذي قام بهذا الدور هو أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء.

ص109

_______________________

(1) القفطي: الإنباه ج 2 ص 261، تاريخ بغداد ج 11 ص 403.

(2) القفطي: ج 2 ص 220 و في الزبيدي (طبقات النحاة 127) قصة مشابهة.

(3) بغية الوعاة، ج 2 ص 163.

(4) راجع سيبويه.

(5) الأمالي الزجاجي، ص 40.

(6) طبقات النحويين للزبيدي، ص 130.

(7) إنباه الرواة، ج 3 ص 264.

(8) المصدر نفسه، ج 3 ص 260.

(9) المصدر نفسه، ج 3 ص 264.

(10) المصدر نفسه، ج 3 ص 265.

(11) إنباه الرواة، ج 3 ص 267.

(12) المدارس النحوية، ص 177.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.