المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

الاسم الرباعي المزيد
10-7-2021
كسوف الشمس
20-2-2017
إصدار الحكم في طلب اعادة المحاكمة التشريع اللبناني
25-3-2022
المثنى بن حارث ومعركة البويب
9-8-2020
منح الشخصيات الثانوية اهدافاً- المعلم
7-4-2021
توثيق
13-11-2019


ضروب التشبيهات  
  
2305   01:46 صباحاً   التاريخ: 19-1-2020
المؤلف : عيار الشعر
الكتاب أو المصدر : ابن طباطبا العلوي
الجزء والصفحة : ص :11-13
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2017 2405
التاريخ: 23-3-2018 2217
التاريخ: 4-6-2017 86763
التاريخ: 19-1-2020 2009

 

والتشبيهات على ضروب مختلفة. فمنها: تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة، ومنها تشبيهه به معنى، ومنها تشبيهه به حركة، وبطئاً وسرعة، ومنها تشبيهه به لوناً، ومنها تشبيهه به صوتاً. وربما امتزجت هذه المعاني بعضها ببعض، فإذا اتفق في الشيء المشبه بالشيء معنيان أو ثلاثة معان من هذه الأوصاف قوي التشبيه وتأكد الصدق فيه، وحسن الشعر به للشواهد الكثيرة المؤيدة له. فأما تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة فكقول امرئ القيس:

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً          لدى وكرها العناب والحشف البالي

 

11

 

وكقوله:

كأن عيون الوحش حول خبائنا       وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب

وكقول عدي بن الرقاع:

تزجى أغن كأن إبرة روقه          قلم أصاب من الدواة مدادها

وأما تشبيه الشيء بالشيء لوناً وصورة فكقول امرئ القيس يصف الدرع:

ومسرودة السك موضونة       تضاءل في الطي كالمبرد

تفيض على المرء أردانها        كفيض الأتي على الجدجد

وكقول النابغة:

تجلو بقادمتي حمامة أيكة        بردا أسف لثاته بالإثمد

كالأقحوان غداة غب سمائه      جفت أعاليه وأسفله ندي

وكقول حميد بن ثور:

على أن سحقا من رماد كأنه         حصى إثمد بين الصلاء سحيق

وأما تشبيه الشيء بالشيء صورة ولوناً وحركة وهيئة فكقول ذي الرمة:

ما بال عينك منها الدمع ينسكب        كأنه من كلى مفرية سرب

وفراء غرفية أثأى خوارزها        مشلشل ضيعته بينها الكتب

وكقول الشماخ:

لليلى بالعنيزة ضوء نار      تلوح كأنها الشعرى العبور

إذا ما قلت أخمدها زهاها      سواد الليل والريح الدبور

وكقول ابن الشماخ: وهو جنادة بن جزي.

والشمس كالمرآة في كف الأشل وكقول امرئ القيس:

جمعت ردينياً كأن سنانه       سنا لهب لم يتصل بدخان

وكقول ليلى الأخيلية:

قوم رباط الخيل وسط بيوتهم       وأسنة زرق يخلن نجوما

وأما تشبيه الشيء بالشيء حركة وهيئة فكقول عنترة:

وترى الذباب بها يغني وحده       هزجاً كفعل الشارب المترنم

 

12

 

غرداً يحك ذراعه بذراعه       قدح المكب على الزناد الأجذم

وكقول الأعشى.

غراء فرعاء مصقول عوارضها         تمشي الهويني كما يمشي الوجى الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها          مر السحابة لا ريث ولا عجل

وكقول حميد بن ثور.

أرقت لبرق آخر الليل يلمع         سرى دائبا فيه يهب ويهجع

دنا الليل واستن استنانا زفيفه       كما استن في الغاب الحريق المشيع

وكقوله:

خفا كإقتذاء الطير والليل مدبر      بجثمانه والصبح قد كان يسطع

وكقول ابن هرمة:

ترى ظلها عند الرواح كأنه         إلى دفها رأل يخب جنيب

وكقول الآخر.

يضحى بها الحرباء وهو كأنه      خصم معد للخصومة موفق

وكقول الآخر:

كأن أنوف الطير في عرصاتها      خراطيم أقلام تخط وتعجم

وأما تشبيه الشيء بالشيء معنى لا صورة فكتشبيه الجواد الكثير العطاء بالبحر والحيا، وتشبيه الشجاع بالأسد، وتشبيه الجميل الباهر الحسن الرواء بالشمس، وتشبيه المهيب الماضي في الأمور بالسيف، وتشبيه العالي الهمة بالنجم، وتشبيه الحليم الركين بالجبل، وتشبيه الحيي بالبكر، وتشبيه العزيز الصعب المرام بالمتوقل في الجبال والسامي في العلو، وتشبيه الفائت بالحلم، وبأمس الذاهب. وتشبيه أضداد هذه المعاني بأشكالها على هذا القياس: كاللئيم بالكلب، والجبان بالصفرد، والطائش بالفراش، والذليل بالنقد وبالوتد، والقاسي بالحديد والصخر.

وقد فاز قوم بخلال شهروا بها من الخير والشر وصاروا أعلاماً فيها فربما شبه بهم فيكونون في المعاني التي احتووا عليها وذكروا بشهرتها نجوماً يقتدى بهم، وأعلاماً يشار إليهم كالسمو أل في الوفاء، وحاتم في السخاء، والأحنف في الحلم، وسحبان في البلاغة، وقيس في الخطابة، ولقمان في الحكمة، فهم في التشبيه

 

13

 

يجرون مجرى ما قدمنا ذكره من البحر والحيا والشمس والقمر والسيف، ويكون التشبيه بهم مدحاً كالتشبيه بها، وكذلك أضدادها. وقوم يذمون فيما شهروا به، يشبه بهم في حال الذم، كما يشبه بهؤلاء في حال المدح: كباقل في العي وهنبقة في الحمق، والكسعى في الندامة، والمتروف صرطاً في الجبن. فالشاعر الحاذق يمزج بين هذه المعاني في التشبيهات لتكثر شواهدها ويتأكد حسنها، ويتوقى الاقتصار على ذكر المعاني التي يغير عليها دون الإبداع فيها والتلطيف لها لئلا يكون كالشيء المعاد المملول.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.