المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



أتقن فن التواصل  
  
1909   04:05 مساءً   التاريخ: 5-1-2020
المؤلف : ريتشارد كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص194-198
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

بغض النظر عن مدى ما تمتع به علاقتك من صفات جيدة وصادقة وعطوفة ورائعة – أو ما ستصبح عليه – فمن الواضح أنك سوف تصادف قدراً من التضارب والخلافات، حيث إن لدى كل زوجين أموراً ومواضيع عارضة يجب عليهما أن يتوصلا إلى حل بشأنها؛ لأنها تبدأ في التراكم داخل علاقتهما؛ وعليه فمن الضروري أن تتقن هذا النوع من فن التواصل. فأنا لا أستطيع تخيل علاقة قائمة وليست ناجحة بدون الاستعانة بوسيلة قوية داعمة لها.

إن المناقشة من القلب إلى القلب هي مناقشة ذات طبيعة معينة وتلائم الأمور التي تشغل القلب. يمكنك أن تتبع هذا الأسلوب لمناقشة المواضيع المعقدة أو المؤلمة أو الصعبة أو كوسيلة لحل أي نزاع أو خلاف لحل المشاكل وللتوصل إلى التفاهم المتبادل، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تستخدمه كوسيلة للتواصل حول نقاط الاختلاف، أو أن تتفقا على أنه بوسعكما أن تختلفا. وهي وسيلة رقيقة وقوية للغاية من أجل التواصل مع انسان تحبه وتغدوا متمتعاً بقوة كبيرة يسهل معها مناقشة الأمور المؤلمة عند توفر الظروف المناسبة.

إن الأساس الذي يقوم عليه النقاش من القلب إلى القلب هو اتفاق يتم بين فردين من أجل التعرف على الطريقة لإجراء المناقشات بأسلوب يتسم بالود والاحترام. ويوافق كلا الطرفين على التحدث – والأكثر من هذا أهمية هو أن ينصت كل منهما للأخر وبطريقة لا تتسم باتخاذ المواقف الدفاعية عن النفس وأن يراعيا ردود أفعالهما وأن يبقيا قلبيهما متفتحين. إن الأهداف المهيمنة على النقاش من القلب إلى القلب هي التأكد من أن كل شريك يدرك أن شريكه يصغي إليه، وأن كلا الزوجين يتشاركان المشاعر، بغض النظر عما إذا كانت المشكلة قد تم حلها بالكامل. إن الهدف الرئيسي هو أن نذكر حاجتنا للمناقشة من القلب إلى القلب بأسلوب مهذب رقيق ولا يحمل أي تهديد في طياته، ومن ثم الثبات على نفس الموقف طوال اتخاذك القرار. في النقاش من القلب إلى القلب يكون التعلم أكثر أهمية من إلقاء الدروس، وأن تصغي أهم من أن تتحدث، ومن المهم بمكان أن تنبذ استنتاجاتك السابقة القديمة وردود أفعالك المعتادة. ومن المهام أن تستوعب ما يقال أكثر من التصرف حيال ما يقال.

وغالباً ما يقع الأزواج في عادات للتفاهم فاشلة وغير مجدية مع بعضهما فيما يتعلق بأمور الحياة اليومية وكذلك فيما يتعلق بالمواضيع الأكثر أهمية. لدى العديد من الأزواج ردود أفعال انفعالية بسبب التعود منها: إلقاء اللوم – الغيرة – قلة الإنصات – اعتبار الأمور مسلم بها – التصرف الغاضب للتجادل أو التنافس – وتلك العادات تؤدي في النهاية إلى قلة الثقة – التصرفات اللامبالية – فتور المشاعر أو قد تصل إلى انعدام تام للاحترام أو ثورات الغضب.

إن خلق الجو المناسب للاهتمام وإبداء الرغبة في تبادل النقاش من القلب إلى القلب يمكنه أن يمحو معظم – إن لم يكن كل – تلك المشاعر، وبصورة جيدة فإن هذا النوع من التواصل يسهل تطبيقه. في أغلب الحالات فإن الأمر يقتضي أن يقوم به أحد الزوجين بصورة إيجابية التأثير وذلك بأن يكون البادئ في هذا التفاهم المخلص. هناك العديد من المستويات المختلفة لمدى العمق الذي تصله المناقشات من القلب إلى القلب، ولكن أي خطوات تتخذ من أجل تعميقها يمكنها أن تكون ذات نفع عظيم.

إن مشاعر الألفة المتبادلة أو القوية والتواصل الصادق هي حاجة ماسة لرفع معنويات الإنسان وهي شديدة الفائدة حيث تجلب مشاعر القرب والألفة، لكن للأسف إن لم تكن تريد أن تشارك أو عندما لا تكون على استعداد لأن تشارك ولأن تصغي لتلك الدرجة فإن شريكك قد يبتعد عنك عاطفياً أو جسدياً. ومع مرور الوقت فإن العديد من الأزواج يرتاحون أكثر للمشاركة مع أصدقاء آخرين أو حتى مع الغرباء أكثر من حرصهم على التشارك مع أزواجهم وزوجاتهم. وفي الحالات القاسية فإن الشريك سوف يغادر بحثاً عن شخص آخر يستمع إليه ولديه القدرة على التفاهم المخلص النابع من القلب.

لا يوجد هناك شكل رسمي للتواصل من القلب إلى القلب، حيث لا توجد طريقة جيدة وأرى سيئة للقيام بهذا التواصل. إن ما عليك القيام به في الأساس هو أن تعترف أنه قد حان الوقت لإجراء المناقشة المخلصة. وأنت بحاجة لأن تراجع الأمور مع شريكك لتتأكد من أن التوقيت مناسب، فلو شعر أي منكما بحاجته ليتخذ مواقف دفاعية عن نفسه أو أحس أحدكما بالعناد فهذا مؤشر على أن التوقيت ليس مناسباً، أو عندما تكون مرتبطاً بجدول أعمال لا بد من القيام به فسيكون من الأفضل الانتظار لما بعد، ولكن لو أن كلاً منكما يحمل مشاعر الحب والتفاهم وتشعران بإمكانية مناقشة هذا الأمر بأسلوب هادئ ومتزن فإن هذا مؤشر على التوقيت جيد. وعندما تبدأ في التناقش، تأنَّ باستمرار وفكر ملياً وبكل أمانة عن مدى النجاح الذي تحرزه. ويمكنكما أن توجها أسئلة لبعضكما البعض مثل :(هل توافق على هذا؟) أو ليكن لديك مطلق الحرية في أن تراجع شريكك بعبارات مثل: (سمعتك تقول....) (هل أنا أسمعك بصورة صحيحة؟) وتأكد من أنك لم تكن مشتت الفكر أو أنك تتصرف بانفعال مدافعاً عن نفسك، أو أنك عدواني بشدة، وإن كنت هكذا فلا بأس أيضاً، حاول أن تتخلى عن تلك الانفعالات والتصرفات بهدوء وحاول التواصل من جديد. كن صبوراً وفوق كل شيء كن ودوداً.

عبر السنوات، دار بيننا أنا وكريس مئات المناقشات من القلب إلى القلب، كان بعضاً منها يتناول مواضيع خفيفة تتعلق بمضايقات الحياة اليومية (أيام كنا نجهد صغائر الأمور بحثاً) وبعض المواضيع شديدة الأهمية وتناقشنا في كل الأمور بدءا من دواليب خزائن الملابس غير المرتبة وأدوات المنزل التي تضيع، والمواضيع المالية والمستقبل المهني وصولاً إلى الأمور المتعلقة بالأولاد والمشاكل التي تحدث بيننا – وفي كل موقف من تلك المواقف لعب النقاش من القلب الى القلب دوراً رئيسياً في اجتيازنا المشكلة. ونحن نأمل أن تقوموا بالاستعانة بوسيلة التواصل والتفاهم المؤثرة هذه لاكتشاف وتجربة النتائج الرائعة التي تمتعنا بها والتي نأمل أن تشعروا بها أنتم كذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.