المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مَهْرِيّة الأغلبية
11-3-2016
عمر الامام الباقر(عليه السلام)
15-04-2015
أسرار تغيير القبلة
8-10-2014
حقول علم المحاسبة Fields of Accounting
30-1-2022
فعل الشرور
11/12/2022
عليّ (عليه السّلام) في غزوة خيبر
19-4-2022


التفريع  
  
6673   03:54 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص76ــــــــ77
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 19682
التاريخ: 26-03-2015 2955
التاريخ: 24-09-2015 5435
التاريخ: 26-03-2015 10521

تعريفُه(1): هو أنْ يثبتَ حكمٌ لمتعلَّقِ أمرٍ، بعد إثباتهِ لمتعلَّقٍ له آخرَ، كقول الشاعر(2):

فاضتْ يداهُ بالنضَارِ كما فاضتْ ظباهُ في الوغَى بدمي

وكقول الشاعر (3) :

أَحْلامُكُمْ لِسَقَامِ الجَهْل شَافِيَةٌ ... كما دِماؤُكُمُ يُشْفَى بها الكَلَبُ

وقال بعض علماء البلاغة : التفريع نوعان:

أحدُهما- أن يبدأ الشاعرَ بلفظةٍ هي إمَّا اسمٌ، وإمَّا صفةٌ، ثم يكررُها في البيتِ مضافةً إلى أسماءَ وصفاتٍ يتفرعُ من جملتها أنواعٌ من المعاني في المدحِ وغيره

كقول أبي الطيب المتنبي (4):

أنَا ابنُ اللّقاءِ أنَا ابنُ السَّخاءِ أنا ابنُ الضِّرابِ أنا ابنُ الطِّعانِ

أنَا ابنُ الفَيافي أنَا ابنُ القَوافي أنَا ابنُ السُّروجِ أنَا ابنُ الرِّعانِ

طَويلُ النِّجادِ طَوِيلُ العِمادِ طَويلُ القَناةِ طَويلُ السِّنانِ

حَديدُ اللّحاظِ حَديدُ الحِفاظِ حَديدُ الحُسامِ حَديدُ الجَنَانِ

يُسابِقُ سَيْفي مَنَايَا العِبادِ إلَيْهِمْ كأنّهُمَا في رِهَانِ

قال ابن أبي الأصبع (5): وهذا النوعُ لم أسبقْ إلى استخراجهِ، وإنما لم أثبتُّه فيما ابتكرتهُ من الأبوابِ لكونه نوعاً من التفريعِ، فالذي يجبُ أن يسمَّى به تفريعَ الجمعِ، لأنَّ كلَّ بيتٍ ينطوي على فروعٍ من المعاني شتَّى من المدحِ تفرعتْ من أصلٍ واحدٍ.

والنوعُ الآخر ُمن التفريعِ - وهو الذي تقدَّمني الناسُ باستخراجه وتسميتِه، إنما يتفرّعُ منه معنًى واحدٌ من أصلٍ واحدٍ، إمَّا في بيتٍ أو أبياتٍ، وإمَّا في جملةٍ من الكلامِ أو جُملٍ، وهو أنْ يصدرَ الشاعرُ أو المتكلَّمُ كلامَه باسمٍ منفيٍّ بما خاصةً، ثم يصفُ الاسمَ المنفيَّ بمعظمِ أو صافهِ اللائقة ِبه، إمَّا في الحسْنِ أو القبحِ، ثم يجعلهُ أصلاً يفرِّعُ منه معنًى في جملةٍ من جارٍ ومجرورٍ متعلقةٍ به تعلقَ مدحٍ أو هجاءٍ أو فخرٍ أو نسيبٍ أو غيرِ ذلك، يُفهَمُ منْ ذلك مساواةُ المذكورِ بالاسمِ المنفيِّ الموصوفِ، كقول الأعشى (6) :

ما روْضَةٌ من رِياضِ الحزْنِ مُعْشِبَةٌ ... خَضْرَاءُ جَادَ عليها مسْبِلٌ هَطِلُ

يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ .... مَؤّزَّرٌ بَعمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

يَوْماً بأَطْيَبَ منها نَشْر رائحِة ...... ولا بأَحْسَنَ منها إِذْ دَنَا الأُصُلُ

وقد سمَّى بعضُ المتأخرينَ هذا القسمَ من التفريعِ النفيَ والجحودَ لتقدمِ حرفِ النفي على جملتهِ. وأكثرُ ما يقعُ الأصلُ في بيتٍ والتفريعُ منهُ في بيتٍ آخرَ ، إمَّا قريباً منه، وإمَّا بعيداً عنه، وقد يقعُ منهُ ما يكونُ الأصلُ والفرعُ معاً في بيتٍ واحدٍ كقول أبي تمام (7):

ما ربعُ ميَّة َ معموراً يطيفُ بهِ غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

ومنَ التفريعِ نوعٌ غيرُ النوعين الأولين: وهو تفريعُ معنًى منْ معنًى من غيرِ تقدُّم نفيٍّ ولا جحودٍ .

كقول ابن المعتزِّ (8) :

كلامُه أخدعُ منْ لحظهِ ... ووَعدُهُ أكذبُ من طيفهِ

فبينا هو يصفُ خدعَ كلامهِ فرَّع خدعَ لحظهِ، وبينا هو يصفُ كذبَ وعدهِ فرَّعَ كذبَ طيفهِ

وهو مختصٌّ بمعاني النفسِ دونَ معاني البديعِ، والله أعلم.

 

 

 

__________

 (1) - العمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 123) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 73) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 314) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 118) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 275) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 1605) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(2) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(3) - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 69) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 123) و

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 21) وحياة الحيوان الكبرى - (ج 1 / ص 38) والحيوان - (ج 1 / ص 463) وتاج العروس - (ج 1 / ص 920) ولسان العرب - (ج 1 / ص 721) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 118) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 275)

(4) - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 25) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 74) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 315) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 129)

(5) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 74)

(6) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 74) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 50) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 141) ومعجم الأدباء - (ج 1 / ص 469) والعقد الفريد - (ج 2 / ص 358) ولسان العرب - (ج 8 / ص 32)

(7) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 74) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 314) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 339) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 13 / ص 173)

(8) - العمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 123) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 74) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 275)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.