أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
2369
التاريخ: 1-04-2015
10615
التاريخ: 23-03-2015
13692
التاريخ: 23-03-2015
4396
|
قصائد امرئ القيس ومقطعاته مرتبة كما جاءت في رواية الأصمعي
ومقارنتها بما في الروايات الأخرى
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول وحومل -1
القصيدة رقم 3 في نسخة الطوسي من رواية المفضل الضبي-1
وهي القصيدة الأولى في نسختي السكري وابن النحاس-2
ألاعم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي-2
القصيدة الثانية في نسخة الطوسي من رواية المفضل الضبي.-1
وهي كذلك الثانية في نسختي السكري وابن النحاس.-2
-خليلي مرَّا بي على أم جندب ... نقض لُبانات الفؤاد المعذب3
القصيدة الرابعة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
القصيدة السادسة في نسخة السكري.-2
القصيدة السادسة والعشرون في نسخة ابن النحاس.-3
- سما لك شوق بعدما كان أقصرَا ... وحلت سليمي بطن قو فعرعرا4
القصيدة الخامسة في نسخة الطوسي من رواية المفضل، وفي نسخة السكري.-1
والسادسة عشرة نسخة ابن النحاس.-2
-أعني على برقٍ أراه وميض ... يضيء حبيًّا في شماريخ بيض5
في نسخة الأعلم قبل القصيدة "ويقال إنها لأبي دؤاد الإيادي"، ونحن نرجح أن هذا-1 ليس من كلام الأصمعي نفسه، وأن الأصمعي لم يكن
(1/515)
يشك فيها، وإنما نسبها إلى امرئ القيس. وليس في الروايات والنسخ الأخرى ما يشير إلى شك الأصمعي فيها. فلعل هذا من كلام الأعلم نفسه.
القصيدة التاسعة في نسخة الطوسي من رواية المفضل، وفي نسخة السكري.-2
القصيدة التاسعة والثلاثون في نسخة ابن النحاس.-3
- غشيت ديار الحي بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات6
القصيدة الثالثة عشرة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
-القصيدة الثامنة والثلاثون في نسخة السكري، والحادية والثلاثون في نسخة ابن2 النحاس.
ألا إن قومًا كنتم أمس دونهم ... هم منعوا جاراتكم آل عدوان-7
لم يروها المفضل ولا أبو عمرو الشيباني ولا ابن الأعرابي ولم ترد أصلًا في نسخة-1 الطوسي فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها
القصيدة الثالثة والخمسون في نسختي السكري وابن النحاس.-2
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عسيب يمان-8
القصيدة السابعة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والثالثة عشرة في نسخة السكري، والخمسون في نسخة ابن النحاس.-2
-قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ... ورسم عفت آياته منذ أزمان9
القصيدة الثامنة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والحادية عشرة في نسخة السكري، والثانية والخمسون في نسخة ابن النحاس.-2
دع عنك نهبًا صيح في حجراته ... ولكن حديثًا ما حديث الرواحل-10
(1/516)
القصيدة السادسة والثلاثون في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والثانية والثلاثون في نسخة السكري، والرابعة في نسخة ابن النحاس.-2
أرانا موضعين لأمر غيب ... ونسحر بالطعام وبالشراب -11
- لم يروها المفضل ولا أبو عمرو الشيباني ولا ابن الأعرابي وأوردها الطوسي في1 نسخته "رقم 45" مما اختاره من رواية الأصمعي، فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها.
القصيدة الثامنة عشرة في نسخة السكري.-2
-والتاسعة والعشرين في نسخة ابن النحاس ونص على أن الأصمعي أنشدها عن أبي3 عمرو بن العلاء.
أماوي هل لي عندكم من معرس ... أم الصرم تختارين بالوصل نيأس-12
-لم يروها المفضل ولا أبو عمرو الشيباني ولا ابن الأعرابي ودفعها الكوفيون، وقالوا1 إنها لبشر بن أبي خازم الأسدي، وقد أوردها الطوسي "رقم 44" مما اختاره من رواية الأصمعي.
القصيدة السادسة عشرة في نسخة السكري، والسابعة والثلاثون في نسخة ابن النحاس.-2
ألما على الربع القديم بعسعسا ... كأني أُنادي أو أُكلم أخرسا-13
القصيدة رقم 14 في نسخة الطوسي من رواية المفضل ومطلعها عنده:-1
تأوبني دائي القديم فغلسا ... أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
وهو البيت الخامس من القصيدة في رواية الأصمعي.
-جاءت في نسختي السكري وابن النحاس على الرواية الكوفية، رقم 19 في السكري،2 ورقم 36 في ابن النحاس.
(1/517)
لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر ... ولا مقصر يومًا فيأتيني بقر-14
القصيدة السادسة عشرة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والثامنة في نسخة السكرى، والثامنة عشرة في نسخة ابن النحاس.-2
لمن الديار غشيتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي إقدام-15
القصيدة الحادية عشرة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والعاشرة في نسخة السكري، والخامسة والأربعون في نسخة ابن النحاس.-2
يا دار ماوية بالحائل ... فالسهب فالخبتين من عاقل.-16
القصيدة الثامنة عشرة في نسخة الطوسي من رواية المفضل ولم يرو الطوسي منها-1 غير بيتين مطلعهما:
وهن أرسال كمثل الدبا ... أو كقطا كاظمة الناهل
وقال جامع نسخة الطوسي إن أبا نصر أحمد بن حاتم قال: روى الأصمعي أول هذه الأبيات:
يا دار سلمى دارسًا رسمها ... بالرمل فالخبتين من عاقل
وهو البيت السابع في رواية الأصمعي. ومن أجل هذا ذكرها جامع نسخة الطوسي فيما سماه "المنحول الثاني من شعر امرئ القيس" ورقمها فيه 52، فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها.
القصيدة الخامسة عشرة في نسخة السكري، والثانية عشرة في نسخة ابن النحاس.-2
-رب رام من بني ثعل ... متلج كفيه في قترة17
(1/518)
القصيدة السابعة عشرة في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-1
والسابعة في نسخة السكرين، والسابعة عشرة في نسخة ابن النحاس.-2
يا هند لا تنكحي بوهةً ... عليه عقيقته أحسبا-18
لم يروها المفضل ولا أبو عمرو الشيباني ولا ابن الأعرابي ولم ترد أصلًا في نسخة -1 الطوسي، فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها. وذكر الآمدي أنها لامرئ القيس بن مالك الحميري.
القصيدة السابعة عشرة في نسخة السكري.-2
والثامنة والعشرون في نسخة ابن النحاس وذكر فيها "وزعموا أنها منحولة، ورواها-3 أبو عبيدة".
ألا قبح الله البراجم كلها ... وجدع يربوعًا وعفر دارما-19
- القصيدة الأربعون في نسخة الطوسي من رواية المفضل، ونص على أن ابن1 الأعرابي لم يعرفها.
التاسعة والثلاثون في نسخة السكري، والثامنة والأربعون في نسخة ابن النحاس.-2
إن بني عوف ابتنوا حسبَا ... ضيعه الدخللون إذ غدروا -20
لم يروها المفضل ولا أبو عمرو الشيباني ولا ابن الأعرابي، وذكرها الطوسي في-1 نسخته رقم "43" فيما اختاره من رواية أبي عبيدة والأصمعي. فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها.
القصيدة الرابعة عشرة في نسخة السكري، والتاسعة عشرة في نسخة ابن النحاس.-2
والله لا يذهب ... شيخي باطلا "رجز"-21
(1/519)
(1/520)
- ديمة هطلاء فيها وطف ... طبق الأرض تحرى وتدر26
رواها الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة.-1
القصيدة الثالثة والثلاثون في نسخة الطوسي من رواية المفضل.-2
والرابعة في نسخة السكري، والخامسة عشرة في نسخة ابن النحاس.-3
أحار ترى بريقًا هب وهنا ... .................................-27
أنصاف أبيات لامرئ القيس أكمل أعجازها التوأم اليشكري في منازعتهما الشعر؛ وقد-1 رواها الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء.
- لم يروها المفضل، ولا أبو عمرو الشيباني، ولا ابن الأعرابي، ولم ترد أصلًا في2 نسخة الطوسي، فكأن الكوفيين كانوا يدفعونها.
القصيدة الثانية عشرة في نسخة السكري، والثالثة والعشرون في نسخة ابن النحاس-3
(1/521)
قصائد امرئ القيس ومقطعاته من رواية المفضل
...
قصائد امرئ القيس ومقطعاته من رواية المفضل:
مرت بنا -في رواية الأصمعي- جملة قصائد مما رواه المفضل لامرئ القيس، فهي بذلك مما اتفق الشيخان: الأصمعي البصري، والمفضل الكوفي، على روايتها وصحتها نسبتها. وهي: القصائد الست الأولى، ثم الثامنة، والتاسعة، والعاشرة، ثم الثالثة عشرة، والرابعة عشرة، والخامسة عشرة، ثم السابعة عشرة، ثم التاسعة عشرة، ثم من القصيدة الحادية والعشرين إلى القصيدة السادسة والعشرين. وبذلك يكون ما اتفق الشيخان على روايته عشرين قصيدة ومقطعة لامرئ القيس. ونذكر الآن سائر رواية المفضل من القصائد التي لم يوردها الأصمعي في روايته، وهي:
أحار بن عمرو كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر-1
(1/521)
- رواها المفضل وأبو عمرو الشيباني، أما الأصمعي فقد أنكر نسبتها لامرئ القيس،1 وقال: أنشدنيها أبو عمرو بن العلاء لرجل من النمر بن قاسط يقال له ربيعة بن جشم. وأولها عن الأصمعي:
لا وأبيك ابنة العامر ... ي لا يدعى القوم أني أفر
اختارها الأعلم فيما اختاره من رواية المفضل وأبي عمرو، وهي القصيدة التاسعة-2 والعشرون في نسخته. وأوردها الوزير أبو بكر عاصم بن أيوب في نسخته لديوان امرئ القيس وهي أول ما أورده له
القصيدة الثالثة في نسخة السكري، ومطلعها عنده من رواية الأصمعي، والقصيدة- 3 الرابعة عشرة في نسخة ابن النحاس.
-ألا انعم صباحًا أيها الربع وانطق ... وحدث حديث الركب إن شئت فاصدق2
اختارها الأعلم فيما اختار من رواية المفضل وأبي عمرو، وهي القصيدة الثلاثون في-1 نسخته.
القصيدة الثانية والأربعون في نسخة السكري، والثالثة والأربعون في نسخة ابن-2 النحاس.
أمن ذكر سلمى أن نأتك تنوص ... فتقصر عنها خطوة أو تبوص-3
اختارها الأعلم فيما اختار من رواية المفضل وأبي عمرو، ورقمها في نسخته الحادية-1 والثلاثون.
القصيدة الثامنة والأربعون في نسخة السكري، والأربعون في نسخة ابن النحاس-2
(1/522)
تطاول ليلك بالإثمد ... ونام الخلي ولم ترقد-4
- اختارها الأعلم فيما اختار من رواية المفضل وأبي عمرو، وهي القصيدة الثانية1 والثلاثون في نسخته.
- القصيدة التاسعة والأربعون في نسخة السكري، والثالثة والثلاثون في نسخة ابن2 النحاس
عيناك دمعهما سجال ... كأن شأنيهما أوشال-5
القصيدة الواحدة والأربعون في نسخة السكري، والسابعة في نسخة ابن النحاس وقد-1 نص على أن الأصمعي لم يعرفها.
-لا تسلمني يا ربيع لهذه ... وكنت أراني قبلها بك واثقا6
القصيدة السابعة والأربعون في نسخة السكري، والرابعة والأربعون في نسخة ابن-1 النحاس.
يا ثعلًا وأين مني بنو ثعل ... ألا حبذا قوم يحلون بالجبل-7
القصيدة الرابعة والثلاثون في نسخة السكري، والسادسة في نسخة ابن النحاس.-1
أحللت رحلي في بني ثعلٍ ... إن الكرام للكريم محل-8
القصيدة الثالثة والثلاثون في نسخة السكري، والخامسة في ابن النحاس.-1
ألا يا عين بَكِّي لي شنينَا ... وبَكِّي لي الملوك الذاهبينا-9
القصيدة الواحدة والخمسون في نسخة السكري، والخامسة والخمسون في ابن النحاس.-1
(1/523)
- عفا شطب من أهله وغرور ... فمربولة إن الديار تدور10
القصيدة الخامسة والخمسون في نسخة السكري، ولم يوردها ابن النحاس في نسخته-1
إذا ما لم تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصي-11
أوردها الطوسي "رقم 22" في نسخته فيما أورده من رواية الأصمعي، غير أنه قال:-1 "كان الأصمعي يقول: امرؤ القيس ملك ولا أراه يقول هذا، فكأن الأصمعي أنكرها". وأوردها كذلك الوزير أبو بكر في نسخته ص165 ولكنه قال: "قال الأصمعي: امرؤ القيس لا يقول مثل هذا وأحسبه للحطيئة". ومن أجل هذا أسقطناها من رواية الأصمعي.
القصيدة الخامسة والثلاثون في نسخة السكري، والسادسة والخمسون في نسخة ابن-2 النحاس.
أبعد زبدان أمسى قرقرًا جلدًا ... وكان من جندل أصم منضودا-12
القصيدة الستون في نسخة السكري، ولم يوردها ابن النحاس في نسخته.-1
- ليلى عن الوصل ... ونأت ورث معاقد الحبل13
القصيدة الخامسة والأربعون في نسخة السكري.-1
والتاسعة في نسخة ابن النحاس، وذكر فيها "قال ابن دريد: دفعها الأصمعي، ورواها-2 قوم لابن أحمر، وهي في أصل اليزيدي".
أرى ناقة القيس قد أصبحت ... على الأين ذات هباب نوارا-14
القصيدة الرابعة والأربعون في نسخة السكري، والخامسة والعشرون في نسخة ابن-1 النحاس.
(1/524)
ولقد بعثت العنس ثم زجرتها ... وهنًا وقلت عليك خير معد-15
القصيدة الثانية والثلاثون في نسخة ابن النحاس، ولم يوردها السكري.-1
أني على استتب لومكما ... ولم تلوما حجرًا حجرًا ولا عصما-16
القصيدة السابعة والثلاثون في نسخة السكري، والسادسة والأربعون في نسخة ابن-1 النحاس.
لعمري لقد بانت بحاجة ذي هوى ... سعاد وراعت بالفراق مروعا-17
القصيدة الخمسون في نسخة السكري، والحادية والأربعون في نسخة ابن النحاس.-1
شهابًا وأبلغ عاصمًا ... ومالكًا هل أتاك الخبر مال18
القصيدة الثالثة والأربعون في نسخة السكري، والثامنة في نسخة ابن النحاس، ووزن-1 هذه الأبيات مختلط، ويختلف في النسخ المختلفة.
ألا أبلغ بني حجر بن عمرو ... وأبلغ ذلك الحي الحريدا-19
القصيدة السادسة والخمسون في نسخة السكري، والرابعة والثلاثون في نسخة ابن-1 النحاس.
قد أتاني عن مريء مالك ... لابنة الحصاء أن هبها فجد-20
1-آخر رواية المفضل. وقد قال الطوسي عن هذه القصيدة "لم يروها ابن الأعرابي"-1 فكأنها من القصائد التي أسقطها ابن الأعرابي حينما كان يصحح رواية شيخه المفضل.
لم ترد في نسخة السكري، ولا في نسخة ابن النحاس-2
(1/525)
وبذلك تكون قصائد امرئ القيس ومقطعاته في رواية المفضل بن محمد الضبي -الكوفي- أربعين قصيدة ومقطعة، اتفق هو والأصمعي على رواية عشرين منها، وانفرد برواية العشرين الأخرى.
-3-
وقد كفانا مئونة تفضيل الحديث عن سائر دواوين الجاهلية ما قدمناه من حديث عن ديوان امرئ القيس، حيث فصلنا القول تفصيلًا يكشف عن المنهج الذي نرى أن ينهج في تتبع روايات هذه الدواوين الجاهلية، وإرجاعها إلى اصولها، وتفسير ما في رواياتها من اختلاف.
أما ديوان زهير بن أبي سلمى فلا تذكر لنا المصادر العربية -من العلماء الذين جمعوا هذا الديوان- غير ستة، هم:
يعقوب بن إسحاق السكيت(1).-1
أبو الحسن علي بن عبد الله بن سنان الطوسي(2).-2
محمد بن هبيرة الأسدي المعروف بصعوداء(3).-3
أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري(4) -4
أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري(5).-5
يوسف بن سليمان، الأعلم الشنتمري(6).-6
والعجيب أنه ليس من بين هذه الأسماء عالم واحد من رواة الطبقة الأولى.
(1/526)
ممن يعدون أصولًا، وإنما هم جميعًا إما من تلاميذ هذه الطبقة: مثل ابن السكيت وهو كوفي المذهب أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي، وإما من الجماع الذي جمعوا بين الروايات المختلفة، فرجحوا كفة الكوفيين حينًا مثل: صعوداء والطوسي وابن الأنباري، أو رجحوا كفة البصريين حينًا آخر مثل: السكري والأعلم.
فأين إذن روايات ديوان زهير التي تعد أصولًا؟ لقد أغفلت ذكرها المصادر العربية؛ ولكنها بقيت، مع ذلك، فيما وصل إلينا من نسخ هذا الديوان، أو فيما تضمنته هذه النسخ من إشارات للرواة والروايات. وهذه الأصول لديوان زهير -كما كانت أصول ديوان امرئ القيس- قسمان: أصول بصرية، وأصول كوفية.
الأصول البصرية:
وهي أصلان: رواية أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي، ورواية أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.
7- رواية أبي عبيدة:-7
أما رواية أبي عبيدة فلم تُحفظ لنا كاملة، ولم يبق لنا منها إلا قصائد متفرقة ذُكر في مقدمتها أنها من رواية أبي عبيدة، أو ألفاظ في أبيات من قصائد أشير فيها إلى رواية أبي عبيدة كما أشير فيها إلى رواية غيره من العلماء. فقد ذكر الأعلم عند حديثه عن قصيدة زهير:
أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر
أن أبا حاتم قال "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وكذلك ذكر عند حديثه عن قصيدته:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم ... أن يسارًا أتانا غير مغلول
(1/527)
أن أبا حاتم قال: "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وذكر ثعلب عند حديثه عن قصيدته:
شطت أميمة بعدما صقبت ... ونأت وما فني الجناب فيذهب
أنه "لم يروها أبو عمرو لزهير ولا لكعب، ورواها أبو عبيدة لزهير"(7).
وذكر عند حديثه عن قصيدته:
فعد عما ترى إذ فات مطلبه ... أضحى بذاك غراب البين قد نعقا
أن هذه الأبيات لم يملها أبو عمرو ولا أبو نصر، ولم يعرفها الأصمعي، ولكن "رواها أبو عبيدة وهي صحيحة عنده"(8). وأنكر أبو عبيدة قصيدة زهير:
إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت
وقال إنها لقراد بن حنش من شعراء غطفان، وأن زهيرًا ادعى هذه الأبيات(9).
أما روايات أبي عبيدة لبعض الألفاظ في أبيات من قصائد زهير فكثيرة جدًّا وقد أشار إليها الأعلم وثعلب في مواطن كثيرة من شرحيهما.
رواية الأصمعي:8
أما رواية الأصمعي فقد حُفظت لنا كاملة، حفظها الأعلم الشنتمري في مجموعته "دواوين الشعراء الستة"(10). وقد مر بنا أن الأعلم ذكر في مقدمة
(1/528)
مجموعته أنه اعتمد -في نسخته لدواوين هؤلاء الشعراء- على أصح رواياتها، وهي رواية الأصمعي، قال: "واعتمدت فيما جلبته من هذ الأشعار على أصح رواياتها، وأوضح طرقاتها، وهي رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي، لتواطؤ الناس عليها، واعتيادهم لها، واتفاق الجمهور على تفضيلها؛ وأتبعت ما صح من رواياته قصائد متخيرة من رواية غيره ... " ومن عادة الأعلم في مجموعته هذه أنه يستوفي رواية الأصمعي كاملة في كل ديوان من هذه الدواوين، ثم يتبعها بقصائد مختارة للشاعر يختارها من غير رواية الأصمعي، ثم ينص على هذه المختارات من رواية الكوفيين وخاصة المفضل وأبا عمرو الشيباني.
وعلى هذا الأساس الواضح أورد الأعلم ثماني عشرة قصيدة ومقطعة لزهير ثم ذكر في ختامها ما يلي(11): "كمل جميع ما رواه الأصمعي من شعر زهير، ونصل به بعض ما رواه غيره إن شاء الله". ثم يورد قصيدتين ذكر أنهما مما رواه أبو عمرو والمفضل، ويختم نسخته بقوله(12): "كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعي وأبو عمرو والمفضل..". وسنورد مطالع هذه القصائد في ثبت نلحقه بهذا الحديث.
غير أن الأعلم قد أورد -فيما أورده من رواية الأصمعي لشعر زهير- ثلاث قصائد ليست من رواية الأصمعي، وقد نص في الأوليين منها -وقد مر ذكرهما قبل قليل- على أن أبا حاتم السجستاني قال: "لم يعرفها الأصمعي وعرفها أبو عبيدة". وذكر في حديثه عن القصيدة الثالثة، وهي:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
(1/529)
أن الأصمعي قال(13): "ليست لزهير، ويقال: هي لصرمة الأنصاري ولا تشبه كلام زهير" فإذا كانت هذه القصيدة الثالثة من رواية أبي عبيدة أيضًا، جاز لنا أن نفرض أن الأعلم قد أورد في القسم الأول من نسخته ما صح من رواية شيخي البصرة: الأصمعي وأبي عبيدة، وإن كان قد جعل جل اعتماده على رواية الأصمعي. وسنعود إلى الحديث عن رواية الأصمعي بعد أن نستوفي حديثنا عن الأصول الكوفية.
الأصول الكوفية:
9-11- أما علماء الكوفة من الطبقة الأولى من الرواة الذين رووا ديوان زهير فهم: حماد الراوية، والمفضل بن محمد الضبي، وأبو عمرو الشيباني.
غير أن روايات هؤلاء العلماء لم تصلنا منفردة، مستقلة، بل جاءتنا مختلطة متداخلة في مجموعة نُسبت مع شرح أبياتها إلى ثعلب، وقد طبعت هذه المجموعة من الروايات بدار الكتب المصرية، وفي مقدمتها حديث مفصل عن ترجيح نسبتها إلى أبي العباس ثعلب. وقد اعتمدت هذه الطبعة على عدة نسخ خطية ذكرت أوصافها وأرقامها في مقدمتها. ودراسة هذه الطبعة تدلنا على أن ثعلبًا قد جمع في مجموعته بين الروايات الكوفية والروايات البصرية، فكثيرًا ما يورد في شرحه شروحًا للأصمعي وأبي عبيدة، وكثيرًا ما يورد رواياتهما المختلفة في الألفاظ والأبيات، وحسبنا أمثلة قليلة عن ذلك: فقد أورد سبعة وثلاثين بيتًا من قصيدة زهير:
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعري أفراس الصبا ورواحله
ثم قال(14): "وهذه آخر رواية أبي عمرو، وروى أبو عبيدة والأصمعي.."
(1/530)
ثم يورد سبعة أبيات من روايتهما. أما في قصيدته:
إن الخليط أجد البين فانفرقا ... وعلق القلب من أسماء ما علقا
فهو يثبت في أصل أحد أبياتها وهو قوله:
وقابل يتغنى كلما قدرت ... على العراقي يداه قائمًا دفقا
رواية أبو عبيدة، وينص على ذلك بقوله(15): "روى أبو عبيدة قائمًا بالنصب، وروى غيره بالرفع.
ثم يذكر بيت زهير(16):
وذاك أحزمهم رأيًا إذا نبأ ... من الحوادث آب الناس أو طرقا.
وهو من غير رواية أبي عمرو، ثم ينص على أن البيت في رواية أبي عمرو هو:
ومن يفوقهم أمرًا إذا فرقوا ... من الحوادث أمرًا آب أو طرقا
ثم يورد ستة أبيات ينص على أنها من رواية أبي عمرو(17)، وأربعة أبيات أخرى ينص على أنها مما روى أبو عمرو والأصمعي(18)، ويورد في آخرها بيتين يذكر أنهما "من غير هذه الرواية" و"أن الأصمعي لم يروهما"(19). وكذلك ذكر ستة عشر بيتًا من قصيدة زهير:
لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن دهر
ثم يقول(20): "هذا آخر رواية أبي عمرو"، ويكمل القصيدة في اثنين وعشرين
(1/531)
بيتًا من غير رواية أبي عمرو. وكثيرًا ما يثبت في أصل البيت لفظة أو ألفاظًا من غير رواية أبي عمرو، وينص على ذلك، ثم يذكر روايته في تلك الألفاظ(21).
وأكثر من ذلك أنه يورد قصيدة "لم يروها أبو عمرو لزهير ولا لكعب، ورواها أبو عبيدة لزهير(22)".
فيتضح لنا من كل ذلك أن هذه النسخة قد جمعت من قصائد زهير ما رواه البصريون وما رواه الكوفيون. غير أن هذا الجمع بين روايات المدرستين لا ينفي نسبة هذه النسخة إلى أبي العباس ثعلب. وذلك أن ثعلبًا -مع أنه كان كوفي المذهب بل إمام أهل الكوفة في زمنه- قد روى كتب علماء البصرة أيضًا، فروى "عن ابن نجدة كتب أبي زيد، وعن الأثرم كتب أبي عبيدة، وعن أبي نصر كتب الأصمعي.."(23) وقد ذكر أبا نصر والأثرم في مواطن كثيرة من نسخته هذه(24).
وقد تضمنت هذه النسخة ثلاثًا وخمسين قصيدة ومقطعة لزهير، روى خمسًا منها عن حماد الراوية(25)؛ ونص على واحدة منها بقوله: "وهي متهمة عند المفضل" ومع ذلك رواها أبو عمرو(26). وذكر في أربع أخرمنها أنها يُشَك في نسبتها إلى زهير، وأنها قد تروى لغيره(27).
ويبدو أن هذه النسخة -بالرغم من جمعها بين روايات مختلفة- قد اتخذت من رواية أبي عمرو الشيباني أصلًا، ثم أضاف جامع هذه النسخة عليها.
(1/532)
ما وجده عند غيره من تعليقات أو اختلاف في روايات الألفاظ. وقد جعلنا نذهب إلى هذا الافتراض أننا عثرنا على نسخة مصورة على ميكروفيلم في معهد إحياء المخطوطات العربية -وأصلها محفوظ في مكتبة نور عثمانية بتركيا(28) - وقد نص في آخر هذه النسخة على ما يلي:
" فهذا جميع ما رواه أبو عمرو، وأبو نصر، والأصمعي، لزهير من الشعر ... وكتب محمد بن منصور بن مسلم رحمه الله بمنبج سنة خمسة "كذا" وسبعين وخمسمائة، والأصل الذي نقله منه كتب من أصل ابن كيسان النحوي رحمه الله في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وكان قد قرأ جميعه على أحمد بن يحيى ثعلب، وكان قد قرئ على أبي عمرو الشيباني ... " وفي هذه النسخة سبع وخمسون قصيدة، خمس منها غير موجودة في النسخة المطبوعة، وتمتاز هذه النسخة -على النسخة المطبوعة- بكثرة ما فيها من إشارات إلى الشك في صحة نسبة بعض القصائد إلى زهير. فقد ذكر قصيدته:
أثويت أم أجمعت أنك غاد ... وعداك عن لطف السؤال عواد
وقال: "أبو عمرو لم يرو هذه القصيدة وقال إنها لكعب ابنه". مع أن هذه التعليقة غير مذكورة في المطبوعة. وذكر كذلك قصيدته:
ألا أبلغ لديك بني سبيع ... وأيام النوائب قد تدور
وقال: إن أبا عمرو قال: "هذه لرجل من بني عبد الله بن غطفان". وليست هذه التعليقة في المطبوعة.
وذكر قصيدته:
وخالي الجبا أوردته القوم فاستقوا ... بسفرتهم من آجن الماء أصفرا(29)
(1/533)
وقال: "قال أبو عمرو الشيباني: هذه لكعب ابنه". وليست في المطبوعة أيضًا. وذكر مقطعته:
أرادت جوازًا بالرسيس فصدها ... رجال قعود في الدجى بالمعابل
وقال: "ويروى أنها لكعب بن زهير، وهي في شعره طويلة". وليست هذه التعليقة في المطبوعة.
وذكر قصيدته:
هل تبلغني إلى الأخبار ناجية ... تخدي كوخد ظليم خاضبٍ زعر
وقال: "ويقال هي منحولة".
وذكر قصيدته:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا(30)
وقال: "ولم يملها أبو نصر، ويقال هي لأبي الجويرية العبدي، وهي في شعره طويلة".
وذكر قوله:
هاج الفؤاد معارف الرسم ... قفر بذي الهضبات كالوشم
وقال: "ولم يملها أبو نصر. قال أبو عمرو الشيباني: هي لأوس بن أبي سلمى".
وجميع هذه التعليقات, زيادة في هذه النسخة، غير مذكورة في النسخة المطبوعة. أما التعليقات المذكورة في المطبوعة فموجودة أيضًا في هذه النسخة. فإذا أضفنا هذه القصائد التي نص على الشك في صحة نسبتها لزهير -وهي سبع- إلى القصائد الخمس التي نص في المطبوع على هذا الشك فيها، كان مجموع هذه.
(1/534)
القصائد المشكوك فيها اثنتي عشرة قصيدة من ثلاث وخمسين وبذلك تكون رواية الكوفيين - في مجموعها- لقصائد زهير إحدى وأربعين قصيدة ومقطعة، وهي تتضمن القصائد التي أوردها الأعلم من رواية الأصمعي وأبي عبيدة، والقصيدتين اللتين اختارهما من رواية أبي عمرو والمفضل.
فإذا عدنا إلى الحديث عن رواية الأصمعي، وجدنا أنها خمس عشرة قصيدة ومقطعة فقط، وذلك أن الأعلم قد أورد -كما مر بنا، وكما سيمر بعد قليل- ثماني عشرة قصيدة ذكر في ختامها أنها رواية الأصمعي، ولكن الأعلم ذكر -في معرض حديثه عن ثلاث من هذه القصائد- أن الأصمعي لم يعرفها وأنه أسقطها من روايته. وبذلك يكون ما صححه الأصمعي، في روايته، من شعر زهير خمس عشرة قصيدة ومقطعة. وقد وجدنا أن هذه القصائد الخمس عشرة كلها مضمنة في القصائد التي رواها علماء الكوفة لزهير، وأن أحدًا من العلماء لم يطعن عليها في صحة نسبتها بشيء، وإن كان ثمة خلاف في نسبة أبيات قليلة من بعض هذه القصائد. وبذلك نستطيع أن نطمئن إلى أن هذه القصائد الخمس عشرة هي التي أجمع الرواة، من البصريين والكوفيين، على صحة نسبتها لزهير، فنتخذها أصلًا صحيحًا لديوانه، ندرسها دراسة فنية تكشف خصائصها وتبين ما فيها من عناصر شخصية الشاعر، لنتخذ من كل ذلك مقياسًا فنيًّا نحتكم إليه في القصائد الأخرى التي رواها الكوفيون، فما انطبق منها على هذا المقياس رجحنا صحة نسبته إلى زهير وضممناه إلى ديوانه، وما لم يستقم منها مع هذا المقياس رجحنا أنه مما نسب خطأ إلى زهير أو وضع عليه.
فإذا ما بحثنا عن الجذور الأولى لديوان زهير وجدناها جذورًا عميقة تضرب في القدم حتى لتكاد تتصل بزهير نفسه، ثم تمتد منه خلال القرآن الأول حتى تتصل -في مطلع القرن الثاني- بأبي عمرو بن العلاء، وبحماد الراوية، ثم من
(1/535)
بعدهما بالأصمعي، وسائر علماء البصرة والكوفة. فقد ذكر السكري(31) أن ديواني زهير وكعب كانا عند بني غطفان، فكانوا يحفظون شعرهما، وذلك لأن زهيرًا وابنه كعبًا كانا مقيمين في بني عبد الله بن غطفان. وكان عمر بن الخطاب يقدم زهيرًا ويفضله، وقد حكم على شعره حكمًا يدل على معرفة به ودراسة له، قال(32): "كان لا يعاظل بين الكلام، ولا يتتبع حوشيه، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه". وكان يحب أن يسمع شعره واستنشد ليلةً ابن عباس شعر زهير فأنشده حتى برق الفجر(33)؛ وكان جرير أيضًا يقدم زهيرًا ويفضله وقال عنه إنه أشعر الجاهلية(34). ولا تعنينا هذه الأحكام إلا من حيث دلالتها على معرفة القوم آنذاك بشعر زهير معرفة تتيح لهم الحكم عليه.
وقد مر بنا كذلك أن الحطيئة كان راوية زهير، وأن الشعر اتصل في ابنه كعب بن زهير، وابن كعب: عقبة المضرب، وابن ابنه: العوام بن عقبة، حتى لقد قرأ أبو عمرو الشيباني شعر زهير أو بعضه على بعض بني زهير(35)، وحتى لقد روى التبريزي قصيدة كعب: "بانت سعاد" من طريق أحد أبنائه سندًا، وهو: الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن عقبة بن كعب بن زهير.
وكان ممن درس شعر زهير ودرسه منذ مطلع القرن الثاني: أبو عمرو بن العلاء؛ قال المازني(36): "قال لي أبو زيد: قرأت هذه القصيدة -يعني معلقة زهير- على أبي عمرو بن العلاء، فقال لي: قرأت هذه القصيدة منذ خمسين.
(1/536)
سنة فلم أسمع هذا البيت إلا منك" يعني بيته:
ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه ... ولم يغنها يومًا من الناس يسأم
ولم يكن أبو زيد وحده هو الذي قرأ شعر زهير على أبي عمرو بن العلاء، وإنما قرأه أيضًا الأصمعي، وقد روى عن أبي عمرو في مواطن متعددة، بعضها فيه نقد أدبي طريف، فمن ذلك أنه يذكر بيت زهير:
إذا لقحت حرب عوان مضرة ... ضروس تهر الناس أنيابها عصل
ثم يقول(37): "سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: قال زهير "حرب مضرة"، ولو كان إلي لقلت "حرب مصرة" أي تعتزم وتمضي". ومن أمثالة ذلك أيضًا أنه يذكر بيته:
هناك إن يستخبلوا المال يخبلوا ... وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
ثم يقول الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء(38) "ولو أنشدتها لأنشدتها:
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا"
ويبدو أن الأصمعي لم يكتف برواية شعر زهير عن أبي عمرو بن العلاء وحده -كما لم يكتف بروايته شعر امرئ القيس على ما مر بنا- وإنما أضاف إلى روايته ما أخذه عن غيره من العلماء أو ما سمعه من الأعراب الرواة، ثم قرأ ذلك كله وقرئ عليه، وآية ذلك أننا نجد للأصمعي روايات لبعض الألفاظ وشروحًا لبعض الأبيات في القصائد التي أسقطها من روايته ونص على أنها ليست لزهير(39).
ولذلك فنحن نرجح هنا -كما رجحنا في حديثنا عن رواية الأصمعي لديوان
(1/537)
امرئ القيس- أن الأصمعي قد وجد أمامه ديوان امرئ القيس تراثًا يتناقل ويروى ويتدارس، فكان لا بد له -في مجالس علمه- من أن يقرأه جميعه، ويقرئه تلامذته، ولكنه كان كلما مر بقصيدة نص على رأيه في صحة نسبتها إلى زهير، إثباتًا أو نفيًا، ثم يشرح القصيدة في الحالتين، ويذكر بعض روايات ألفاظها، غير أنه لم يثبت في نسخته من ديوان زهير التي رواها عنه تلاميذه، إلا ما ثبت لديه أنه لزهير حقًّا، فكان مجموع ذلك هذه القصائد الخمس عشرة التي أشرنا إليها.
(1/538)
قصائد زهير ومقطعاته مرتبة كما جاءت في رواية الأصمعي:
ومقارنتها بما في النسخ الأخرى
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم ... بحومانة الدراج فالمتثلم-1
القصيدة الأولى في ثعلب.-1
والأولى كذلك في مخطوطة نور عثمانية، وفيها بعد البيت الاول "قال أبو عمرو: قرأت-2 على بعض بني زهير: الدُّراج برفع الدال".
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو ... وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل-2
القصيدة الخامسة في ثعلب.-1
والسادسة عشرة في نور عثمانية، إلا أنها هنا شطرت شطرين، فجعلت قصيدتين لا-2 قصيدة واحدة، وذلك بأن ذكرت بعض أبياتها الأخيرة في هذه المخطوطة "ورقمها 54" وقبلها قوله: "وهذه الأبيات زيادة لم يروها أبو نصر،
(1/538)
وليست في روايته، أنشدها بعض العلماء! ".
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعرى أفراس الصبا ورواحله-3
:آخرها في رواية الأصمعي-1
يهد له ما دون رملة عالج
ومن أهله بالغور زالت زلازله
قال الأعلم ص33: "وهذا البيت آخر القصيدة في رواية الأصمعي، ويلحق بالقصيدة البيتان اللذان بعده وهما لحوات بن جبير الأنصاري ... ".
القصيدة السابعة في ثعلب، وقد قال في ص142:-2
"وهذه آخر رواية أبي عمرو، وروى أبو عبيدة والأصمعي.." ثم يذكر سبعة أبيات.
القصيدة التاسعة في نور عثمانية.-3
إن الخليط أجد البين فانفرقا ... وعلق القلب من أسماء ما علقا-4
:آخرها في رواية الأصمعي-1
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
وذكر الأعلم ص41 بيتين بعده عن غير الأصمعي.
-القصيدة الثانية في ثعلب، وقد أورد قبيل آخرها ستة أبيات نص على أنها من رواية2 أبي عمرو "ص49-52" ثم أربعة أبيات نص على أنها مما روى أبو عمرو والأصمعي "ص53-54"، ثم بيتين في آخرها نص على أنهما "من غير هذه الرواية" وأن الأصمعي لم يروهما "ص55".
القصيدة الثانية كذلك في نور عثمانية، وقد ذكر أن أبا عمرو لم يرو آخرها بيتًا.-3
(1/539)
-بان الخليط ولم يأووا لم تركوا ... وزودوك اشتياقًا أية سلكوا5
القصيدة التاسعة في ثعلب.-1
والخامسة في نور عثمانية.-2
تعلم أن شر الناس حي ... يُنادى في شعارهم يسار-6
القصيدة الخامسة والعشرون في ثعلب.-1
والثامنة والعشرون في نور عثمانية.-2
7- 1 قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى، وغيرها الأرواح والديم-7
الثامنة في ثعلب، والسابعة عشرة في نور عثمانية.-1
-لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن شهر8
ذكر الأعلم آخرها بيتًا عن غير الأصمعي، ص64.-1
القصيدة الرابعة في ثعلب، وهو يورد منها ستة عشر بيتًا ثم يقول: "هذا آخر رواية-2 أبي عمرو" ص94، ويكمل عدة القصيدة اثنين وعشرين بيتًا.
القصيدة العشرون في نور عثمانية.-3
-عفا من آل فاطمة الجواء ... فيمن فالقوادم فالحساء9
ذكر الأعلم البيت السابع منها عن غير الأصمعي، ص65.-1
القصيدة الثالثة في ثعلب.-2
والثالثة أيضًا في نور عثمانية.-3
1 جاء في أصل الأعلم -بعد القصيدة السادسة- قصيدتان لم يروهما الأصمعي، ولذلك أسقطناهما، وهما قوله:
أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر
(1/540)
لمن طلل برامة لا يريم ... عفا وخلا له حقب قديم-10
القصيدة الثانية عشرة في ثعلب، والتاسعة عشرة في نور عثمانية.-1
ألا أبلغ لديك بني تميم ... وقد يأتيك بالخبر الظنون-11
القصيدة العاشرة في ثعلب، ولم يرو أبو عمرو فيها الأبيات الثلاثة الأخيرة في رواية-1 الأصمعي .
-القصيدة الرابعة في نور عثمانية.2
رأيت بني آل امرئ القيس أضفقوا ... علينا وقالوا إننا نحن أكثر-12
القصيدة الثالثة عشرة في ثعلب، والثانية عشرة في نور عثمانية.-1
إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت-13
القصيدة الثامنة والثلاثون في ثعلب، والسادسة والعشرون في نور عثمانية.-1
رواها الأصمعي -في الأعلم- في ثلاثة أبيات، وجاءت في ثعلب ونور عثمانية في-2 خمسة أبيات، ووردت في طبقات ابن سلام في أربعة أبيات "ص568-569" وقال ابن سلام: "حدثني أبو عبيدة قال: كان قراد بن حنش من شعراء غطفان وكان جيد الشعر قليله، وكانت شعراء غطفان تغير على شعره فتأخذه وتدعيه، منهم زهير بن أبي سلمى ادعى هذه الأبيات ."
روى الأعلم "ص49" خبرها عن أبي حاتم وقال: "لم يعرفها الأصمعي وعرفها أبو عبيدة".
القصيدة السادسة والعشرون في ثعلب، والسادسة في نور عثمانية وقوله:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم ... أن يسارا أتانا غير مغلول
قال الأعلم ص50: "قال أبو حاتم: لم يعرفها الأصمعي: وعرفها أبو عبيدة".-1
القصيدة السابعة والعشرون في ثعلب.-2
القصيدة السابعة في نور عثمانية.-3
(1/541)
ولما كان إجماع الرواة منعقدًا على أن زهيرًا قال هذا الشعر فإننا نرجح أن الأبيات الثلاثة التي رواها الأصمعي صحيحة النسبة لزهير، أما البيتان الآخران فلعلهما من شعر قُرَاد بن حنش الذي أدخل في شعر زهير.
لعمرك والخطوب مغيرات ... وفي طول المعاشرة التقالي-14
الثالثة والأربعون في ثعلب، والخامسة والثلاثون في نور عثمانية.-1
وقالت أم كعب لا تزرني(40) ... فلا والله ما لك من مزار-15
التاسعة والثلاثون في ثعلب.-1
والسابعة والعشرون في نور عثمانية.-2
__________
ابن النديم: 224. (1)
المصدر السابق: 224. (2)
البغدادي، الخزانة 3: 3. (3)
ابن النديم: 117، 223، 224؛ ونزهة الألباء: 145، وإنباه الرواة 1: 293. (4)
ابن النديم: 112، وياقوت، إرشاد 19: 313. (5)
الخزانة 3: 2. (6)
(7)شرح ديوان زهير "ط. دار الكتب" ص368
(8)معهد إحياء المخطوطات العربية، فيلم 822، ورقة: 133. انظر ديوان زهير "دار الكتب": 41.
ابن سلام، طبقات الشعراء: 568. (9)
(10)طبع ديوان زهير -من نسخة الأعلم- ثلاث طبعات، الأولى: ضمن كتاب العقد الثمين في دواوين الشعراء الستة الجاهلية، تحقيق أهلوارد ط. لندن سنة 1870، وهو شعر مجرد من غير شرح. والثانية: أصدرها لاندبرج G. Landberg وهي الطريقة الثانية" من سلسلة طرف عربية"، ط. ليدن سنة 1889 وفيها شرح الأعلم9 والثالثة: طبعت بالمطبعة الحميدة بمصر سنة 1323هـ: وفيها شرح الأعلم كذلك. أما نسخة الأعلم من مجموعة الدواوين الستة الكاملة، فقد ذكرنا عند حديثنا عنها قبل صفحات أن منها مخطوطتين في دار الكتب المصرية برقم 450 تيمور و 81 ش، وذلك غير النسخ التي ذكرها أهلوارد في طبعته وأشرنا إليها في حديثنا عن ديوان امرئ القيس.
شرح ديوان زهير للأعلم. المطبعة الحميدية سنة 1323هـ، ص90. (11)
المصدر السابق: 98. (12)
شرح ديوان زهير للأعلم: 86. (13)
ص142. (14)
ص40. (15)
ص48. (16)
ص49-52. (17)
ص53-54. (18)
ص55. (19)
ص94. (20)
انظر مثلًا ص70-71، 78، 82، 84، 89، 90، 93، 125، 129. (21)
ص369. (22)
ياقوت، إرشاد 5: 119. (23)
انظر مثلًا ص81، 123، 172، 235، 309، 339، 350. (24)
ص260، 268، 283، 321، 327. (25)
ص265. (26)
ص253، 283، 358، 369. (27)
فيلم رقم: 8220. (28)
مطلعها في ديوان كعب المطبوع ص122: (29)
أبت ذكرة من حب ليلى تعودني ... عباد أخي الحمى إذا قلت أقصرا
مطلعها في المطبوعة: (30)
هل في تذكر أيام الصبا فند ... أم هل لما فات من أيامه ردد
أشار إلى ذلك كرنكر krenko (31)في مقالته عن "استعمال الكتابة في حفظ الشعر العربي القديم" ص266، ولم يشر إلى مصدره، ولم نجد هذا النص فيما بين أيدينا من مصادر، فلعل كرنكر اطلع عليه في إحدى مخطوطات ديوان زهير أو كعب التي كانت بين يديه.
طبقات فحول الشعراء: 52.(32)
الأغاني 10: 291.(33)
المصدر السابق 10: 289.(34)
(35)مصورة معهد إحياء المخطوطات العربية فيلم رقم 822، في معرض الحديث عن البيت الأول من المعلقة، وانظر أيضًا الأغاني 10: 287.
التبريزي، شرح المعلقات: 126، وانظر كذلك شرح ديوان زهير لثعلب: 32.(36)
المصدر السابق: 112.(38)
شرح ديوان زهير لثعلب: 104.(37)
(39)المصدر السابق: 146، 147، 148، 154، 157، 158، 204، 225، 230، 234وغيرها ...
(40)جاء بعد القصيدة الرابعة عشرة -في أصل الأعلم- قصيدة أنكرها الأصمعي ولذلك أسقطناها من روايته وهي:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بداليا
في الأعلم ص86 "قال الأصمعي: ليست لزهير ويقال: هي لصرمة الأنصاري ولا-1 تشبه كلام زهير".
القصيدة الثالثة والعشرون في ثعلب، وقد رواها عن حماد، ثم قال "ص283": "وزعم-2 بعض الناس أنها لصرمة بن أبي أنس الأنصاري". وانظر كذلك كتاب المعمرين لأبي حاتم السجستاني: 66-67.
القصيدة العاشرة في نور عثمانية.-3
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|