المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التشريع  
  
1733   04:43 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أحمد الهاشمي
الكتاب أو المصدر : جواهر البلاغة
الجزء والصفحة : ص332
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 1339
التاريخ: 13-9-2020 8545
التاريخ: 26-03-2015 23033
التاريخ: 25-09-2015 3850

التشريعُ: هو بناء البيت على قافيتين، يصحّ المعنى عند الوقوف على كلّ منهما - كقول الشاعر:

يا خاطبَ الدُّنيا الدَّنية إنّها شركُ الردى وقرارة الأقذار
دارٌ متى ما أضحكت في بومها أبكت غداً تباً لها من دار
وإذا أظلَّ سحَابها لم ينتفع منه صدى لجهامه الغرَّار
غاراتها لا تنقضى وأسيرُها لا يُفتدى بجلائل الأخطار
فتكون هذه الأبيات من (بحر الكامل) ويصح أيضاً الوقوف على الرّدَى وغدا، وصدَى، ويفتدَى، ونكون إذاً من (مجزوء الكامل) وتُقرأ هكذا
يا خاطبَ الدُّنيا الدَّنية إنها شركُ الردَى
دارٌ متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا
وإذا أظل سحابُها لم ينتفع منه صدَى
غاراتها لا تنقضى وأسيرَها لا يُفتدى
وكقوله: يأيّها الملك الذي عمّ الورى ما في الكِرام له نظيرٌ يُنظر
لو كان مثلك آخر في عصرنا ما كان في الدنيا فقيرٌ مُعسر
إذ يمكن أن يُقال أيضاً في هذين البيتين
يأيها الملك الذي ما في الكرام له نظير
لو كان مثلك آخرٌ ما كان في الدنيا فقيرُ





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.