مناظرة السيد علي البطحائي مع الشيخ سيف في حكم تقبيل ضريح النبي (صلى الله عليه وآله) والصلاة عنده |
555
05:02 مساءً
التاريخ: 2-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2019
530
التاريخ: 2-12-2019
447
التاريخ: 3-12-2019
767
التاريخ: 2-12-2019
464
|
قال رئيس هيئة الأمرين بالمعروف الشيخ سيف إمام مسجد الغمامة بالمدينة: لأي علة تقبلون شبابيك الحديد في حرم الرسول (صلى الله عليه وآله)، والتقبيل شرك؟
قلت: لأي علة تقبلون أنتم الحجر الأسود وجميع الشيعة وأهل السنة كلهم يقبلون الحجر الأسود؟ لأي علة تقبلون جلد القرآن، وأنت ألا تقبل ولدك؟ ألا تقبل زوجتك؟ فأنت إذن مشرك، وفي كل ليلة وكل ويوم يشرك الإنسان مائة مرة.
قال رئيس الهيئة: الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مات، والميت لا يضر ولا ينفع، فأي شيء تريدون من قبر الرسول؟
قلت: الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ما مات، لأن القرآن يقول: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران: 169] والروايات الواردة في أن حرمته ميتا كحرمته حيا كثيرة.
قال: هذه الحياة غير الحياة التي نحن فيها.
قلت: أي حياة تقولون بها، نحن نقول بها، وأنت إذا مات أبوك ألا تذهب إلى قبره وتطلب المغفرة له؟
قال: نعم.
قلت: يا شيخ، إنا ما رأينا الرسول (صلى الله عليه وآله) في زمن حياته، والساعة نجئ لزيارة قبره الشريف ونتبرك به.
قال: لأي علة تصيحون عند القبور، والصياح عند القبور حرام؟
قلت: الصياح عند القبور ليس بحرام، بالأخص عند قبر الرسول الأعظم والأئمة المعصومين، لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) صاحا على حمزة سيد الشهداء (عليه السلام).
قال: الخليفة الثاني عمر نهى عن الصياح عند القبور.
قلت: لا نعتني بقول عمر بعد فعل الرسول (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) عند قبر حمزة (عليه السلام).
قال الشيخ رئيس الهيئة: لأي علة تصلون للنبي (صلى الله عليه وآله) صلاة الزيارة، والصلاة لغير الله شرك؟
قلت: إنا لا نصلي للنبي (صلى الله عليه وآله) بل نصلي لله، ونهدي ثوابها إلى روح الرسول (صلى الله عليه وآله).
قال: الصلاة عند القبور شرك؟
قلت: فعليه، الصلاة في المسجد الحرام أيضا شرك، لأن في حجر إسماعيل قبر هاجر وقبر إسماعيل وقبور بعض الأنبياء على ما نقله الفريقان (1)، فعلى ما قلت تكون الصلاة في حجر إسماعيل شركا، والحال أن أرباب جميع المذاهب، الحنفي والحنبلي والمالكي والشافعي وغيرهم يصلون في حجر إسماعيل (2)، فلا تكون الصلاة عند القبور شركا.
سألت رئيس الهيئة عن الأسماء المكتوبة على جدران مسجد الرسول: أبو بكر وعمر، وطلحة، والزبير وعلي بن أبي طالب (عليه السلام).. إلى آخر العشرة الذين تقولون بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) بشرهم بأنهم من أهل الجنة، وتسمونهم بالعشرة المبشرة بالجنة (3).. كيف يحارب رجل من أهل الجنة مع رجل من أهل الجنة؟ أما حارب طلحة والزبير بزعامة عائشة في الجمل بالبصرة علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام المسلمين الذي بايعه أهل الحل والعقد، مع أنكم تقولون بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) بشر علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه من أهل الجنة (4) وطلحة والزبير بشرهما بأنهما من أهل الجنة، مع أن القرآن يقول: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا } [النساء: 93] فحديث العشرة المبشرة مخالف للقرآن، فاللازم ضربه على الجدار، لأن القرآن يقول بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله): {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الحاقة: 44 - 46] ، فحديث العشرة المبشرة كذب محض، ويكون الحق إما مع علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، وإما مع طلحة والزبير، وعلى رأسهم عائشة أم المؤمنين، وكل المسلمين يعترفون بأن الحق مع علي (عليه السلام) لأنه إمام المسلمين بإجماع أهل الحل والعقد. لكن الشيخ رئيس الهيئة قال: بأن الجماعة المذكورة يعني علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وطلحة والزبير وعائشة كلهم مجتهدون. قلت: الاجتهاد على خلاف القرآن لا يجوز، فاقرؤا أيها القراء الكرام واحكموا بما هو مفاد العقل والوجدان السليم. (5)
______________
(1) حجر إسماعيل وهو: الناحية التي بين جدار الكعبة الشمالي وبين البناء المستدير على شكل نصف دائرة، ويسمى بالحطيم أيضا، وفيه قبور جملة من الأنبياء كقبر إسماعيل (عليه السلام)، وفيه أيضا قبر أمه هاجر، وقيل: إن إسماعيل دفن أمه فيه فكره أن توطأ حجر عليه حجرا، وفيه أيضا موضع شبير وشبر ابني هارون (عليه السلام)، وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام): أن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): دفن ما بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيا... وفي أخبار مكة: عن عبد الله بن حمزة السلولي قال: ما بين الركن إلى المقام إلى زمزم إلى الحجر، قبر تسعة وتسعين نبيا جاؤا حجاجا فقبروا هنالك... راجع: بحار الأنوار: ج 12 ص 113 ح 40 وص 117 ح 55، سفينة البحار: ج 2 ص 398، أخبار مكة للأزرقي: ج 1 ص 68 وج 2 ص 134، معجم البلدان: ج 2 ص 221.
(2) وقد جاء في أخبار مكة للأزرقي: ج 1 ص 312 عن عائشة قالت: ما أبالي صليت في الحجر أو في الكعبة. كما أورد حديثا عن أسماء بنت أبي بكر - في ص 316 - عن جلوس النبي (صلى الله عليه وآله) في الحجر.
(3) تقدمت تخريجاته.
(4) كما جاء أيضا في كنز العمال: ج 13 ص 110 ح 36360، عن النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت في الجنة، وفي حديث آخر عنه أيضا في ج 9 ص 170 ح 25555، قال له (صلى الله عليه وآله): وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي... الخ.
(5) مناظرات في الحرمين الشريفين للبطحائي: ص 8 - 11.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|