أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019
1873
التاريخ: 15-11-2016
1503
التاريخ: 15-11-2016
1410
التاريخ: 30-11-2019
2742
|
درجة ثقة رسول الله بأبي بكر
تتجلى في الغار عند الهجرة ، وفي حملة خيبر ويوم حنين واستعادة سورة البراءة . وأمره بقتل المارق وفي جيش أسامة ، يوم لعن من تخلف عن جيش أسامة وغيرها .
لا شك ان كل فرد يجرب أصحابه في المعاملات والسفر ، وفي المكاره والحروب ، والمشكلات ، وكان رسول الله من الطراز الأول لهذا الانتخاب ، فقد عرف كيف ينتخب ، وكيف يصنف ، وكيف يعتمد على كل فرد ، وكيف يبرهن على
درجة اعتماده وثقته بهم ، وعرف كيف يبرهن لهم عمليا عن درجة لياقة كل واحد منهم في تحمل الشدائد ، ويبرهن لهم درجة إخلاصهم في دينهم والذب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتضحية في سبيل الاسلام . وأما أبو بكر الذي كان من أوائل المسلمين وأبا عائشة أم المؤمنين ، وأولى زوجاته بعد زوجته المخلصة المؤمنة الزكية خديجة الكبرى ، فقد كان كما قلنا رغم انه من أوائل من أسلم بيد ان رسول الله عندما آخى قبل الهجرة بين المسلمين نجده رغم كون أبي بكر يناسبه سنا وفي مقدمة المسلمين السابقين لم يؤاخه بل يؤاخي عليا ذلك الذي له في السن البون الشاسع بينهما ، ثم نجده ينتخب عليا لصحبته ما دام في مكة المكرمة قبل الهجرة ، حتى إذا اجتمعت زعماء قريش وقرروا الاشتراك جميعا في قتله ولم يكن له مناص سوى الهجرة وترك علي في فراشه فيتقبل هذه التضحية العظمى بنفسه وبالامكان بأي لحظة من هذه الليلة المظلمة وهم يعلمون ويوقنون أن محمدا نائم ان يهووا بسيوفهم عليه دون شك ولا ريب ، ومن يضحي بنفسه يبيت في محله مثل علي يدري كيف يظهر لهم الطمأنينة ، ويغفلهم حتى آخر لحظة ممكنة كي يسلم رسول الله في هجرته من أذاهم وقتلهم وهكذا نام في فراشه محتسبا صابرا ، شجاعا لا يبدوا عليه أي حزن أو خوف لسلامة رسول الله وحفظه من المشركين .
اما أبو كبر فرغم كونه في الغار وعلى الغار قد عششت الحمام وخيوط العنكبوت قد أحاطت فم الغار نجد ان الخوف والحزن يستولي على أبي بكر حتى تنزل الآية : ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ) فهذا النهي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبي بكر أن لا يحزن وتذكيره بالله انه معهم على ماذا يدل سوى ان أبا بكر ظهر عليه
الحزن لدرجة ظهر على محياه وحديثه ، والحزن في المواقع ألا يدل على الشك وقلة الإيمان بالله وبالرسالة والرسول حتى ينهاه عن الحزن ؟ وقد مر ذلك في مجادلة المأمون مع إسحاق . فهذه كانت من التجارب الأولى والتمحيص لأبي بكر في سلوكه وايمانه .
أما في حملة خيبر وقد أعطى رسول الله في اليوم الأول لأبي بكر الراية والامارة للحملة بيد أنه رجع مندحرا مخذولا ولم ينجح في مهمته ، وفي اليوم الثاني فالراية قد أعطاها لعمر وأمره بالحملة على اليهود وفتح خيبر ، فلم يكن حظه أسعد من أخيه وصاحبه أبي بكر وعاد في آخرها مندحرا مغلوبا . فقال بعد ذلك كلمته المأثورة العظيمة : " لأعطين الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار " فاشرأبت الأنظار إلى هذا الذي سيحمل هذا الوسام العظيم من رسول الله ، وهذا الرجل الذي نعته رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخاتم النبيين بهذه الصفات الممتازة ، وتطاولت الأعناق وتساءل القوم : من هو هذا البطل المرموق والمؤمن المخلص والمجاهد العظيم والشجاع والقائد المحنك ؟ ولم يطق أبو بكر صبرا فقال : أنا يا رسول الله ؟ ونسي أنه الرجل الذي اندحر في أولها ، فقال له : لا ، وقال عمر : أنا يا رسول الله ؟ ونسي هو الثاني اندحاره اليوم ، فأجابه : لا . فمن هو ؟ وفي الصباح الباكر والكل ينتظر رجل الحملة الذي يفتح الله على يده خيبر ، ويقتل شجعانها المعروفين مثل مرحب وغيره ، ويقهر حصونها ويفتح أبوابها ويقلعها ، فمن هو يا ترى ؟ وإذا برسول الله يقول : ائتوني بأخي علي ( عليه السلام ) ، وهنا تنفس المناوئون له ، إذ يعلمون أنه أرمد ولا يطيق ذلك ، حسدا ونكاية ، وسرعان ما أجابوه : إنه أرمد ، فقال : ائتوني به وإذا به يمسح عينيه بريقه فيشفيان ويقلده الراية ويأمره بالحملة فيحمل البطل الكرار فيقتل أكبر شجعانها ويهزمهم شر هزيمة فيتحصنون وراء الحصون والقلاع ، ودونها باب خيبر العظيمة التي لا يزحزحها الرجال ، وإذا بعلي يقتلع تلك الباب العظيمة ويدخلون الحصن فاتحين .
أيها القارئ الكريم ! ألم تكن هذه أعظم تجربة في قيادة وزعامة الرجال وقدرتهم الروحية والبدنية ؟ وتلك شهادة رسول الله له وتلك تجربته التي أجراها على كل منهم حتى فتحت برجلها المغوار المحنك ، الذاب عن رسول الله وناصر
الاسلام بنفسه وسيفه واخلاصه . ويوم حنين ويا له من يوم عظيم ، ويا لها من تجربة عظيمة يوم انهزم القوم جميعا فارين تاركين نبيهم وحده ، ولم يبق معه سوى سبعة من بني هاشم : العباس آخذ بزمام بغلة النبي ، وخمسة يحيطون به للدفاع عنه ، وعلي وحده يذب ويدافع ويهاجم دونه ، ويقتل كل عدو يريد الاقتراب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والعباس يصرخ بأعلى صوته : يا أهل بيعة الشجرة ، ينادي المسلمين للعودة وعدم الفرار ، حتى عاد القوم وكتب الله النصر للمسلمين . وقد كان من الفارين أبو بكر وعمر . ومن شاء فليطالع التاريخ والسير ، وما نقله ابن عبد ربه في محاجة المأمون مع الأربعين فقيها في المحاجة والمناظرة وأثبت لهم ذلك ، فاعترفوا بالواقع فكأنه يريد إظهار الواقع للقوم كواجب عليه ، وبعد اقتناعهم عاد وقال : " اللهم قد أخرجت القول من عنقي ، اللهم إني أديتك بالتقرب إليك بحب علي وولايته " . وفي يوم أرسل سورة البراءة بيد أبي بكر ليتلوها على قريش وقد عد أبو بكر له الفخر والشرف العظيمين بهذه الثقة ولكن سرعان ما طلب رسول الله عودة أبي بكر واخذ منه السورة وأعطاها لعلي لتلاوتها على قريش . ومهما كان ذلك سواء كان بأمر الله أو بأمر رسوله فإنه يدل على مدى ثقة الله ورسوله بكل منهما . ومنها زواج البتول فاطمة الزهراء ابنته التي قال : " فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضها فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله " . فاطمة التي طهرها الله وزكاها من الدنس في آية التطهير ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . والتي اختارها الله ورسوله للمباهلة في آية المباهلة في قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) والأبناء هما الحسن والحسين ، والنساء فاطمة الزهراء فقط ، وأنفسنا هما رسول الله وعلي ومن شاء فليراجع التفاسير والسير جميعا .
هذه فاطمة يخطبها كثيرون ومنهم أبو بكر وعمر فيأبى الله ورسوله ، فكانت زوجة علي وصي رسول الله وأخيه ووزيره الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، وهنا أيضا راجع الصحاح وما ورد من اخبار العامة . وكانت ذرية رسول
الله هم ذريتها من ولديها الحسن والحسين من علي ( عليه السلام ) . ومنها سد أبواب جميع المسلمين المفتوحة على المسجد عدا باب علي بأمر الله ورسوله .
ولا ننسى جيش أسامة ، وان رسول الله يجعل أمير الجيش أسامة وهو لما يبلغ العشرين وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة والزبير وكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار كسائر الناس تحت قيادته لماذا لم يؤمر فيها أبا بكر أو
عمر إن كانا بدرجة يعتمد عليهما رغم اعتراضهما وتأخرهما حتى لعن من تخلف عن جيش أسامة ، وكان مما أسف عليه أبو بكر في مرض موته هو تأخره عن جيش أسامة وقد شهد على نفسه بالتخلف .
بينما نجد عليا اختص به رسول الله لنفسه وبقربه . ولم يحدث ولا مرة أن أمر أحدا على علي في جميع غزواته سوى تلك التي كانت الامارة تحت نظره مباشرة ، وأخيرا حينما أرسلت عائشة لأبيها في مرض موت رسول الله ليصلي
بالمسلمين سرعان ما نجد رسول الله وهو مريض يحضر ويصلي بهم ولا يترك أبا بكر اماما يأتمون به . هذه التي مر ذكرها وخصوصا أيام مرض رسول الله وتخلف أبي بكر وعمر عن الالتحاق بجيش أسامة ومخالفة عمر في كتابة العهد حينما طلب رسول الله قلما وقرطاسا يكتب فيه كي لا يضل القوم بعده فمنع عمر ذلك وبعلم من أبي بكر إذ كانا دوما متفقين وفي سياسة واحدة ولو كان أبو بكر منع عمر لانتهى عن عمله ولكنهما اتفقا وقررا مخالفة رسول الله في وصيته كما جاء في كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر في جواب كتابه سابق الذكر . إذن كان رسول الله يعرف كل ذلك ولكنه أخبر من الله ان القوم سوف ينقضون الوصية والإمامة والخلافة والسلطة بعده كما جاء تلميحا في حديث عبد الله بن عمر للحسين بن علي حينما أراد مغادرة الحجاز للعراق بدعوة أهل العراق في زمن يزيد حيث قال له : أحدثك بحديث لأردك فيه ، إنكم من الله لكم الآخرة ، والدنيا لغيركم ، فاترك ما أنت فيه من السفر والذهاب إلى الكوفة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|