المفكرين أصحاب الاهتمام الاقتصادي من علماء المسلمين

كما تبين لنا من ان المسلمين سخروا جل اهتماماتهم على موضوع الارشاد والتوجيه ونشر مبادئ الاسلام وخاصة في الفترة الأولى من ظهور الاسلام ولكن مع مضي الوقت وانتشار الدين الاسلامي دخلت عليه بعض المظاهر التي لا تتناسب مع تعليمات الدين وقد شخص بعض علماء المسلمين مواطن الخلل وشخصها لكي يجعلها متماشية مع تعليمات الاسلام فمثلاً بعض المفاهيم التي تناولها في التحليل لمظاهر المجتمع الامام عليبن ابي طالب (ع) فقد قال (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) وكذلك (ما اغتنى غني الا بفقر فقير) ، ورجل الدين ابن خلدون ومع كونه نبغ في العلوم الاقتصادية ايضاً ولكنه لم يكن مشخصاً كعالم اقتصادي مع ما لآرائه من مكانة كبيرة في الاقتصاد وهذا ما يعزز القول بأن المفاهيم الدينية الشرقية تختلف في مفاهيمها مع المذاهب الغربية كونها تبنى بمفهوم الدين على الاستغلال والاحتكار والامور الاخرى غير المحببة لرجل الدين .. ولكي نطلع على آراء هؤلاء المفكرين لا بد من تأشيرهم وكالآتي :

• في صدر الاسلام   

كانت التعليمات التي ترد الرسول هي تعليمات مركزية تأتي من قبل الله سبحانه وليس من حق الرسول (ص) ان يخالف تعليمات السماء⁽¹⁾ ، ولما كانت في حياة الرسول الحياة بسيطة وغير معقدة وحياة المجتمعات تعتمد على ماهو متاح من حليب المواشي وما يزرع في الارض والنشاط الاقتصادي يتحدد في الرعي وحماية القوافل وحراسة المارة في ارض الحجاز ومركز النشاط الاقتصادي مكة ، وان القدرة الشرائية لدى المجتمعات متدنية وعلى هذا الأساس لم يظهر من ضمن تعليمات السماء اي أمر اقتصادي منفصل ، وهذا الأمر ليس فقط في القرآن وانما كافة الكتب السماوية الاخرى حيث انها جميعاً لم تأتي بفكر اقتصادي وهذا دليل على ان التعليمات الاقتصادية والقوانين لا تتناسب مع التعليمات الدينية التي تبنى على المساواة ومحاربة الاحتكار بالوقت الذي نرى الإبداع كله لدى الغرب ناتج من الاحتكارات والنهب والسلب وهذا التغير والفرق بين التفكير الشرقي والغربي واضح .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ محمود محمد حسين الوادي ، الاقتصاد الاسلامي ، دار المسيرة ، ط1 ، 2010 ، ص17 .