أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2018
8809
التاريخ: 23-10-2020
2286
التاريخ: 15-10-2019
4810
التاريخ: 2023-05-25
902
|
القيمة في النظرية الكلاسيكيـة
نظرية القيمة لها مكانة في افكار النظرية الكلاسيكية وقد امتازت بخاصيتين مهمتين والاثنان نتاج المفكر آدم سميث المؤسس الاول للمدرسة الكلاسيكية في بحثه عن مصدر الثروة والعوامل التي تزيد ثروة الامة وكالآتي (1) :
ــ الأولى كان مصدر الثروة من التجارة الخارجية والآن اصبح من الانتاج الزراعي كما قال الفيزيوقراطيون وبرأي آدم سميث يأتي من جـميع عناصر الانتاج المساهمة في النشاط الاقتصادي الداخلي .
ــ الثانية هو اعتباره العمل البشري هو مصدر القيمة الأساس من خلال نظرية قيمة العمل ، وبهذا الصدد يقول سميث ( ان العمل هو المصدر الذي يزود الأمة بالضرورات والتسهيلات اللازمة للاستهلاك وإدامة حياة الافراد ) وهكذا رفعت قيمة العمل الانساني الى المواقع العليا الذي تستحقه ، واستناداً الى نظرية قيمة العمل هذه تدفقت الاستنتاجات المترابطة بالتتابع .
ــ السعر هو التعبير الاقتصادي للقيمة .
ــ العرض هو الذي يقرر هذا السعر .
ــ تكاليف الانتاج هي التي تقف وراء تقرير العرض .
ــ التكاليف تمثل أشياء ملموسة مما يمكن بالتالي قياسـهـا .
اما المضامين التي افرزها المنطوق النظري فهي اثنان :
ــ انها لتعاملها بأمور ملموسة والمتمثلة بالتكاليف أعطاها بعداً واقعياً مهماً ولهذا غالباً ما يطلق على توجهها النظري بالموضوعية .
ــ ان اهمالها لجانب الاستعمال في القيمة يرجع بصورة مباشرة الى التناقض الذي اوقعهم فيه عدم قدرتهم على التمييز بين مجموع المنفعة والمنفعة الحدية للسلع كما وان للقيمة في رأي آدم سميث لها معنيين مختلفين ، فاحياناً تعبر عن منفعة شيء معين وهي القيمة الاستعمالية ، وقيمة المبادلة هي النسبة التي تحصل على اساسها مبادلة سلعة بسلعة اخرى ، ان المدرسة الكلاسيكية اوكلت القيمة الى العمل والتكاليف التي أنفقت في الانتاج ، وليس المقصود بالعمل هو العمل المباشر فقط اي ما يبذل من مجهود انساني أثناء صنع السلعة ، بل ان رأس المال والمواد الأولية تمثل عملاً مخزوناً أو محبوساً قي رأس المال وفي المواد الأولية والتي تعبر عن القدرة الشرائية للسلع الاخرى التي يحرزها الشيء فتدعى (القيمة التبادلية) ، اي انها قالت ان قيمة السلعة تعتمد على مقدار العمل او التكاليف التي انفقت في الانتاج ، ثم ان الاشتراكيين اخذوا بنفس الطريقة الكلاسيكية في تفسير القيمة ولكنهم حوروها بإدخال فكرة الاستغلال اليها فقالوا ان العمل وحده هو المولد للقيمة ، لذلك فإنه من يزرع هو الذي يحصد ، ولكن في الواقع حسب اعتقادهم ان العمل الذي أوجد القيمة لا ينال الا جزءاً يسيراً منها اي ان الحاصد هو غير الزارع ، فالقيمة حسبما قالوا تتولد عن العمل(2) غير المباشر المخزون في المكائن والذي يسمى برأس المال الثابت والذي يتفاعل مع العمل المباشر او قوة العمل الحر الذي يقدمه العامل والذي يسمى برأس المال المتغير ، فالقيمة اذاً تتولد على الشكل التالي :
القيمـة = رأس المال الثابت + رأس المال المتغير
رأس المال الثابت = المواد الأولية + المكائن والمعدات
رأس المال المتغير = قوة العمل
فالقيمة اذاً = العمل من المواد الأولية والمكائن والمعدات + قوة العمل
ان النظرية الكلاسيكية للقيمة وكذلك النظرية الاشتراكية عجزت عن تفسير نظرية القيمة احياناُ فمثلاً ان وحدات العمل او ساعات العمل المبذولة في انتاج بعض السلع لا يمكن ان تفسر قيمتها فكثيراً ما نرى ان وحدات متساوية من العمل تنفق في انتاج سلعتين مختلفتين ، ولكن يصبح لكل من هاتين السلعتين قيمة تختلف عن قيمة السلعة الاخرى ، فمثلاً قد ينفق على انتاج صورة زيتية 10 ساعات عمل وينفق على انتاج بدلة ملابس ايضاً 10 ساعات عمل ، ولكن يصبح للصورة الزيتية قيمة تزيد عن قيمة بدلة الملابس ، فنظرية المنفعة الحدية للقيمة قد تمكنت من تفسير القيم للسلع التي انفق في انتاجها ساعات عمل متساوية او غير متساوية .
ان تفسير ذلك يكمن في المنفعة والندرة ، ان الصورة الزيتية نادرة بالنسبة لبدلة الملابس ، كما ان المنفعة والاشباع الذي يحصل عليه الفرد من الصورة هي اكثر من المنفعة والاشباع الذي يحصل عليه من البدلة ، لذلك اصبحت للصورة الزتية قيمة كبيرة بالنسبة لبدلة الملابس ، وان المدرسة الحدية التي سيرد ذكرها ضمن تسلسل المدارس تمكنت بنظريتها للقيمة هذه من التخلص من فكرة الاستغلال او الفائض التي أكد عليها الاشتراكيون ، ان المدرسة الحدية أكدت على جهة الطلب والمنفعة في تقدير القيمة(3) ، وهذا التقدير للقيمة هو تقدير نفساني وذاتي ، اي ان تقدير المنفعة ليس له ارتباط بجوهر السلعة ، بينما المدرسة الكلاسيكية أكدت على جهة العرض والعمل او التكاليف المنفقة في انتاج السلعة ، وهناك بعض الامور التي أنسبت للقيمة وقد حيرت المفكر آدم سميث هو ان الأشياء التي لها قيمة عالية في الاستعمال كثيراً ما يكون لها قيمة مبادلة منخفضة او معدومة وبالمقابل تلك التي لها قيمة تبادلية عالية تكون لها قيمة استعمال منخفضة او معدومة ، لاشيء اكثر فائدة من الماء لـكنه لايشترى ، واذا تم شرائه فبسعر رخيص وبالمقابل الألماز والذهب والجواهر ليس له قيمة في الاستعمال ، ولكن كميات كبيرة جداً من الأشياء الأخرى يحوزها المبادلة ، وبهذا الشكل يطرح آدم سميث القيمة كلغز والذي ظل محيراً الى وقت لاحق ، ويربط سميث بين القيمة والعمل ربطاً قوياً ولأجل المزيد من الثقة فإن سميث يجعل العمل مقياساً وسبباً للقيمة في آن واحد ، اما فيما يخص كون العمل سبباً للقيمة فنجد سميث يفرق بين حال المجتمع السابق للتراكم الرأسمالي والتملك الخاص ، وبين حال المجتمعات الرأسمالية وهكذا يبدو واضحاً ان نظرية سميث في القيمة هي نظرية تكلفة وليست نظرة عمل ، وتختلف هذه التكلفة ، ففي الطور الأول تلخصها الأجور لأنه ليس هناك عناصر انتاج توظف عقدياً في العملية الانتاجية لقاء عوائد ، وليس هناك تراكم لرأس المال وليس هناك اختصاص (حالة المجتمع البدائي) ، اما الطور الثاني فإن سميث يدرج مع الاجر كل من الربح والريع كعوائد للعوامل الاخرى غير العمل والتي أسهمت في العملية الانتاجية .
كان ظهور ما يعرف باسم المدرسة الكلاسيكية في تاريخ الفكر الاقتصادي مرتبطاً بالتطور الذي حدث في الحياة الاوربية منذ نشأة الرأسمالية التجارية فقد كان هذا التطور كبير من حيث التغيرات التي حدثت فيه وشاملاً من حيث النواحي التي انصب عليها لأنه اثر في كل الجوانب التي تتركز فيها الحياة الانسانية سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او فكرية وسياسية وأصبحت لكل السلع والخدمات قيمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ جعفر طالب الجنديل ، محاضرات القيت على طلبة الدكتوراه ، جامعة واسط ، العام الدراسي ، 2014-2015 ، غير منشورة .
2ـ عبد الرحمن يسري ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص180 .
3ـ عبد علي كاظم المعموري ، تاريخ الافكار الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص95 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|