حتى وان اعترفنا بقيمة المكتبة للباحث فانه ينبغي لنا أيضاً الاعتراف بأهمية الكمبيوتر كأداة بحث، فمحركات البحث جعلت من عملية البحث امرا سهلا، فكل المواد المكتوبة والمرئية اصبحت اليوم تنشر مجاناً او بسعر زهيد وهي في الغالب مواد حديثة وجديدة وتغطي جميع المواضيع ويمكن الحصول عليها دون ضرورة مغادرة المكتب. لكن بالرغم من ايجابيات هذه الخاصية فان من سيئات هذا الامر انه يمكن ان توجد معلومات خاطئة منشورة فهنالك العديد ممن يمتلكون اجندة خاصة بهم يحاولون توجيه الباحث والقارئ لما يؤمنون به، مما يجعل مسألة بمن تثق ولمن تقرأ أمراً يثير التساؤلات.

تذكر ان الديمقراطية المفتوحة تعني تعدد الآراء، لذا على الباحث ان يمحص المسألة من جميع الجهات فبعض الآراء قد تكون مدعومة بحقائق بينما البعض الاخر يعتمد على العواطف فقط. لذا تمهل في استعراض جميع الآراء ولا تستعجل الحكم على اول رأي تقرأ.

العجيب في الامر هو ان ما تراه على الانترنت من آراء عجيبة ومتعددة يدل على أننا نعيش حلقة كاملة من نشر المعلومات بشكل ديمقراطي وهو ما كان ينادي به المفكرون الأوائل أمثال John Milton و John Locke الذين كانوا يعتقدون بالصحافة الحرة اي أن يتمكن كل شخص يملك فكرة او توجها من نشرها بحرية للجميع. وهذا ما كان لهم حيث نجحت هذه الفكرة فتمكن الناس من انشاء الصحف واستطاع الاخرون من نشر افكارهم في الصحف، لكن الاعلام في امريكا اصبح اكثر تعقيدا مع مرور الزمن فقد أصبحت باهظة الثمن ومكلفة بالنسبة للمواطن العادي حيث يتمكن فقط الاثرياء واصحاب النفوذ من تأسيس أجهزة اعلامية.