المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

{والـمؤمنون والـمؤمنات بعضهم اولياء بعض}
2024-06-19
Chrysippus of Soli
18-10-2015
أقسام العجب وتفصيل علاجه
20-8-2022
العلاقة بين الذنب والفساد
5-10-2014
الأخلاق والتربية.
29/11/2022
الرابطة التناسقية في البوليمرات Co – ordination Bonds
11-10-2017


العرض الشعري في المعلقات وقيمتها  
  
2704   04:30 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. علي الجندي
الكتاب أو المصدر : في تاريخ الادب الجاهلي
الجزء والصفحة : ص336 -342
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /

تعتبر كل معلقةٍ من المعلقات أثرًا لانفعال معين لدى الشاعر، سيطر عليه من أول القصيدة إلى آخرها، وكان هذا الانفعال يوجه الشاعر من البدء فيحدد له الزاوية التي يبدأ منها، وبمجرد أن ينتهي من افتتاحيته، كانت تتوالى عليه الخواطر وتتوارد الأفكار من باب تداعي المعاني، والحديث ذو شجون، فكانت الفكرة تسوقه إلى أخرى تتصل بها أو تستدعيها إلى أن ينتهي مما يريد، ومن ثم جاءت الأفكار فيها مترابطة متوالية في تسلسل شعري لطيف، فالحبكة الموضوعية فيها تامة.

وأحيانًا يستطرد الشاعر فيتحدث عن أشياء قد تبدو لأول وهلة أنها خارجة عن الإطار الذي يسير فيه، ولكن بأقل تأمل سوف يتبين أنها وثيقة الصلة بالفكرة التي يعرضها، كوصف مطاردة الحمار للأتان، وفرار البقرة الوحشية الحزينة الفزعة، في معلقة لبيد، فقد أوردهما الشاعر لبيان سرعة ناقته وكالحديث عن روضة يفوح أريجها في معلقة عنترة فقد أورده لتصوير رائحة الحبيبة، وكان الشاعر يحاول أن يوضح فكرته توضيحًا تامًّا، مستعينًا في ذلك كلما تطلب الإبداع الفني بالتصوير الشعري، فزخرت المعلقات بالصور الشعرية الرائعة، منها؛ على سبيل المثال لا الحصر: قول امرئ القيس:

تصدُّ وتبدي عن أسيل وتتقي بناظرة من وحش وجرة مطفل

فقد صور وجهها وعينيها وذراعيها وحركتها في التفاتها إليه وعنه بحركة فيها جمال ودلال ورقة وحنان وقوله في الإعجاب بالحصان:

ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه متى ما ترق العين فيه تسهل

وقوله في بهجة الطيور وسرورها ونشوتها في الصباح الباكر وعقب المطر:

كان مكاكي الجواء غدية صبحن سلافًا من رحيق مفلفل

وقول طرفة في جمال الوجه ونضرته:

ووجه كأن الشمس حلت رداءها عليه نقي اللون لم يتخدد

وقوله في تصوير الخائف من ارتياد الأماكن المجهولة، إذ يتمنى أن يفدي نفسه ومن يحب فلا يضطر للسير فيها وتضطرب نفسه وترتعد فرائصه وتبلغ منه الروح الحلقوم، وتجيش نفسه خوفًا ورعبًا كما تجيش القدر وتصور له الأوهام والخيلاء هلاكًا في كل خطوة قدم:

على مثلها أمضي إذ قال صاحبي ألا ليتني أفديك منها وأفتدي

وجاشت إليه النفس خوفًا وخاله مصابًا ولو أمسى على غير مرصد

وقوله في صلة الإنسان بالموت وشدة ارتباطه به متى حان ميعاده جذبه كأنه مربوط بحبل طرفه في يده:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه باليد

متى ما يشأ يومًا يقده لحتفه ومن يك في حبل المنية ينقد

وقوله في وصف سيفه بأنه حادٌّ ماضٍ ضربته قاضية لا تحتاج إلى تثنيتها، وقطعه أسرع من الصوت:

فآليت لا ينفك كشحي بطانة لعضب رقيق الشفرتين مهند

حسام إذا ما قمت منتصرًا به كفى العود منه البدء ليس بمعضد

أخي ثقة لا ينثني عن ضريبة إذا قيل مهلا قال حاجزه قد

وقول زهير في البقر والظباء وهن بين قائمات ونائمات وماشيات مقبلة ومدبرة، وصاعدة ونازلة، زرافات، ووحدانًا، وأولادهن من أماكن رقادهن:

بها العين والأرآم يمشين خلفه وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم

وقوله في ارتحال الظعائن في السحر إلى وادي الرس مباشرة بدون خطأ في الاتجاه إليه:

بكرن بكورًا واستحرن بسحرة   فهن ووادي الرس كاليد للفم

وقوله في منظرهن الوسيم الساحر:

وفيهن ملهى للَّطيف ومنظر   أنيق لعين الناظر المتوسم

وقوله في فظاعة الحرب وما يتخلف عنها من مصائب ومحن:

فتعرككم عرك الرحى بثفالها   وتلقحْ كشافًا ثم تنتجْ فتتئم

وقوله في قوة القوم ومنعتهم:

كرام، فلا ذو الضعن يدرك تبله   ولا الجارم الجاني عليهم بمسلم

وقوله في البطل القوي الكامل السلاح:

لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم

وقوله في حتمية الموت، وأن الحذر لا ينجي من القدر:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه   ولو رام أسباب السماء بسلم

وقوله في جهل الغريب بما حوله، وفي هوان النفس:

ومن يغترب يحسب عدوًّا صديقه   ومن لا يكرم نفسه لا يكرم

وقول لبيد في وصف مكان تهطل فيه أنواع الأمطار المختلفة غدوًّا وعشيًّا فطالت أعشابه وكثرت أشجاره وتكاثرت فيه الظباء والنعام:

رزقت مرابيع النجوم وصابها   ودق الرواعد جودها فرمامها

من كل سارية وغادٍ مدجن و  عشية متجاوب أرزامها

وقوله في تصوير بقرة وحشية شديدة البياض في ليلة حالكة الظلمة، ينهمر فيها المطر بشدة، فتتحاماه بفروع شجرة قاصية عن طريق:

تجتاف أصلًا قالصًا متنبذًا   بعجوب أنقاء يميل هيامها

يعلو طريقة متنها متواترًا   في ليلة كفر النجوم غمامها

وتضيء في وجه الظلام منيرة   كجمانة البحريّ سل نظامها

وقوله في نزول الربيئة من المرقب بعد أن غربت الشمس وخيم الظلام فستر أماكن المخافة وكان في انتظار فرسه الكريمة الطويلة:

حتى إذا ألقت يدًا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

أسهلت وانتصبت كجذع منيفة جرداء يحصر دونها جرامها

وقول عنترة في وصف روضة فيحاء تتعاورها الأمطار فكثر عشبها وطال نباتها وكثرت أزهارها وفاح عبيرها، وغرد ذبابها:

أو روضة أنقًا تضمن نبتها غيث قليل الدمن ليس بمعلم

جادت عليه كل بكر ثرة فتركن كل قرارة كالدرهم

سحًّا وتسكابًا فكل عشية يجري عليها الماء لم يتصرم

وخلا الذباب بها فليس ببارح غردًا كفعل الشارب المترنم

هزجًا يحك ذراعه بذراعه قدح المكب على الزناد الأجذم

وقوله في وصف طعنة يندفع منها الدم بغزارة وقوة، فيحدث صوتًا تهتدي به الذئاب الجائعة:

برحيبة الفرغين يهدي جرسها بالليل معتس الذئاب الضرم

وقوله في وصف المعركة حين جاءت الجيوش، وكل جندي يؤجج حماسة الآخر، والتحم عنترة بالأعداء والقوم يهتفون باسمه، ويعلقون عليه آمالهم، فيزداد التحامًا، وتنهال الرماح عليه وعلى حصانه من كل جانب، ويتقدم بحصانه أكثر وأكثر حتى اكتسى حصانه سربالا من الدم، فانحرف بصدره عن موقع الرماح ونظر إلى فارسه نظرة فيها رجاء واستعطاف أن يشفق به شيئًا ما، وكان ذلك بدمعة من الحصان انحدرت على خده، وصوت مكتوم جاش به صدره، ولكن صيحات الإعجاب كانت تنزل عليه بردًا وسلامًا فتزيل سقمه وتزيده نشاطًا وشجاعة.

لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم

يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم

ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم

فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إليّ بعبرة وتحمحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

وقول عمر بن كلثوم في الحسناء المصون المترفة العفيفة البعيدة عن الريب:

تريك إذا دخلت على خلاء وقد أمنت عيون الكاشحينا

ذراعي عيطل أدماء بكر تربعت الأجارع والمتونا

وثديًا مثل حق العاج رخصا حصانًا من أكف اللامسينا

وقوله في تصوير وجد الحزين بناقة ضل منها ولدها فرددت الحنين، وبحال امرأة قاربت سن اليأس، وفقدت أبناءها التسعة:

فما وجدت كوجدي أم سقب أضلته فرجعت الحنينا

ولا شمطاء لم يترك شقاها لها من تسعة إلا جنينا

وقوله في عنف الحرب، وسعة ميدان القتال، وكثرة الضحايا في المعركة الواحدة:

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

يكون ثقالها شرقي نجد ولهوتها قضاعة أجمعينا

وقوله في تصوير قدوم الأعداء وما قوبلوا به:

نزلتم منزل الأضياف منا فأعجلنا القرى أن تشتمونا

قريناكم فعجلنا قراكم قبيل الصبح مرداة طحونا

أي نزلوا عليهم نزول الأضياف، فعجلوا بإكرامهم خوفًا من أن يسبوهم، فجاءهم سريعًا قبل شروق الشمس، وكأن القرى رحى أبادتهم جميعًا.

وقوله في تصوير عنادهم وإبائهم وأنفتهم وجزاء من يحاول أن يمسهم:

فإن قناتنا يا عمرو أعيت على الأعداء قبلك أن تلينا

إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولتهم عشوزنة زبونا

عشوزنة إذا انقلبت أرنت تشق قفا المثقف والجبينا

فهم كالقناة الصلبة العنيفة إذا حاول أحد أن يدخلها الثقاف ليقوم اعوجاجها أبت أن تستقر، وقفزت بصوت مزعج في وجه المثقف فشجت جبهته ودقت عنقه.

ويقول الحارث بن حلزة في تصوير تجمع القوم وما يحدثونه من جلبة وضوضاء بسبب تداخل النداءات واختلاط القوم وصباحهم بصهيل الخيل ورغاء الإبل:

أجمعوا أمرهم بليل فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

من منادٍ ومن مجيب ومن تصـ ـهال خيل، خلال ذاك رغاء

وقوله في قوة القوم وشدة بأسهم وثباتهم، فلا يرهبون الأخطار، ولا تنال منهم الدواهي التي لا تستمع لمن يسترحمها، حيث صورهم بطود شامخ تنشق عنه السحب ولا تنال أحداث الزمان ولا الأخطار منه شيئًا:

وكأن السنون تردى بنا أر عن جونًا ينجاب عنه الغماء

مكفهرًا على الحوادث ما تر توه للدهر مؤيد صماء

وقوله فيما حدث للأعداء:

فجبهناهم بضرب كما يخـ ـرج من خربة المزاد الماء

وحملناهم على حزن ثهلا ن شلالًا ودميّ الأنساء

وفعلنا بهم كما علم اللـ ـه وما إن للخائنين دماء

فالقتلى كانوا ينزفون بغزارة كما يندفع الماء من أفواه القرب، والفارون تجشموا الهرب في مسالك وعرة حتى دميت أنساؤهم، وقد فعلوا بهم أفعالًا شنيعة يعلمها الله، وذهبت دماؤهم هدرًا، فجزاؤهم ما حل بهم، فالخائن لا حق له ولا كرامة.

هذه أمثلة في تصوير الأفكار في المعلقات، وهي مملؤة بروائع الصور مما يجعل قيمتها الفنية من ناحية التصوير عظيمة، وقد أشرنا فيما سبق إلى أنها تفيض بالشعور والعواطف المختلفة مما يدل على أن التصوير فيها صادق وصحيح؛ لأنه تصوير لمشاعر إنسانية حقيقة.

والألفاظ فيها مختارة بعناية ودقة، والعبارات متقنة الصياغة محكمة الوضع والتنسيق وملائمة للأفكار، حتى ما يبدو فيه تعقيد، لو تأمل فيه الإنسان لوجد الفكرة التي تعبر عنها هذه الألفاظ ليس فيها تعقيد أو تداخل أو تشابك، مما يدل على أن الشاعر كان صادق التعبير عن هذه الأفكار، حيث اختار لها من الألفاظ ما يناسبها، على أن هناك كثيرًا من الألفاظ لها دلالات قيمة من الناحيتين التاريخية واللغوية مثل: كلمة "السجنجل" وهي لفظة رومية ومعناها المرآة وقيل: سبيكة الفضة، وقد وردت في معلقة امرئ القيس، وكتصوير طرفة ضخامة ناقته بقنطرة الرومي، وكتصويره عنق الناقة في حركتها بسكان "البوصي"، وقد قال العلماء: البوصي: زورق أو ضرب من السفن أو الملاح وهو بالفارسية: "بوزي" وكذكر طرفة الشام واليمن في قوله: "قرطاس الشامي وسبت اليماني" وقد ورد ذكر أنطاكية في بيت لزهير في معلقته كما رواه الأصمعي:

علون بأنطاكية فوق عقمة وراد حواشيها مشاكهة الدم

ويقصد بالأنطاكية أنماط أي ثياب من صوف، وتوضع على الخدور نسبها إلى أنطاكية قالوا: وكل شيء جاء من الشام فهو عندهم أنطاكي.

وقد ذكر عنترة في معلقته الأعاجم وطمطمتهم أي كلامهم غير المفهوم في قوله:

تأوي له قلص النعام كما أوت حزق يمانية لأعجم طمطم

يقال: أعجم طمطم وطمطماني إذا كان لا يفهم كلامه.

وورد ذكر المهارق في قول الحارث بن حلزة:

حذر الجور والتعدي ولن ينـ ـقض ما في المهارق الأهواء

قالوا: المهارق: جمع مهرق -بوزن مكرم "اسم مفعول"-وهو الصحيفة البيضاء، وقيل ثوب من حرير أبيض يسقى بالصمغ ويصقل ثم يكتب فيه، وأصله فارسي.

فهذه الألفاظ تؤيد اتصال العرب بغيرهم من الأمم الأخرى، وأخذهم بعض ألفاظ لغاتهم وتعريبها.

هذا والأفكار والصور التي في المعلقات مستقاة كلها من البيئة والحياة في العصر الجاهلي مما يدل على شدة ارتباط العربي بالظروف المحيطة به، وعلى دقة ملاحظته وعمق تأثره بكل ما يجري حوله، وهذا مما يجعل المعلقات كبيرة الشأن تاريخيًّا في نواحٍ متعددة.

ومما تقدم يتبين أن المعلقات عظيمة القيمة من النواحي الفنية واللغوية والتاريخية، واختيارها منذ العصر الجاهلي على أنها نماذج ممتازة من الشعر الجاهلي، اختيار موفق وسديد، يدل على ذوق أدبي رفيع.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.