المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أهمية الرطوبة النسبية
31-12-2015
يا جعفر بن محمد دلني على معبودي (ناولني يا غلام البيضة) !
17-8-2019
الحال
20-10-2014
دور التابعين‏ في اسباب النزول
24-04-2015
مبيدات الادغال (مبيد اترازين Atrazine 50% SC)
6-10-2016
عمر الشريف لأمام الكاظم (عليه السلام)
18-05-2015


مناظرة السيد علي البطحائي مع الشيخ عبد العزيز بن صالح في مسألة إرث الزهراء (عليها السلام)  
  
670   10:07 صباحاً   التاريخ: 22-10-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 223-226
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * فاطمة الزهراء (عليها السلام) /

ذهبت في عام ألف وثلاثمائة واثنين وتسعين للتسليم على إمام الحرم النبوي الشيخ عبد العزيز بن صالح في بيته، فقلت له بعد التسليم والتحيات اللازمة: ما يقول شيخنا في معنى الرواية الواردة في صحيح البخاري في المجلد الخامس عن عائشة، جاءت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند أبي بكر فطلبت منه ميراث أبيها فمنعها ميراث أبيها فقال:

أنا سمعت من أبيك قال (صلى الله عليه وآله): نحن معاشر الأنبياء ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا من فدك، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجهة في حياة فاطمة (عليها السلام)، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس (1)... إلخ.

فقلت للشيخ: قبل مجئ فاطمة (عليها السلام) عند أبي بكر هل كانت عالمة بأنها لم ترث من أبيها، فلم جاءت عند أبي بكر، وإن كانت لم تعلم برأي أبيها بأنها لم ترث لم لم تقبل قول أبي بكر بعدما قال أبو بكر: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث (2) بل كذبته عملا حيث أنها هجرته فلم تكلمه حتى ماتت، فإن كان أبو بكر صادقا في نسبة الرواية إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) فلازمه رد الصديقة الطاهرة التي شهد القرآن بتطهيرها من الأرجاس في آية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قول أبيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فهل ترضى نفس المسلم نسبة رد قول الرسول (صلى الله عليه وآله) أبي الصديقة الطاهرة، فلازم عدم قبول الصديقة الطاهرة قول أبي بكر في نسبة الرواية إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) عدم صدور الكلام، أعني نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة من الرسول (صلى الله عليه وآله). وأيضا حينما اشتد مرض الرسول (صلى الله عليه وآله) قال عمر: حسبنا كتاب الله (3) ولا نحتاج إلى كتابة الرسول (صلى الله عليه وآله) الوصية، من جهة أن الرسول أراد تعيين أوصيائه كما في فتح الباري (4) في شرح صحيح البخاري، لكن حينما تطالب الصديقة بإرث أبيها مع أنها تحتج بآيات الإرث مثل آية {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16] وآية {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6] ، أبو بكر يستدل على عدم الإرث بقول الرسول، مع أن عمر قال: حسبنا كتاب الله، أي لا نحتاج إلى قول الرسول.

وقلت للشيخ: لازم هذا الكلام أعني (فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته) غضب فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر، وأيضا لأي علة دفنها علي بالليل، ولم يؤذن بها أبا بكر يصلي عليها؟

فقال الشيخ: يمكن أن يكون لأجل تعجيل تجهيز الميت.

قلت: إن بيت أبي بكر كان قريبا من بيت فاطمة (عليها السلام) لكنها ما طابت نفسها حضوره لدفن جثمانها، ولازم الجمع بين هذه الرواية، والرواية التي وردت في فضيلة فاطمة (عليها السلام) في باب فضائل الصحابة من المجلد الخامس من صحيح البخاري عن مسور بن مخرمة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (5)، هو أنه أغضب أبو بكر الرسول الأعظم من جهة أنه أغضب فاطمة (عليها السلام) من جهة منع ميراث أبيها، وغضب الرسول (صلى الله عليه وآله) غضب الله، لأن القرآن يقول {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } [الأحزاب: 57]. (6)

__________________________

(1) صحيح البخاري: ج 5 ص 177 (ك المغازي ب غزوة خيبر).

(2) تقدمت تخريجاته.

(3) راجع: صحيح البخاري: ج 1 ص 39 (ك العلم ب كتابة العلم) وج 6 ص 12 (ك الغزوات ب مرض النبي (صلى الله عليه وآله)) وج 7 ص 156 (ك المرض ب قول المريض قوموا عني)، وح 9 ص 137 (ك الاعتصام بالكتاب والسنة ب كراهية الخلاف).

(4) فقد ذكر هذا الرأي - كما هو رأي الإمامية - ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج 1 ص 169، وإليك نص كلامه في شرحه لقول النبي (صلى الله عليه وآله): (أتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط، قال: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين كتابه) قال ابن حجر: وقيل بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف قاله سفيان بن عيينة. انتهى موضع الحاجة، أقول: والذي يؤيد ذلك أيضا تصريح الخليفة عمر بذلك في قوله: ولقد أراد في مرضه أن يصرح - يعني رسول الله - باسمه - يعني باسم علي بن أبي طالب (عليه السلام) - فمنعت من ذلك... الخ. راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 12 ص 21 و79.

(5) صحيح البخاري: ج 5 ص 26.

(4) سورة الأحزاب: الآية 57.

(6) مناظرات في الحرمين الشريفين للبطحائي: ص 25 - 27.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.