المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

ازدهار الخطابة
8-4-2021
Gram-Negative Rod Bacteria with Low Pathogenic Potential
7-3-2016
عبد الرحمن بن أبي بكر
2023-03-04
أسس تصنيف السياحة - الأساس الأول
3-4-2022
معنى المعروف والمنكر
2024-06-30
معنى كلمة خطب
4-06-2015


وصف الحب في الشعر الجاهلي  
  
2388   04:13 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص77-78
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 3671
التاريخ: 3-12-2019 3921
التاريخ: 23-03-2015 6478
التاريخ: 3-12-2019 2166

البدوي إذا تيمه الحب واراد التعبير عن شوقه وهيامه يصف ما يشعر به تماما، فاذا سمعه متيم شعر مثل شعوره.. فهو لا يبالغ بضعفه من الوجد حتى يزعم انه صار خيالا أو طيفاً كقول المتنبي: (لولا مخاطبتي اياك لم ترني) او قول ابن الفارض:

 (ما له مما براه الشوق في) ولا يبالغ في بكائه وزفيره حتى يزعم انه غرق في بحر دمعه او احترق بنار زفيره، ولكنه يقول قول مجنون بني عامر – وهو معدود من شعراء صدر الإسلام لكنه بدوي في طباعه. وان لم يصح ان المجنون اسم على مسمى كما سياتي – فالشعر يعبر عنده عن تصور أهل البادية. ومما ينسب إليه قوله :

وقال أيضاً:

الطويل

تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا         وَأَيّامَ لا أعدي(1) عَلى الدهرِ عاديا

فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً         وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا

وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ(2)         تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها         وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ         تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي         قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها         فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا

وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ         لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت         فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا

فَيا رَبِّ سَوّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها         يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا

فما سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ         مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها         مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها         فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني         أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

ومثل قول ابن الدمينة :

فديتك اعدائي كثيرٌ وشُقتي     بعيد وأشياعي إليك قليل

وكنت إذا ما جئت جئت بعلة      فأفنيتُ علاَّتي فكيف أقول

فما كل يوم لي بأرضك حاجة     ولا كل يوم لي إليك وُصول

فلا يسمع محب هذه الأبيات وأمثالها الا رأى الشاعر يعبر عن شعور صحيح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     أعدي : اعين (2) الموصد : الخدر

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.