المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مقام الإمامة و وراثة الكتاب
2023-11-21
مواصفات شاطئ إيبانيما
3-5-2017
التشيّع صنيع عبد الله بن سبأ
18-11-2016
الاندماج بطريق عروض الاكتساب أو الاستيلاء(Acquisition)
26-6-2016
الصوت
11-3-2021
الإسلام / قيم روحية
25-4-2021


تمثيل الطبيعة في الشعر الجاهلي  
  
2721   04:40 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص77
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 19237
التاريخ: 22-03-2015 11152
التاريخ: 23-03-2015 6643
التاريخ: 22-03-2015 3637

فطر عرب الجاهلية على البساطة والبعد عن التصنع او التعمّل في كل شيء، شان أهل البادية، لبعدهم عن شوائب المدينة.. فهم على الفطرة الطبيعية، وعنوانها الصدق بكل معانيه، ويدخل فيه استقلال الفكر والشجاعة الادبية والصراحة في القول والعمل. فلا يتكلفون في لباسهم ولا طعامهم وشرابهم ولا يتصنعون في كلامهم، وانما يقولون ما يخطر لهم ويصورونه كما يتمثل لمخيلتهم بلا تنميق او تأنق. يدلك على ذلك ما ظهر من حريتهم في اوقالهم في صدر الإسلام يوم كان أحدهم يخاطب الخليفة كما يخاطب سائر الناس، وإذا رأى فيه عوجاً انتقده في وجهه والخليفة لا يرى غرابة في انتقاده.

أضف الى ذلك تعودهم الاستقلال في شؤونهم الشخصية ونفورهم من التقيد بشيء حتى المكان، فانهم لا يتوطنون صعقا بل يجعلون منازلهم على ظهور إبلهم لا يحملون ضيماً ولا يصبرون على ظلم. فتمكنت الحرية من طباعهم حتى ظهرت في أقوالهم وأفكارهم وفي اشعارهم. فاذا طرأ لهم خيال شعري صوروه كما يتخيل لهم، خلافا لما تقتضيه الحضارة من التكلف وغيره من ثمار الذل والانكسار مما تراه في أقوال الشعراء، بعد ان استبحر عمران الدولة وكثر المتملقون والمتكسبون بالنجعة والزلفى. اما الجاهليون فالقاعدة في النظم عندهم بيت شاعرهم وحكيمهم زهير بن أبي سلمى وهو:

وان اشعر بيت أنت قائله      بيت يقال إذا انشدته صدقا (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     العقد الفريد ج3

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.