المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

الحث الكهربائي electric induction
29-11-2018
حق الدائن في التمسك بالفسخ الاتفاقي
20-6-2018
القرض
11-4-2022
مفهوم الحرارة عند أرسطو (القرن 4 ق.م.)
2023-04-16
المركز القانوني لمستحقي الانتفاع بالمرفق العام الاقتصادي
31-3-2016
flat (adj.)
2023-09-01


الإنتقال من النسيب الى المدح  
  
3975   04:50 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص452-462
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 8633
التاريخ: 2-12-2019 1816
التاريخ: 1-04-2015 56576
التاريخ: 4-12-2019 4271

في الخروج من النسيب إلى المدح وغيره

  كانت العرب في أكثر شعرها تبتدئ بذكر الديار والبكاء عليها والوجد بفراق ساكنيها ثم إذا أرادت الخروج إلى معنى آخر قالت فدع ذا وسل الهم عنك بكذا كما قال ( فدعْ ذا وسلِّ الهم عنك بجَسْرةٍ ** ذَمُول إذا صام النهار وهَجَّرا ) وكما قال النابغة ( فسليت ما عندي بروحة عِرْمِسٍ ** تَخُبّ برَحْلي مرة وتُنَاقلُ ) وربما تركوا المعنى الأول وقالوا ( ( وعيس أو وهوجاء ) ) وما أشبه ذلك كما قال علقمة ( إذا شاب رأسُ المرء أو قلَّ مالُه ** فليس له في وُدِّهنّ نَصيب ) ( وعَنْسٍ بريناها كأنّ عيونَها ** قوارير في أدهانهن نُصوب ) فإذا أرادوا ذكر الممدوح قالوا إلى فلان ثم أخذوا في مديحه كما قال علقمة ( ونَاجِيَةٍ أفنى رَكِيبَ ضُلُوعِها ** وحَارِكِها تَهَجُّرٌ ودءوبُ ) ( وتُصْبِحُ عَنْ غَبِّ السرى وكأنها ** مُوَلّعة تخشى القنيص شَبُوبُ ) فوصفها ثم قال ( إلى الحارث الوهاب أعملْت ناقتي ** لكلكلها والقُصريين وجيب ) وقال الحرث بن حلزة ( أنمى إلى حَرْفٍ مُذَكّرٍ ة ** تَهضُ الحصى بمناسم مُلْس ) ثم قال ( أفلا نُعَدِّيها إلى مَلِكٍ ** شهم المقادة حازمِ النَّفْس ) ثم أخذ في مديحه  وربما تركوا المعنى الأول وأخذوا في الثاني من غير أن يستعملوا ما ذكرناه قال النابغة ( تَقَاعَس حتى قلتُ ليس بمنْقَضٍ ** وليس الذي يَرْعَى النجوم بآيبِ ) ( علىّ لعمرو نعمةٌ بعد نعمَةٍ ** لوالده ليست بذاتِ عقاربِ ) وقال أيضا ( على حينَ عاتبتُ الفؤادَ على الصِّبا ** وقُلْتُ ألمّا أصحُ والشيبُ وازعُ ) ( وقدْ حالَ همٌّ دون ذلك داخلٌ ** ولوجَ الشِّغاف تبتغِيه الأصابعُ ) ( وَعِيدُ أبي قابوسَ في غير كُنْهِه ** أتاني ودُوني رَاكس والضواجِعُ ) والبحتري يسلك هذه الطريقة في أكثر شعره  فأما الخروج المتصل بما قبله فقليل في أشعارهم فمن القليل قول دجانة ابن عبد قيس التميمي ( وقال الغواني قد تَضَمَّر جلدُه ** وكان قديماً ناعم المتبذّل ) ( فلا تأسَ أني قد تلافيتُ شَيْبتي ** وهزّ الغواني من شميط مُرَجَّلِ ) ( بمشرفَةِ الهادي نبذّ عِنانها ** يمينَ الغلام الملجم المتدلِّل )  فوصل وصف الفرس بما تقدم من وصفه الشيب وصلا  وقال تأبط شرا ( إنِّي إذا خلةٌ ضَنَّتْ بنائِلها ** وأمْسَكَتْ بضعيف الحبل أحْذَاقِ ) ( نجوتُ منها نَجائي من بَجيلة إذْ ** ألقيت لَيْلة خَبْتِ الرهط أوراقي )  وقريب منه قول أوس بن حجر في وصف السحاب ( دَانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبهُ ** يكاد يَدْفَعه مَنْ قام بالراحِ ) ثم قال ( سَقَى دياريْ بني عوفٍ وساكِنها ** ودار علقمة الخير ابن صبّاحِ ) وقال زهير ( إن البخيل ملوم حيث كان ولكنّ ** الجواد عل عِلاّته هَرِمُ ) وأما المحدثون فقد أكثروا في هذا النوع قال مسلم بن الوليد ) ( إذّا شئْتما أن تسقياني مُدامة ** فلا تقتلاَها كلّ ميتٍ محرَّمُ ) ( خَلَطْنَا دماً من كَرْمةٍ بدمائنا ** فأثَّر في الألوانِ منَّا الدَّمَ الدّمُ ) ( ويقظَى ثنيتُ النوْم فيها بسَكْرةٍ ** لصهباءَ صَرْعاها من السُّكْرِ نُوَّمُ ) ( فمنْ لامَني في اللَّهو أو لامَ في النَّدَى ** أبا حسنٍ زيدَ الندى فهو ألوَمُ ) وقال منصور النمري في الرشيد ( إذا امتنعَ المقالُ عليك فامْدَحْ ** أميرَ المؤمنين تجدْ مقالا ) ( فتًى ما إن تُزالُ به رِكابٌ ** وضعْنَ مدائحاً وحَمَلْنَ مالاَ ) وقال أبو الشيص ( أَكَلَ الوجيفُ لحومَها ولحومهمْ ** فأتوكْ أنقَاضاً على أنقَاضِ ) ( ولقد أَتَتْكَ على الزَّمَانِ سواخطاً ** ورَجَعْنَ عنكَ وهنَّ عنه رَوَاضِ ) وقال ابن وهيب ( ما زالَ يلْثِمُني مَرَاشفَه ** ويعلُّني الإبريقُ والقدحُ ) ( حتى استردَّ الليلُ خِلْعته ** ونَشا خِلالَ سواده وَضَحُ ) ( وبدا الصَّبَاحُ كأنّ غرتَه ** وجهُ الخليفة حِينَ يُمتَدحُ ) وقال ( [ طللان طال عليهما الأمر ** دثرا فلا علم ولا نضدُ ] ) ( لَبِسا البِلَى فكأنَّما وجدا ** بَعْد الأحبة مثل ما أجِدُ ) وقال الطائي ( صبَّ الفراق علينا صبّ من كثبٍ ** عليه إسحاق يوم الرَّوع منتقما ) وقال ( إساءة الحادثات اسْتَبْطِني نَفَقا ** فقد أظلَّك إحْسانُ ابن حسَّانِ ) وقال عبد الصمد بن المعذل ( ولاح الصباحَ فشبّهْتُهُ ** عليّ بنَ عيسى على المِنْبَرِ ) وقال البحتري ( كأنها حِينَ لَجَّتْ في تَدَفُّقها ** يَدُ الخليفة لمّا سال واديها ) وقال ( شقائق يحملْن النَّدَى فكأنها ** دموعُ التّصابي في خدود الخرائد ) ( كأن يدَ الفتح بن خاقان أقبلَتْ ** تلِيها بتلك البارقات الرواعدُ ) وقال مسلم ( أجِدّك هل تدرين أنْ رب ليلة ** كأن دُجاها من قُرونك يُنْشَرُ ) ( لهوتُ بها حتى تجلتْ بغُرّةٍ ** كغُرة يحيى حين يُذْكر جَعْفرُ ) وقال آخر ( وكِلانا قد أحدَث الراحُ فيه ** زَهْوَ يحيى بن خالد بن الوليد ) وقال أبو البصير ( فقلتُ لها عبيد الله بَيْني ** وبين الحادثات فلا تُراعي ) ( أأصبح منه معتصما بحبلٍ ** وتقصر نعمتي ويَضيق باعي ) ( كفرت إذاً صنائعه وظلتْ ** تعاتبه المروءة في اصطناعي ) وقال البحتري في ياقوته ( إذا التهبتْ في اللّحظ ضاهي ضياؤُها ** جبينَك عِنْد الجود إذ يتألّقُ ) وقال ( وجَرَّ عليّ الدَّجْنُ هُدَّاب مُزْنِه ** أو اخره فيه وأوله عِنْدي ) ( تأخّرَ عن مِيقاته فكأنه ** أبو صالحٍ قد بِتُّ منه على وَعْدِ ) وقال بكر بن النطاح ( ودَوِّية خلقت للسراب ** فأمواجه بينها تَزْخَرُ ) ( ترى جِنّها بين أضعافها ** حلولا كأنهمُ البربرُ ) ( كأن حنيفة تحميهم ** فألينهم خشن أزور ) وقال دعبل ( وميثاءَ خضراء مَوْشِيّةٍ ** بها النور يزهر من كل فَنّ ) ( ضحوك إذ لاعبْته الرياح ** تأوَّدَ كالشارِب المرجَحنّ ) ( فشبَّه صحبي نَوّاره ** بديباج كسرى وعَصْب اليمن ) ( فقلت بعدتم ولَكِنَّني ** أشبهه بجناب الحَسَنْ ) ( فتى لا يرى المال إلا العطا ** ولا الكنز إلا اعتقاد المِنَنّ ) ( قالت وقد ذَكّرتها عهد الصبا ** باليأس تقطع عادةُ المعتاد ) ( إلا الإمام فإنّ عادةَ جوده ** موصولة بزيادة المزداد ) وقال غيره ( وكأن الرسوم أخنى عليها ** بعض غاراتنا على الأعداء ) وقال البحتري ( بين السقيفة فاللِّوى فالأجْرَعِ ** دِمَنٌ حبسن على الرياح الأرْبَعِ ) ( فكأنما ضمنت معالمها الذي ** ضمنته أحشاءُ المحبّ الموجع ) وقال ( أقول لثجَّاج الغمام وقد سرى ** لمحتفل الشؤبوب صاب فَعَمَّما ) ( أقل أو اكثِرْ لست تبلغ غاية ** تبين بها حتى تُضارع هيثما ) ( فتًى لَبسَتْ منه الليالي محاسناً ** أضاء له الأفق الذي كان مُظْلِما ) وقال ( قد قلت للغيث الرّكام ولج في ** إبراقه وألحّ في إرعاده ) ( لا تعرضنّ لجعفر متشبِّها ** بندى يديه فلست من أنْدَاده ) وقال ( لعمرك ما الدنيا بناقصة الجَدَا ** إذا بقى الفتح بن خاقان والقَطْرُ )وقال ( أبرقٌ تجلّى أم بدا ابن مدبِّرٍ ** بغرة مسئول رأى البشْر سائلُه ) وقال ( أدارهم الأولى بدارة جُلْجُلٍ ** سقاك الحيا روحاته وبواكرُهْ ) ( حباؤك يَحْكِي يوسف بن محمد ** فروّتك ريّاه وجادك ماطرُه ) وقال ( كأن سناها بالعشيّ لشربها ** تبلج عيسى حين يلفظ بالوعد ) وقال ( آليت لا أجعل الإعدام حادثة ** تخشى وعيسى بن إبراهيم لي سَنَدُ 0 ) وقال ( أيام غصن الشباب تهتز ** كالأَسْمر في راحة بن حمّاد ) وقال ( لا والذي سنَّ للمدامة والماء ** نكاحا بغير تطليق ) ( ما رمقت مقلتاي أسمح في العالم ** من راحة أحمد بن مسروق ) وقال علي بن جبلة ( وغيث تأنقه نوءه ** فألبسه عَلَلاً أرْبَدَا ) ( تظل الرياح تُهادي به ** إذا ما تحيّزَ أو غرّدا ) ( كأن تواليه بالعراء ** تهوى إلى جَلْمدٍ جلمدا ) ( تداعى تميم غَدَاةَ الجفَار ** تَدْعو زُرَارة أو مَعْبَدا ) وقال على بن الجهم ( وسَارِيةٍ ترتادُ أرضاً تجودُها ** شَغَلْتُ بها عَيْناً قليلا هُجُودُها ) ( أَتَتْنَا بها ريحُ الصَّبا فكأنها ** فَتَاةٌ تُزَجِّيها عجوز تَقُودها ) ( فما بَرِحَتْ بغدادُ حتى تفجرَّتْ ** بأودية ما تستفيق مُدُودها ) ( فلما قضت حق العراق وأهله ** أتاها من الريح الشمال بريدُها ) ( فمرّت تفوت الطرق سَعْيًا كأنها ** جنودُ عُبيد الله ولت بُنُودها ) وقال أيضا ( دَبَرْنَ وللصَّباح معقّبات ** تُقَلِّصُ عنه أعجازَ الظلامِ ) ( فلما أن تَجَلَّى قال صحبي ** أضوء الصُّبْح أم وَجْهُ الإمام ) وقال البحتري ( سقِيتْ رُباك بكل نَوْء جاعل ** من وَبْله حَقًّا لها معلوما ) ( فلو أنني أعطيت فيهنّ المنى ** لسقيتهن بكف إبراهيما ) وقال ( قل لداعي الغمام لبيك واحلل ** عُقَلَ العيس كي يجيب الدعاء ) وقال أبو تمام ( يا صاحبيَّ تَقَصَّيَا نَظَرَيْكُمَا ** تَرَيا وجوهَ الأرضِ كيف تصوَّرُ ) ( تَرَيَا نهاراً مُشْرِقاً قد شَابَهُ ** زَهْرُ الرُّبَا فكأنما هو مُقْمِرٌ ) ( خَلقٌ أطلّ من الربيع كأنهُ ** خُلُق الإمام وهديه المتنشّرُ ) وقال ( فالأرض معروفُ السماءِ قِرًى لها ** وبَنُو الرجاء لهم بنو العَبَّاسِ ) وقال ( نجاهد الشوق طوراً ثم نتبعه ** مجاهدات القوافي في أبي دُلَفا )

وقال ( إذا العِيسُ لاقتْ لي أبا دلف فقد ** تقطّع ما بيني وبين النوائبِ ) وقال ( تداوَ مِنْ شوقِك الأقصى بما فعلتْ ** خيلُ ابن يوسفَ والأبطالُ تَطَّرِدُ ) وقال ( لم يجتمع قط في مصر ولا طرف ** محمد بن أبي مروان والنَّوَبُ ) وقال ( ولقد بلونَ خلائقي فوجدنَني ** سمحَ اليدين ببذل ودّ مضمر ) ( يعجَبْن مني إذ سمحتُ بمهجتي ** وكذلكَ أعجبُ من سماحة جعفر ) ( ملك إذا الحاجاتُ لُذْنَ ببابه ** صافَحْنَ كفّ نوالِه المتيسر ) وقال ( لا والذي هو عالم أنّ النوى ** صبرٌ وأن أبا الحسين كريم ) وقال آخر ( سقيمات أرجاءِ العيون تركْنَني ** أكابد أسْقَاما ولست أعادُ ) ( فيا عجباً إن الظباء بطرفها ** تصيد رجالاً والظباء تُصاد ) ( وللبحر ما بين الفرات ودِجْلَةٍ ** أؤمل منه الرِّيّ وهو جَمَاد ) وقلت أذكر الشيب ( أراني منهاج الهدى فسلكتُه ** ولم تَتَشَعَّبْ في الضلال مَذاهبي ) ( وخبّر أن الجهلَ ليس بآيب ** إليّ وأن الحلم ليس بعازب ) ( فأفْصح من بعد العجومة مادِحي ** وأعْجَمَ من بعد الفصاحة عَائبي ) ( وردّ إلى خير الأنام مدائحي ** فحلّت محل العِقْد من جِيدِ كاعِب ) ( وأنجم كرَبْرَبٍ في سربِ ** يحكين غُرا في جَلال خُطْب ) ( والحورُ تَرنُو من خلالِ الحُجْبِ ** وعزمكم ورأيكم في الخَطْبِ ) ( وبيضكم وبيضُكم في الحرْبِ ** ) ( ومن لم يوسع للنوائب صدرَه ** أفادته ضيقا في مرام ومذهَبِ ) ( وإني إذا ألقيتُ بيني وبينَها ** أبا طاهر لم تَدْرِ كيفَ تَضُرُّ بي ) ( نازعتُه غَلَس الظلام مُدامة ** تتعلّم الإسكارَ من لَحَظَاتِهِ ) ( وكأنّها معصورةٌ من خَدِّه ** مغصوبة بالدُّر من كلماته ) ( تشكو الزَّمان وذاك من لَذَّاتِه ** وبقاء إسمعيل من حَسَناته ) ( هذا تعدٍّ في الشكاية ظاهرٌ ** ولَرُبَّ شاك معتد بشكاته ) ( كافِي الكفاة برأيه وعزيمةٍ ** كزمانِه بخطوبِه وهِبَاته ) ( عادةُ الأيام لا أنكرُها ** فَرَحٌ تَقْرِنُه لِي بتَرحْ ) ( إن تكن تُفْسِدُ ما تُصْلِحُه ** فكذا الدَّهْرُ إذا دَرَّ رَمَحْ ) ( وإذا قام على النَّهج انْثَنَى ** وإذا سارَ على القَصْد جَنَحْ ) ( ويربيك فلا تفرحْ به ** فهو كالجازر رَبَّى فَذَبحْ ) ( غيرَ أنّ النُّهَى منه كلّما ** جَمَحَ الدهرُ بواديّ كَبَحْ ) ( ومدّ علينا الليل ثوباً منمَّقًا ** وأشعلَ فيه الفَجْرُ فهو يحرقُ ) ( وصبَّحَنَا صُبْحٌ كأن ضياءهُ ** تعلّم مِنّا كيفَ يبهى ويشرقُ ) ( تولتْ به الأيام وانجردتْ ** بحسنه ولَعَاتُ البين فانْجَرَدَا ) ( غَدَا لَهُ المُزْنُ مُنْهَلاً بوادِرُه ** كأن فيه ليحيى إصْبَعًا ويَدَا ) ( تُصَعِّدُ فيه وهو زُرْقٌ جِمامة ** فتحسب أنا في السَّماء نُصَعِّدُ ) ( أطفْنا بمحمود السجية ماجِدٌ ** رضاه لما نرجو من الخير موعدُ ) ( بممتثل فعلَ السحاب إذا غدا ** يصفّق فيها رَعْدُها ويغرِّدُ ) ( ومَرَّ بأكنافِ اللِّوى خاطرُ الصبا ** فحرض شوقاً لا يزالُ يحرِّضُ ) ( بليلٌ كما ترنُو الغزالةُ أسودٌ ** عل أنه من نور وجهك أبْيَضُ ) ( يريدون أن أخشى وأخْشع للأذى ** وجار ابن عيسى كيف يَخْشى ويَخْشَعُ ) ( وطهارةُ الأخلاق لم تظفر بِها ** إلا بحيث طهارةُ الأعراق ) ( كخلائق الأستاذ إن جاوَزْتها ** تجدُ الخلائق غيرَ ذات خَلاق ) ( مَهْرِيّة ألوى السفار بَنْحضها ** فتخالها تحت الرّحال رحالا ) ( أمنت بساحة أحمد بن محمد ** من أن يذل عزيزها ويُزالا ) ( وقد دلّت الدنيا على عَيْبِ نَفْسِها ** إذ التفتت للؤم بعد التكرم ) ( فما تَوَلّتْ حتى استردت نوالَها ** وشَنَّتْ علينا أبؤسا بعد أنعم ) ( ولكن سيعديني عليها ابنُ أحمد ** نبيّ الهدى وابن الوصي المكرم ) ( وإني متى أعلق بسالف وده ** تبدلت من أمري سناما بمِنْسَمِ ) ( صَرف العنانَ إلى التناصف في الهوى ** صَرْفي الرجاء إلى نوال أبي علي ) 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.