المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



شعراء العصر الأموي بالنظر الى أغراضهم  
  
1951   04:57 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص241-242
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2021 2099
التاريخ: 8-6-2021 2616
التاريخ: 8-6-2021 4081
التاريخ: 22-03-2015 5205

اذا اعتبرنا شعراء هذا العصر بالنظر الى أغراضهم، رأيناها تختلف عن أغراض الشعراء الجاهليين اختلافا كثيرا.. فقد كانت الأكثرية في ذلك العصر للأمراء والفرسان المحاربين، واكن عددهم بضعة وأربعين شاعراً، فصاروا في العصر الأموي قليلين لاشتغال الفرسان والكبراء بأعمال الدولة ولذهاب بعض الاريحية البدوية من نفوسهم بالحضارة. وقد ظهرت آثار الحضارة في الشعر الاموي بكثرة العشاق واهل الغزل، وكانوا في الجاهلية 6 فصاروا 21 ونشأت طائفة من الشعراء السكيرين واهل الخلاعة عددهم 6، ولم يكن منهم في الجاهلية الا القليل.

على ان الاكثرية في العصر الاموي لطبقة من الشعراء سميناهم (شعراء السياسة) لاشتغالهم بالدفاع عن الاحزاب التي قام النزاع بينها على السيادة في ذلك العصر، واكثرهم طبعا بجانب الامويين لأنهم اقوى الاحزاب. ويليهم الخوارج، والعلويون، وغيرهم.

ويقسم العصر الاموي بالنظر الى اغراض شعرائه الى ثلاثة أدوار:

الدور الاول : منذ بدء الدولة الأموية (سنة 41 هـ) الى ذهاب آل معاوية بخلافة مروان بن الحكم سنة 64هـ، ومعظمه في زمن معاوية. ويجوز ان نسميه (دور معاوية). وشعراء هذا الدور لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين، وكانت الدولة

الاموية في ايامهم لم ترسخ قدمها بعد .. فكان نحو نصفهم يخالفون سياسة معاوية وخلفائه ويطعنون فيه، وبعضهم يجاهرون بعدوانه انتصارا للأنصار او العلويين.

الدور الثاني: من خلافة مروان بن الحكم (سنة 64هـ) الى خلافة يزيد بن عبد الملك (سنة 101هـ) وخلفاء هذا الدور: مروان وابنه عبد الملك، فالوليد، فسليمان، فعمر بن عبد العزيز. ولكن معظمه في زمن عبد الملك بن مروان، بحيث يصح ان ينسب اليه .. فيقال (دور عبد الملك). وفي ايامه اختلفت الاحزاب، وتعدد طلاب الخلافة، ونشبت الحروب، وراجت سوق الشعر لجمع الاحزاب او تفريقها. وأكثر شعراء العصر الاموي نبغوا في هذا الدور وبلغ عددهم فيه نحو المائة، وفيهم شعراء السياسة وشعراء الغزل والادب وغيرهم.

الدور الثالث: من ولاية يزيد بن عبد الملك (سنة 101هـ) الى انقضاء الدولة الاموية (سنة 132هـ). وفيه تضخمت الدولة وركن اهلها الى الترف والقصف. ومن خلفائها يزيد بن عبد الملك العاشق المتيم صاحب حبابة وابنه الوليد بن يزيد الخليع المفتون، والناس على دين ملوكهم. وعدد الشعراء الذين نبغوا في هذا العصر نحو عدد شعراء الدور الاول، واكثرهم من عشراء السوء وأهل الرخاء والترف.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.