نهايـة الاقطـاع :

 لا نستطيع القول في سنة معينة انتهى نظام اقتصادي قائم ولكن حصلت العديد من المتغيرات التي جعلت من النظام الاقتصادي لا يصلح لمواكبة العصر حيث ان حركة النهضة الانسانية التي أدت الى تطور المجتمع من خلال الترجمة والاطلاع على المزيد من العلوم وتجارب الشعوب التي اثبتت تخلف النظام الاقطاعي وتوسع الجماهير في القارة الاوربية من خلال الاحتكاك بالشرق لارجاع القدس ، كما وان لحركة الاصلاح الديني دور من خلال انفصال الكاثوليك عن البروتستانت اعطت هي الاخرى المجال نحو التطور وفي مختلف المجالات وتنور الجيل الصاعد الذي رفض بقوة الاقطاع واصبح هناك صراع بين القديم والحديث وهذه سميت بحركة الاصلاح الديني فانتعشت المدن وأخذت الاحوال الاقتصادية في الازدهار ، وهذا الامر أعطى حافز لهروب الأقنان ⁽¹⁾، وظهر جيل جديد بمفاهيم جديدة الهدف من ظهورها هو محاولة استغلال الذهب والفضة الذي تكدس في اوربا والذي كان الباعث على التغير فساهمت في تشجيع وتكوين هذه الفرق التي كان دورها جلب المعدن النفيس من خلال الاستكشافات الجغرافية التي تم بها اكتشاف الامريكيتين وقتل اصحاب البلاد الاصلية ، كما وان التطور في المجالات العلمية ادى الى اختراع البارود واستخدامه لهدم الاسوار في قلاع الاقطاع الذين وقفوا بوجه التطور الحديث ، وكان لاستخدام البوصلة الدور الكبير في التطور العلمي وهذ متأتي من الاحتكاك مع الشرق الاسلامي .

اذا اردنا توضيح صورة الوضع العام الذي تعيشه اوربا خلال الفترة الاقطاعية وما ترتب عليها فاننا نجد بأن غياب السلطة القوية التي كانت في زمن الرومان وما اقترن بها من تطبيق للقوانين ونظام محكم للضرائب موروث عن الامبراطورية الرومانية التي بذلت عناية فائقة وطبقته بشكل دقيق لتحقيق اهداف الدولة في حينها ، لكنه تحول تدريجياً الى وسيلة للضرب والانتقام والجور فكان المسؤول لا يدفع الضريبة ويتخلص منها بالرشوة او التهديد بسبب غياب سلطة القانون والذي يدفع الضريبة هم من الضعفاء في المجتمع فيهربون نتيجة لعدم امكانية دفعهم للضريبة واضطروا الى الاحتماء تحت ارض سيد اقطاعي قوي يحميهم ⁽²⁾ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ محب خله توفيق ، التطور واقتصاديات الموارد ، مصدر سابق ، ص50 . 

2ـ اسماعيل محمد هاشم ، التطور الاقتصادي ، دار الجامعات المصرية ، 1973 ، ص25 .