الإعلام النوعي أحد فروع الإعلام المتخصص الذي يتوجه برسالته إلى جمهور معين، مخاطباً هذا الجمهور بموضوعات وقضايا على صلة وثيقة به وباهتماماته .

وتندرج تحت الإعلام النوعي تقسيمات متعددة لأنواع مختلفة من الجمهور، فهناك جمهور الأطفال وجمهور المرأة، وجمهور الطلاب، وجمهور الشباب، وغيرهم من القطاعات الجماهيرية النوعية الأخرى.

وهو إعلام ذو طبيعة خاصة، لذا فإنه يتوجه إلى جمهور له سمات خاصة، واهتمامات معينة حول موضوعات وقضايا بذاتها. . وإن كان ذلك لا يعني أن هذا الجمهور هو الوحيد المعني بالرسالة الإعلامية المتوجه بها إليه. . ذلك أن قضايا التربية، ومشاكل الأطفال، وزيادة معارفهم وثقافتهم وتنمية هواياتهم وغيرها من الموضوعات الأخرى تجد اهتماماً من قطاعات أخرى في المجتمع.

وكذلك الأمر بالنسبة لقضايا المرأة ومشاكلها وحقوقها وواجباتها، فهي تقع في دائرة اهتمامات العديد من قطاعات المجتمع الأخرى. . فالمجتمع بجمع بفئاته هو في النهاية كل متمازج متفاعل ومتداخل مع٠بعضه البعض.

كما أن طبيعة الرسالة الإعلامية المتوجه بها إلى الجمهور النوعي، وإن كانت تنتمي لدى أفراد هذا الجمهور الإحساس بالانتماء إليه، إلا أنها وفي نتاجها النهائي تتناول قضايا عامة في نفس الوقت. فالقول أن توعية المرأة والدعوة إلى تعليمها وزيادة مشاركتها في قضايا البناء والتنمية قضية تخص المرأة فقط هو بالتأكيد قول خاطئ ، وإن كان يهم المرأة بالدرجة الأولى.

وعلى ذلك يمكننا أن نقيس العديد من الموضوعات والقضايا والمشكلات التي يتناولها الإعلام النوعي، الذي يقدم بالإضافة الى الموضوعات التي تهم الجمهور الذي يخاطبه، موضوعات أخرى ثقافية وأدبية وفنية وترفيهية وغيرها. . إلا أننا في الوقت الذي نؤمن فيه بأن مناهل الثقافة مشتركة بالنسبة لكل فئات المجتمع. . إلا أن كل فئة تحتاج بالضرورة إلى ثقافة من نوع خاص تختلف عما تحتاجه فئة أخرى . . وذلك حسب طبيعة كل فئة ودورها وسماتها الخاصة ونوع مشاركتها في الحياة العامة .

ومن هنا، فإننا نعتبر الإعلام النوعي إعلام متخصص في معالجاته، فالقيم التي نتوجه بها، للطفل في محاولة لترسيخها في ذهنه لتنعكس على سلوكه، يحتاج الإنسان البالغ إليها أيضاً لتذكيرها به بين الحين والآخر . والمرأة الأم التي عرفت كيف تتعامل مع مولودها الأول، فإن الأم التي تنتظر مولودا لأول مرة، هي أيضاً بحاجة إلى من يرشدها إلى كيفية التعامل معه ورعايته، فالحياة مستمرة وعلى وسائل الإعلام أن تواكب هذه الاستمرارية، طالما أنها تكسب في كل يوم بل وفي كل ساعة جمهورا جديدا، وهنا تكمن أهمية الإعلام المتخصص من حيث إنه إعلام متجدد بتجدد الحياة وتعقدها.