أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2019
1015
التاريخ: 18-8-2019
954
التاريخ: 17-8-2019
436
التاريخ: 20-8-2019
2134
|
روي في بعض الكتب إن البهلول (1) أتى إلى المسجد يوما وأبو حنيفة يقرر للناس علومه، فقال في جملة كلامه: أن جعفر بن محمد (الصادق (عليه السلام)) تكلم في مسائل، ما يعجبني كلامه فيها: الأولى، يقول: إن الله سبحانه موجود، لكنه لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهل يكون موجود لا يُرى؟ ما هذه إلا تناقض.
الثانية، إنه قال: إن الشيطان يعذب في النار مع أن الشيطان خلق من النار، فكيف يعذب الشيء بما خلق منه؟!
الثالثة، إنه يقول: إن أفعال العباد مستندة إليهم مع أن الآيات دالة على أنه تعالى فاعل كل شيء!
فلما سمعه بهلول أخذ مداة وضرب بها رأسه وشجه، وصار الدم يسيل على وجهه ولحيته، فبادر إلى الخليفة يشكو من بهلول!! فلما أحضر بهلول وسئل عن السبب؟
قال للخليفة: إن هذا الرجل غلط جعفر بن محمد (عليهما السلام) في ثلاث مسائل:
الأولى: إن أبا حنيفة يزعم أن الأفعال كلها لا فاعل لها إلا الله، فهذه الشجة من الله تعالى، وما تقصيري؟!
الثانية: إنه يقول: كل شيء موجود لا بد أن يُرى؟! فهذا الوجع في رأسه موجود، مع أنه لا يُرى؟!
الثالثة: إنه مخلوق من التراب، وهذه المداة من التراب، وهو يقول: إن الجنس لا يعذب بجنسه، فكيف يتألم من هذه المداة؟
فأعجب الخليفة كلامه، وتخلص من شجة أبي حنيفة (2).
__________________
(1) هو: أبو وهيب بهلول بن عمر الصيرفي الكوفي، ولد بالكوفة وعن مجالس المؤمنين، أن بهلولا كان من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وأنه كان يستعمل التقية، وإن الرشيد كان يسعى في قتل الإمام الكاظم (عليه السلام)، ويحتال في ذلك، فأرسل إلى حملة الفتوى يستفتيهم في إباحة دمه متهما إياه بإرادة الخروج عليه، ومنهم البهلول، فخاف من هذا واستشار الكاظم (عليه السلام) فأمره بإظهار الجنون ليسلم، وفي روضات الجنات: إن الرشيد أراد منه أن يتولى القضاء، فأبى ذلك، وأراد أن يتخلص منه فأظهر الجنون، فلما أصبح تجانن وركب قصبة ودخل السوق وكان يقول: طرقوا خلوا الطريق لا يطأكم فرسي، فقال الناس: جن بهلول، فقال هارون: ما جن ولكن فر بدينه منا، وبقي على ذلك إلى أن مات، ويظهر من أخباره ومناظراته إنه كان من أهل الموالاة والتشيع لأهل البيت (عليه السلام) عن بصيرة نافذة، وله كلمات حسنة ومواعظ بليغة وأشعار رائقة منها قوله:
يا من تمتع بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما ليس تدركه * تقول لله ماذا حين تلقاه
وقال للرشيد يوما:
هب أنك قد ملكت الأرض يوما * ودان لك العباد فكان ماذا
ألست تصير في قبر ويحثو * عليك ترابه هذا وهذا
قيل توفي سنة 190 ه، وقبره ببغداد. راجع ترجمته وأخباره في: أعيان الشيعة للأمين: ج 3 ص 617 - 623، فوات الوفيات للكتبي: ج 1 ص 228 ترجمة رقم: 84، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج 19 ص 91 ترجمة رقم: 60، الطبقات الكبرى للشعراني: ج 1 ص 68 رقم: 138، البداية والنهاية: ج 10 ص 200، عقلاء المجانين للنيسابوري: ص 100.
(2) شجرة طوبى للحائري: ج 1 ص 48 - 49 (المجلس العشرون)، أعيان الشيعة للأمين: ج 3 ص 618، عن مجالس المؤمنين.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|