المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الـدولة العباسيـة
20-6-2017
بخار الماء (Water vapour)
2023-12-28
الموقع التصنيفي للنحل
8-6-2016
معنى كملة مشج‌
2-1-2016
وجود إمام في كل زمان.
22-4-2022
إنتاج الطاقة واستهلاكها
15-4-2021


تفسير آية (90-93) من سورة التوبة  
  
2982   01:11 صباحاً   التاريخ: 10-8-2019
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف التاء / سورة التوبة /

 

قال تعالى : {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة : 90 - 93] .

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : { وجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ } [التوبة : 90] .

لما تقدم حديث المخلفين ، صنف الله تعالى الأعراب منهم صنفين ، فقال سبحانه : {وجاء المعذرون من الأعراب} أي : المقصرون الذي يعتذرون ، وليس لهم عذر ، عن أكثر المفسرين . وقيل : هم المعتذرون الذين لهم عذر ، وهم نفر من بني غفار ، عن ابن عباس قال : ويدل عليه قوله {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} فعطف الكاذبين عليهم ، فدل ذلك على أن الأولين في اعتذارهم صادقون .

وقيل : معناه الذين يتصورون بصورة أهل العذر ، وليسوا كذلك {ليؤذن لهم} في التخلف ، عن الجبائي {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} أي : وقعدت طائفة من المنافقين من غير أن اعتذروا ، وهم الذين كذبوا فيما كانوا يظهرونه من الإيمان {سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم} قال أبو عمرو بن العلافي هذه : الآية : كلا الفريقين كان مسيئا ، جاء قوم فعذروا ، وجنح آخرون فقعدوا ، يريد أن قوما تكلفوا عذرا بالباطل ، وتخلف آخرون من غير تكلف عذر ، وإظهار علة ، جرأة على الله ، ورسوله .

- {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة : 91-93] .

 

ثم ذكر سبحانه أهل العذر ، فقال : {ليس على الضعفاء} وهم الذين قوتهم ناقصة بالزمانة والعجز ، عن ابن عباس . وقيل : هم الذين لا يقدرون على الخروج {ولا على المرضى} وهم أصحاب العلل المانعة من الخروج {ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون} يعني من ليست معه نفقة الخروج ، وآلة السفر {حرج} أي : ضيق وجناح في التخلف ، وترك الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {إذا نصحوا لله ورسوله} بأن يخلصوا العمل من الغش .

ثم قال سبحانه : {ما على المحسنين من سبيل} أي : ليس على من فعل الحسن الجميل في التخلف عن الجهاد طريق للتقريع في الدنيا ، والعذاب في الآخرة . وقيل : هو عام في كل محسن والإحسان : هو إيصال النفع إلى الغير ، لينتفع به من تعريه من وجوه القبح ، ويصح أن يحسن الانسان إلى نفسه ، ويحمد على ذلك ، وهو إذا فعل الأفعال الجميلة التي يستحق بها المدح والثواب {والله غفور} أي : ساتر على ذوي الأعذار بقبول العذر منهم {رحيم} بهم لا يلزمهم ما فوق طاقتهم .

ثم عطف عليه ، فقال : {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} أي : ولا على الذين إذا جاؤوك يسألونك مركبا يركبونه ، فيخرجون معك إلى الجهاد ، إذ ليس معهم من الأموال والظهر ما يمكنهم الخروج به في سبيل الله {قلت لا أجد ما أحملكم عليه} أي : لا أجد مركبا تركبونه ، ولا ما أسوي به أمركم {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون} أي : رجعوا عنك ، وأعينهم تسيل بالدمع ، لحزنهم أن لا يجدوا ما يركبونه من الدواب ، وينفقونه في الطريق ، ليخرجوا معكم ، ولحرصهم على الخروج .

المعنى : وليس على هؤلاء أيضا حرج في التخلف عن الجهاد ، وليس عليهم سبيل للذم والعقاب {إنما السبيل} والطريق بالعقاب ، والحرج {على الذين يستأذنونك وهم أغنياء} أي : يطلبون الإذن منك يا محمد في المقام ، وهم مع ذلك أغنياء ، متمكنون من الجهاد في سبيل الله {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} من النساء ، والصبيان ، ومن لا حراك به {وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون} قد تقدم بيانه .

__________________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج5 ، ص 103-105 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هذه الآيات (1) :

 

بعد ان بيّن سبحانه أحوال المنافقين الذين كانوا في المدينة تعرّض هنا للمتخلفين عن الجهاد من أهل البادية ، وانهم صنفان : الأول قصد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) واعتذر إليه  واستأذنه في التخلف ، وهذا الصنف هم المعنيون بقوله تعالى : { وجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } . الصنف الثاني : قعدوا كاذبين على اللَّه ورسوله ، وإليهم أشار بقوله : { وقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهً ورَسُولَهُ } . وتقسيم المتخلفين إلى معذرين وكاذبين يدل على أن المراد بالمعذرين من تخلف لعذر صحيح ، ولذا سكت اللَّه عن المعذرين ، ولم يهددهم بالعذاب الأليم ، كما هدد الكاذبين بقوله :

{ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ } .

وتسأل : ان سياق الآية يقتضي حذف ( منهم ) لأن الكاذبين على اللَّه ورسوله كلهم كافرون ، لا بعضهم ؟ .

وأجاب الرازي بأنه تعالى كان عالما ان البعض منهم سيؤمن ، ويتخلص من العقاب ، فذكر لفظة ( من ) للدلالة على التبعيض . . والذي نراه نحن في الجواب :

ان الذين قعدوا كاذبين على اللَّه ورسوله على صنفين : منهم من كذبوا في اعتذارهم طلبا للراحة وفرارا من أعباء الجهاد ، مع إيمانهم باللَّه ورسوله ظاهرا وباطنا ، وهؤلاء ليسوا بكافرين بل متهاونين . وصنف اعتذروا مع إنكارهم باطنا نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله ) . وهؤلاء كافرون مستحقون للخلود في العذاب . فجاءت كلمة منهم للدلالة على أن الكافرين هم الذين تخلفوا منكرين الرسالة ، دون الذين تخلفوا تهاونا ، لا جحودا .

{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ ولا عَلَى الْمَرْضى ولا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ } . استنفر النبي ( صلى الله عليه وآله ) الناس للجهاد ، فبادر إليه قوم ، وتخلف آخرون ، ومن هؤلاء المنافقون والكاذبون على اللَّه ورسوله ، وتقدم الحديث عنهم ، ويأتي أيضا ، ومنهم أصحاب الأعذار الحقيقية ، وهؤلاء لا أثم عليهم ولا لوم ، وهم ثلاثة أصناف :

1 - الضعفاء العاجزون عن القتال لشيخوخة ، أو لعلة في أصل تكوينهم ، كمن خلق ضعيفا في بدنه لا يطيق القتال بحال .

2 - المرضى ، والفرق بين المريض والضعيف ان علة المريض غير ملازمة لخلقه وتكوينه ، مع العلم بأن كلا منهما يجوز إطلاقه على الآخر .

3 - الفقراء الذين لا يجدون النفقة ولا من يضمنها لهم . . فإن وجود مثل هؤلاء بين المقاتلين يخلق لهم مشكلة تعوقهم عن بلوغ الهدف المطلوب .

لقد أباح اللَّه سبحانه لهؤلاء الأصناف الثلاثة أن يتخلفوا عن الجهاد { إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ ورَسُولِهِ } بأن يكونوا مخلصين في إيمانهم قائمين ببقية ما عليهم من الواجبات ، كحراسة المدينة ، والمحافظة على عيال المجاهدين وأموالهم ، وما إلى ذلك .

{ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . وكل من قام بواجبه كاملا فهو محسن في نظر الإسلام أيا كان نوع الواجب ، وكل من أخل به فهو مسيء .

وقد أسقط اللَّه الجهاد عن المرضى والفقراء ، فإن قاموا بما عليهم من الواجبات الأخر فهم محسنون ، وليس لأحد عليهم من طريق لمؤاخذتهم . وقد اتخذ الفقهاء من هذه الآية أصلا شرعيا فرعوا عليه كثيرا من الأحكام ، منها إذا استودع إنسان مالا عند غيره ، فتلف المال فلا يضمن الوديع إلا إذا قصّر في حفظ المال أو تعدى عليه ، ومنها ان الحاكم الجامع للشروط إذا أخطأ في الحكم فلا شيء عليه إذا كان قد بذل الجهد لمعرفة الحق ، ومنها إذا رأى إنسان مال غيره معرضا للهلاك المؤكد ، بحيث إذا تركه لم يبق منه شيء ، فأتلف بعضه بقصد ان يسلم البعض الآخر لصاحب المال ، إذا كان كذلك فلا يضمن المتلف شيئا في مثل هذه الحال ، لأنه محسن ، وما على المحسنين من سبيل ، إلى غير ذلك من الأحكام .

{ ولا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ } . اتفق الرواة والمفسرون على أن هذه الآية نزلت في جماعة من المسلمين أتوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو يتهيأ لغزوة تبوك ، وقالوا له : يا رسول اللَّه لا نملك راحلة للذهاب معك إلى الجهاد ، وطلبوا منه مركبا يحملهم . فقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فسحّت أعينهم بالدمع لحرمانهم من الجهاد بين يدي الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) . . ثم اختلف المفسرون في أسماء هؤلاء وعددهم . . وليس ذلك بالشيء المهم ، ما دامت الآية واضحة الدلالة على الواقعة ، ولا قائل بنفيها .

وتسأل : ان هؤلاء يدخلون في صنف الفقراء المشار إليهم بقوله تعالى : { ولا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ } فما الفائدة من الإعادة ؟ .

وأجاب بعض المفسرين بأن الفقراء لا يجدون مأكلا ولا محملا ، والبكاؤون يجدون المأكل دون المحمل . . وقد تكون الفائدة التنويه بصدق البكائين وإخلاصهم ومكانتهم عند اللَّه . . وعلى أية حال ، فإن اللَّه سبحانه نفى المسؤولية عن كل من تخلَّف عن الجهاد لعجزه عنه ، سواء أتمثل هذا العجز في المرض أم في عدم المأكل ، أم المحمل .

{ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } . ومعنى هذه الآية يتفق مع مضمون الآيتين السابقتين 86 و 87 . . وخلاصة المعنى المقصود ان اللَّه سبحانه بعد أن نفى المسؤولية عن الفقراء والمرضى أثبتها على الأغنياء الأصحاء الذين يتخلفون عن الجهاد ، ومحال أن يعمل هؤلاء للصالح العام ، ويتعاونوا مع المخلصين فيما يمس بمصالحهم من قريب أو بعيد ، وهم على استعداد في كل حين أن يبيعوا دينهم ووطنهم للشيطان إذا ضمن لهم الربح والاستغلال . . وهكذا منذ القديم يناضل المستضعفون في بسالة لتحطيم الكفر والبغي ، ويقود أصحاب الطول والحول الثورة المضادة ان سنحت لهم الفرصة ، والا قبعوا في الزوايا يتربصون الدوائر بالمجاهدين .

_______________________

1. تفسير الكاشف ، ج4 ، ص 83-86 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى : ﴿وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم﴾ الآية . 

الظاهر أن المراد بالمعذرين هم أهل العذر كالذي لا يجد نفقة ولا سلاحا بدليل قوله : ﴿وقعد الذين كذبوا﴾ الآية ، والسياق يدل على أن في الكلام قياسا لإحدى الطائفتين إلى الأخرى ليظهر به لؤم المنافقين وخستهم وفساد قلوبهم وشقاء نفوسهم ، حيث إن فريضة الجهاد الدينية والنصرة لله ورسوله هيج لذلك المعذرين من الأعراب وجاءوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستأذنونه ، ولم يؤثر في هؤلاء الكاذبين شيئا . 

قوله تعالى : ﴿ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج﴾ المراد بالضعفاء بدلالة سياق الآية : الذين لا قوة لهم على الجهاد بحسب الطبع كالزمنى كما أن المرضى لا قوة لهم عليه بحسب عارض مزاجي ، والذين لا يجدون ما ينفقون لا قوة لهم عليه من جهة فقد المال ونحوه . 

فهؤلاء مرفوع عنهم الحرج والمشقة أي الحكم بالوجوب الذي لو وضع كان حكما حرجيا ، وكذا ما يستتبعه الحكم من الذم والعقاب على تقرير المخالفة . 

وقد قيد الله تعالى رفع الحرج عنهم بقوله : ﴿إذا نصحوا لله ورسوله﴾ وهو ناظر إلى الذم والعقاب على المخالفة والقعود فإنما يرفع الذم والعقاب عن هؤلاء المعذورين إذا نصحوا لله ورسوله ، وأخلصوا من الغش والخيانة ولم يجروا في قعودهم على ما يجري عليه المنافقون المتخلفون من تقليب الأمور وإفساد القلوب في مجتمع المؤمنين ، وإلا فيجري عليهم ما يجري على المنافقين من الذم والعقاب . 

وقوله : ﴿ما على المحسنين من سبيل﴾ في مقام التعليل لنفي الحرج عن الطوائف المذكورين بشرط أن ينصحوا لله ورسوله أي لأنهم يكونون حينئذ محسنين وما على المحسنين من سبيل فلا سبيل يتسلط عليهم يؤتون منه فيصابون بما يكرهونه . 

ففي السبيل كناية عن كونهم في مأمن مما يصيبهم من مكروه كأنهم في حصن حصين لا طريق إلى داخله يسلكه الشر إليهم فيصيبهم ، والجملة عامة بحسب المعنى وإن كان مورد التطبيق خاصا . 

قوله تعالى : ﴿ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت﴾ الآية قال في المجمع ، الحمل إعطاء المركوب من فرس أو بعير أو غير ذلك تقول : حمله يحمله حملا إذا أعطاه ما يحمل عليه قال : ألا فتى عنده خفان يحملني . 

عليهما إنني شيخ على سفر . 

قال : والفيض الجري عن امتلاء من قولهم : فاض الإناء بما فيه ، والحزن ألم في القلب لفوت أمر مأخوذ من حزن الأرض وهي الأرض الغليظة المسلك . 

وقوله : ﴿ولا على الذين﴾ الآية . 

موصول صلته قوله : ﴿تولوا﴾ الآية ، وقوله : ﴿إذا ما أتوك لتحملهم﴾ كالشرك والجزاء والمجموع ظرف لقوله : ﴿تولوا﴾ وحزنا مفعول له ، و ﴿ألا يجدوا﴾ منصوب بنزع الخافض . 

والمعنى : ولا حرج على الفقراء الذين إذا ما أتوك لتعطيهم مركوبا يركبونه وتصلح سائر ما يحتاجون إليه من السلاح وغيره قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا والحال أن أعينهم تمتلئ وتسكب دموعا للحزن من أن لا يجدوا - أو لأن لا يجدوا - ما ينفقونه في سبيل الله للجهاد مع أعدائه . 

وعطف هذا الصنف على ما تقدمه من عطف الخاص على العام عناية بهم لأنهم في أعلى درجة من النصح وإحسانهم ظاهر . 

قوله تعالى : ﴿إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء﴾ الآية ، القصر للإفراد والمعنى ظاهر .

________________________

1 . تفسير الميزان ، ج9 ، ص 301-302 .

 

تفسير الأمثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : { وجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ } [التوبة : 90] .

في هذه الآية- ولمناسبة البحث هنا للأبحاث السابقة حول المنافقين الذين يتعذرون بكل عذر ويتمسكون بأتفه الحجج- إشارة إلى وضع وواقع مجموعتين من المتخلفين عن الجهاد:

الأولى : وهم المعذورون فعلا في عدم مشاركتهم في القتال .

والثّانية : وهم المتخلفون عن أداء هذا الواجب الكبير تمردا وعصيانا ، وليس لهم أي عذر في تخلفهم هذا .

ففي البداية تقول الآية أنّ هؤلاء الأعراب رغم أنّهم كانوا معذورين في عدم الاشتراك في الجهاد ، فإنّهم حضروا بين يدي النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وطلبوا منه أن يأذن لهم في الجهاد : {وجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ‏} . وفي مقابل ذلك فإن الفئة الأخرى التي كذبت على اللّه ورسوله قد تخلف أفرادها دون أي عذر ، {وقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ}‏ . وفي النهاية هددت الآية المجموعة الثّانية تهديدا شديدا وأنذرتهم بأنّه‏ {سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏} .

إن ما قلناه في تفسير الآية المذكورة هو الأنسب للقرائن الموجودة ، فإننا نرى من جهة أن هاتين الفئتين تقابل إحداهما الأخرى ، ومن جهة أخرى فإنّ كلمة (منهم) تدل على أن أفراد المجموعتين لم يكونوا كفارا بأجمعهم ، ومن هاتين القرينتين يفهم أن (المعذرين) هم المعذورون حقيقة .

إلّا أنّه قيل في مقابل هذا التّفسير تفسيران آخران :

الأوّل : إنّ المقصود من (المعذرين) هم الذين كانوا يتمسكون بالأعذار الواهية والكاذبة للفرار من الجهاد . والمقصود من المجموعة الثّانية هم الذين لا يكلفون أنفسهم حتى مشقّة الاعتذار ، بل إنّهم يمتنعون علنا وبكل صراحة عن إطاعة أوامر اللّه عزّ وجلّ .

الثّاني : إنّ كلمة (المعذرين) تشمل كل الفئات التي تعتذر بأعذار ما عن الذهاب إلى ميادين الحرب والجهاد ، سواء كانت هذه الأعذار صادقة أم كاذبة .

إلّا أنّ القرائن تدل على أنّ (المعذرين) هم المعذورون الحقيقيون .

 

- {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة : 91-93] .

 

العشق للجهاد ودموع الحسرة :

هذه الآيات قسمت المسلمين في مجال المشاركة في الجهاد لتوضيح حال سائر المجاميع من ناحية القدرة على الجهاد ، أو العجز عنه ، وأشارت إلى خمس مجموعات : أربع منها معذورة حقيقة وواقعا ، والخامسة هم المنافقون .

الآية الأولى تقول : إنّ الضعفاء ، والعاجزين لكبر أو عمى أو نقص في الأعضاء ، والذين لا وسيلة لهم يتنقلون بها ويستفيدون منها في المشاركة في الجهاد ، لا حرج عليهم إذا تخلفوا عن هذا الواجب الإسلامي المهم : {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ ولا عَلَى الْمَرْضى‏ ولا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ‏} . هذه الأقسام الثلاث تعذر في كل قانون إذا لم تشارك ، والعقل والمنطق يمضي هذا التسامح ، ومن المسلم أنّ القوانين الإسلامية لا تنفصل عن المنطق والعقل في أي مورد .

كلمة «الحرج» في الأصل تعني مركز اجتماع الشيء ، ولما كان اجتماع الناس وكثرتهم في مكان ومركز ما ملازم لضيق ذلك المكان ، فقد استعملت هذه الكلمة بمعنى الضيق والإزعاج والمسؤولية والتكليف ، ويكون معناها في هذه الآية هو المعنى الأخير ، أي المسؤولية والتكليف .

ثمّ بيّنت الآية شرطا مهما في السماح لهؤلاء بالانصراف ، وهو إخلاصهم وحبّهم للّه ورسوله ، ورجاؤهم وعملهم كل خير لهذا الدين الحنيف ، لذا قالت : {إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ ورَسُولِهِ‏} أي إنّ هؤلاء إذا لم يكونوا قادرين على حمل السلاح والمشاركة في القتال ، فإنّهم قادرون على استعمال سلاح الكلمة والسلوك الإسلامي الأمثل ، وبهذا يستطيعون ترغيب المجاهدين ، ويثيرون الحماس في نفوس المقاتلين ، ويرفعون معنوياتهم بذكرهم الثمرات المترتبة على الجهاد وثوابه العظيم .

وكذلك يجب أن لا يقصروا في هدم وتضعيف معنويات العدو ، وتهيئة أرضية الهزيمة في نفوس أفراده قدر المستطاع لأنّ كلمة (نصح) في الأصل بمعنى (الإخلاص) وهي كلمة جامعة شاملة لكل شكل من أشكال طلب الخير والإقدام المخلص في هذا السبيل ، ولما كان الكلام عن الجهاد ، فإنّها تنظر إلى كل جهد وسعي يبذل في هذا المجال .

ثمّ تذكر الآية الدليل على هذا الموضوع ، فتذكر أن مثل هؤلاء الأفراد الذين لا يألون جهدا في عمل الخير ، لا يمكن أن يعاتبوا أو يوبّخوا أو يعاقبوا ، إذ {ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ‏} .

بعد ذلك اختتمت الآية بذكر صفتين عظيمتين من صفات اللّه عزّ وجلّ- وكل صفاته عظيمة- كدليل آخر على جواز تخلف هؤلاء المندرجين ضمن المجموعات الثلاث فقالت : {واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} .

(غفور) مأخوذة من مادة الغفران ، أي الستر والإخفاء ، أي إن اللّه سبحانه وتعالى سيلقي الستار على أعمال هؤلاء المعذورين ويقبل أعذارهم ، وكون اللّه «رحيما» يقتضي أن لا يكلف أحدا فوق طاقته ، بل يعفيه من ذلك ، وإذا أجبر هؤلاء على الحضور في ميدان القتال ، فإنّ ذلك لا يناسب غفران اللّه ورحمته ، وهذا يعني‏ أنّ اللّه الغفور الرحيم سيعفي هؤلاء عن الحضور حتما ، ويعفو عنهم .

ويستفاد من جملة من الرّوايات التي نقلها المفسّرون في ذيل هذه الآية ، أنّ هذه المجموعات المعذورة لا يقتصر الأمر فيهم على السماح لهم في التخلف وعدم مؤاخذتهم فحسب ، بل إنّ أفرادها لهم من الجزاء والثواب كثواب المجاهدين الذين حضروا وقاتلوا ، كل على قدر اشتياقه وتحرقه للمشاركة ، فنحن نقف على‏ حديث عن النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم ونقرأ : إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم لما قفل من غزوة تبوك فأشرف على المدينة قال : «لقد تركتم بالمدينة رجالا ما سرتم في مسير ، ولا أنفقتم من نفقة ، ولا قطعتم واديا إلّا كانوا معكم فيه قالوا: «و كيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟ قال : حبسهم العذر» «2» .

ثمّ تشير الآية إلى الفئة الرّابعة من المعفو عنهم وهؤلاء هم الذين حضروا- بشوق- عند النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وطلبوا منه أن يحملهم على الدواب للمشاركة في الجهاد ، فاعتذر النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم بأنّه لا يملك ما يحملهم عليه ، فخرجوا من عنده وعيونهم تفيض من الدمع حزنا وأسفا على ما فاتهم ، وعلى أنّهم لا يملكون ما ينفقونه في سبيل اللّه : {ولا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ}‏ .

«تفيض» من مادة الفيضان ، أي الانسكاب والتساقط بعد الامتلاء ، فإنّ الإنسان إذا أهمه أمر أو دهمته مصيبة ، فإذا لم تكن شديدة اغرورقت عيناه بالدموع وامتلأت دون أن تجري ، أمّا إذا وصلت إلى مرحلة يضعف الإنسان عن تحملها سالت دموعه .

إنّ في هذه دلالة على أنّ هؤلاء النفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم كانوا عشاقا ومولهين بالجهاد إلى درجة أنّهم لما رخص لهم في البقاء لم يكتفوا بالتأسف والهمّ لهذه الرخصة ، بل إنّهم جرت دموعهم كما لو فقد إنسان أعز أصدقائه وأحبائه ، وبكوا بكاء مرّا لهذا الحرمان .

لا شك أن الفئة الرّابعة لا تفترق عن الفئة الثّالثة المذكورة في الآية ولكنّهم لهذه الحالة الخاصّة من العشق ، ولامتيازهم بها عن السابقين ، ولتكريمهم جسمت الآية وضعهم بصورة مستقلة ضمن نفس الآية ، وكانت خصائصهم هي:

أوّلا : إنّهم لم يقتنعوا بعدم ملكهم لمستلزمات الجهاد ، فحضروا عند النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم طمعا في الحصول عليها ، وأصروا عليه إصرارا شديدا في تهيئتها إنّ أمكنه ذلك .

ثانيا : إنّ النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم لما اعتذر عن تلبية طلبهم لم يكتفوا بعدم الفرحة بذلك ، بل انقلبوا بهمّ وحزن فاضت دموعهم بسببه ، ولهاتين الخصلتين ذكرهم اللّه سبحانه وتعالى مستقلا في الآية .

أمّا آخر الآية فتبين وضع الفئة الخامسة ، وهم الذين لم يعذروا ، ولن يعذروا عند اللّه تعالى ، فإنّهم قد توفرت فيهم كل الشروط ، ويملكون كل مستلزمات الجهاد ، فوجب عليهم حتما ، لكنّهم رغم ذلك يحاولون التملّص من أداء هذا الواجب الإلهي الخطير ، فجاءوا إلى النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم يطلبون الإذن في الانصراف عن الحرب ، فبيّنت الآية أنّهم سيؤاخذون بتهربهم ويعاقبون عليه : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وهُمْ أَغْنِياءُ} .

وتضيف الآية بأنّ هؤلاء يكفيهم عارا وخزيا أن يرضوا بالبقاء مع العاجزين والمرضى رغم سلامتهم وقدرتهم ، ولم يهتموا بأنّهم سيحرمون من فخر الاشتراك في الجهاد : {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ}‏ . وكفى به عقابا أن يسلبهم اللّه القدرة على التفكر والإدراك نتيجة أعمالهم السيئة هذه ، ولذلك أبغضهم اللّه‏ {وطَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏} .

________________________

1. تفسير الأمثل ، ج5 ، ص 321-326 .

2. الدر المنثور ، طبقا لنقل الميزان ، ج 9 ، ص 386 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .