أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2019
1194
التاريخ: 2024-11-19
118
التاريخ: 15-8-2019
1560
التاريخ: 26-8-2019
1113
|
يشهد المجتمع الدولي بدايات الحرب التجارية العالمية، وهي حرب ستكون اشد ضراوة واوسع اطارا من الحرب الباردة التي انتهت مع نهاية الثمانيات، فالحرب الباردة التي استمرت لحوالي نصف القرن العشرين كانت مغامرة سياسية قائمة على صناعة التوتر المحكوم اي التوتر الذي يخضع لعدد من الضوابط اتي تحول دون انتقاله إلى حالة الحرب الحقيقية .
ليس ذلك نتيجة أخلاقيات أو قيم، بقدر ما هو نتيجة أن الحرب العالمية الثالثة؛ كانت تعني انتحار العالم كله أمام القدرة على تبادل الدمار الذري ٠ وقد اتفقت كل الأطراف دورها حتى انتهت مرحلة الحرب الباردة بانهيار مفاجئ وغير محسوب لأحد قطبيها وهو الاتحاد السوفياتى ومجموعة الدول الأوربية الشيوعية.
إن غياب الانقسام العالمي على أساس أيدلوجي بين العملاقين سارع بالكشف عن بدايات الحرب التجارية التي كانت ملامحها قد بدأت في الظهور خلال السنوات الأخيرة للحرب الباردة، خاصة أن فرع كرسي أحد العمالقة قد فتح الابواب لإمكان تغيير النظام العالمي الثنائي إلى نظام متعدد نتيجة ظهور أكثر من عملاق يملك كل منهم كل مؤهلات شغل المكان الخالي مثل اليابان وألمانيا بعد التوحيد، وذلك على أساس احتمال استمرار الوضع على الأقل لبقية التسعينيات القائم على بطولة الدول وليس التجمعات الإقليمية والوحدوية .
والحقيقة أن غياب الاتحاد السوفيتي، لم يكن فاتحة خير، كما تصور البعض بأحلام وأوهام صاغتها أجهزة الإعلام العالمية. . وهي أحلام لم تستطع الصمود طويلآ امام الواقع بكل حقائقه، فانتهاء الحرب الباردة بدلآ من أن يكون بداية توجيه الإمكانات الاقتصادية نحو النمو ورفاهة الإنسان، إذا به يرفع الأغطية عن أزمة بالغة العمق والاتساع في النظام الرأسمالي الذي حال دون احتفاله بأكذوبة الانتصار.
فقد ظهر أن الأزمة الاقتصادية بالغة الخطورة، وقطمت أشواطاً طويلة في الظلام - الإعلامي - اكتسبت خلالها أبعادا جديدة ودولا عديدة. . وإن كانت ذروة الأزمة في الاقتصاد الأمريكي حتى أنها غيرت ولأول مرة منذ سنوات نظام الحكم الأمريكي من الجمهوريين إلى الديمقراطيين. . وهي ليست من تلك الأزمات التي عرف بها النظام الرأسمالي ولكن هذه المرة أعمق من ذلك وأوسع... وقد تشمل قواعد النظام الرأسمالي نفسه.
وكانت تلك الأزمة أحد الأسباب وراء اندلاع الحرب التجارية العالمية، إذ كانت البب في أن يحاول كل طرف من الدول الرأسمالية إنقاذ نفسه من السقوط في الهاوية التي سبق أن ابتعلت النظام الماركسي الاوروبي حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء والأصدقاء.
واذا كان العالم قد عرف الحرب التجارية في اكثر من مرة في الماضية البعيد، فانه من الواجب معرفة ما انتهت اليه هذه التجاربة، ليس من منطلق ان التاريخ يعيد نفسه، ولكن لان هناك ثوابت مشتركة لهذه التجارب عبر العصور رغم اختلاف اطراف تلك الحروب وظروفها وعصورها. فالخط الثابت المشترك هو انها كانت بداية انهيار امبراطوريات ومولد عمالقة الجدد في ظل تسويات الحرب العالمية الثانية سلاح الاقتصاد، وتركوا السياسة والسلاح للمنتصرين في تلك الحرب.. وابرز الامثلة لذلك الوضع في اليابان وألمانيا، فقد قبلت كل منهما هيمنة عسكرية بل ووصاية على القرار السياسي الدولي، وانشغلت عن ذلك ببناء الكيان الاقتصادي، حتى جاء اليوم الذي اخذت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية تستجدي ألمانيا واليابان ان تتحمل جزءا من أعباء القوات الاجنبية على أرضها، ثم اتسع الطلب الى المشاركة في مسؤولية الدفاع عن الحلفاء ومساعدتهم كما حدث في حرب الخليج الأخيرة.
وكان طبيعياً لفلسفة عدم الاعتماد على السلاح، الاعتماد الاقتصاد ان اصبحت التجارة العالمية واسواقها هي سلاح العملاقين الجديدين ليصبح لكل منهما مكانة في القرار الدولي، خاصة بعد ان اصبح احد الكرسيين على القمة خالياً ينتظر العملاق القادم.
وهكذا تجمعت كل العناصر لاندلاع الحرب التجارية العالمية في رحلة التسعينيات لتكون البديل للحرب الباردة مع اختلاف الأطراف والأوقات فأطراف تلك الحرب الجديدة ثلاثة، هي: الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الموحدة واليابان. ٠ ورغم أن كلآ منها قادر على خوض الحرب، فإنه مثلما حدث في الحرب الباردة، اتجهت أطراف الحرب إلى التحالفات وتشكيل الجبهات فالولايات المتحدة قامت بتشكيل جبهة من كندا والمكسيك ، بينما وقفت ألمانيا وراء سرعة خطوات الوحدة الأوربية لتكون خلفها جبهة أوربية. واتجهت اليابان إلى محاولة لم تكتمل بعد لتشكيل جبهة آسيوية تعتمد على نمور آسيا .
وهكذا بدأت مناوشات الحرب التجارية العالمية بين هذه الجبهات الثلاث. . فكانت ين أمريكا وأوربا حول مسألة الحاصلات الزراعية، ورغم كل عناصر العمل المشترك بين أوربا والولايات المتحدة، فإن ذلك لم يمنع الخلاف الذي تحول إلى حرب . . فأوربا ترى أن الولايات المتحدة تحاول إنقاذ اقتصادها على حساب الحليف الأوربي إلى درجة فرض رسوم جمركية
على بعض السلع الأوربية.
والغريب أنه في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن أوربا بوقف دعم الحاصلات الزراعية فهي تدعم المزارعين الأمريكيين بحوالي 8,4 مليار دولار سنوياً. . مع أن عددهم لا يزيد على مليوني مزارع، بينما تدعم أوربا مزارعيها بمبلغ 340 مليار دولار في الوقت الذي يبلغ فيه عددهم 11 مليون مزارع، أي أن معدل دعم المزارع الأمريكي 4,2 ألف دولار مقابل 3,33 ألف دولار للمزارع الأوربي.
وإذا كانت الحاصلات الزراعية هي ساحة الحرب بين أمريكا وأوروبا، فإن السيارات هي ساحة الحرب بين أمريكا واليابان؛ إذ أن السيارات تشغل حوالي 70% من حجم العجز التجاري الأمريكي مع اليابان.. وأصبح لقاء القمة ين اليابان والولايات المتحدة معلقاً على مشكلة فتح الأسواق اليابانية للسلع الأمريكية.. وهكذا ستستمر المناوشات، بما يكشف عن بداية حقيقية للحرب التجارية.. وليس هناك ما يضع حدا سريعاً لها، إلا بحسم المعارك لصالح طرف أو آخر من أطراف تلك الحرب.
وأظن أن صورة العالم سوف تتغير نتيجة هذه المعارك، وهذه أولى ضحايا أكذوبة ا لسوق ا لحرة أو ا لسوق ا لعا لمية المفتوحة بمعنى أدفى.. فقرارات الحماية وفرض الجمارك سوف تصعد من هذه الحرب، وأظن أن
الدول الصغيرة أو التي كان يطلق عليها خلال الحرب الباردة العالم الثالث سوف تدفع ثمناً غالياً في هذه الحرب(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: سامي منصور، الحرب التجارية العالمية، مجلة العربي، العدد 414، مايو 1993، ص58-61.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|