أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-9-2019
1065
التاريخ: 18-8-2019
2284
التاريخ: 12-8-2019
866
التاريخ: 11-8-2019
1054
|
اتجه الإعلام مثلما اتجهت الحياة إلى التخصص، وذلك لأن الإعلام يعتبر المرآة التي تعكس ما يستجد على ساحات الحياة ومجالاتها المختلفة من تطورات وتفاعلات تحدث تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على حياة الشعوب.
ولا يخفى على أحد ما يلعبه الإعلام بصفة عامة، والإعلام المتخصص بصفة خاصة من دور فاعل في مواكبة التحولات والتغيرات والأحداث التي يشهدها العالم كل يوم، حتى بات هذا الدور من أخطر وأهم الأدوار خاصه في هذا العصر الذي أصبح فيه الإعلام وسيلة رئيسة من وسائل التحكم ومظهراً من مظاهر القوة والسيادة، بعد أن تطورت نظم ووسائل الاتصال في هذا العصر الذي يمكن أن نطلق عليه عصر الاتصال والمعلومات(1) .
ولما كان الإعلام ساحة تفد إليها علوم ومعارف كثيرة ومتعددة، فقد مدت تبعاً لذلك الجسور بينه وبين مختلف العلوم، فظهرت في, مجال الدراسات الإعلامية العديد من الدراسات التي استفادت من العلوم الأخرى، فظهر الإعلام الاقتصادي، والإعلام السياسي، والإعلام الديني، والإعلام الاجتماعي، والإعلام البيئي، والإعلام الرياضي؛ وتتصل القائمة لتشمل تخصصات أخرى كثيرة ومتعددة. وصار الإعلاميون يجمعون من دراساتهم بين فنون الإعلام المختلفة وتخصصات أخرى، وصار المتخصصون في مجالات علمية مختلفة يفدون إلى ساحات الإعلام دارسين لفنونه وحرفياته ليجمعوا بين فنون وعلوم الإعلام وبين تخصصاتهم الأخرى، نظهر تبعاً لذلك الصحفي السيامي، والصحفي الرياضي، والإعلامي الاقتصادي، ورجل الإعلام الديني . . . وها إلى ذلك.
وفي هذا السياق، لا بد أن نعترف بأن إعلامنا المتخصص على مستوى الوطن العربي، لا يزال في خطواته الأولى على الرغم من بعض الجهود المرموقة المتخصصين الذين امتهنوا الإعلام كمهنة، وهذا ما يدعونا إلى تكيف الجهود في مجال التكوين المستمر للإعلاميين المتخصصين. وفي ذلك يكمن الدور الأساسي للإعلام المتخصص الذي يساند جهود التنمية في مختلف مجالاتها، فالإعلامي المتخصص أقدر من غيره على القيام بهذا الدور في المجال الذي آثر التخصص فيه. كما أن الإعلام المتخصص، أقل ما يمكن أن نصفه به بأنه إعلام متجدد بتجدد موضوعات الحياة ومجالات التخصص المختلفة، خاصه إذا استطاع أن يوظف ذلك بأمانة وموضوعية، وبعيداً عن التسلط والأهواء والحساسيات الفكرية، خدمة لغايات الرقي والتقدم والازدهار.
وبنفس المستوى الذي تتسع فيه ساحات الإعلام العام، تنبع ساحات الإعلام المتخصص وخاصة على مستوى الصحافة. . ويعترف تقرير دولي لمنظمة اليونسكو بأن الصحافة المتخصصة صارت أكثر ازدهارا في السنوات الأخيرة، وذلك لأهميتها في أنها تهيىء منبرا للمناقشة ولنشر الأفكار والمبتكرات وتبادل الخبرات والتجارب، بالإضافة إلى أنها وسيلة فاعلة لنقل المعلومات(2) .
وخلاصة القول، إن الإعلام المتخصص قد وجد طريقه إلى مختلف ساحات ووسائل الإعلام كنتيجة طبيعية لاتجاه العالم نحو التخصص الدقيق، وخاصة في المجتمعات الصناعية، وقد سادت الدول النامية على نفس الطريق، وكانت بداياتها الأولى في مجالات الإعلام الأكثر ارتباطاً بالجمهور أو تلك المجالات ذات الاهتمام الجماهيري الواسع مثل الرياضة والفن والسياسة والمرأة والطفل، والتي أتاحت للجمهور فرص اختيار هائلة بين الاستماع أو القراءة أو المشاهدة، وهي فرص لم تكن متاحة بهذا القدر من قبل، خاصة أننا نعيش الآن في عصر الثورة الإعلامية الثالثة (حدثت الثورة الأولى بظهور المطبعة، والثورة الإعلامية الثانية بظهور وكالات الأنباء) حيث يرى البعض أن من أهم علامات هذه الثورة (أن وسائل الإعلام احتلت مكان الوالدين والمدرسين في نقل العلم والمعرفة إلى الأفراد وأصبحت الكمية الفائقة من المعلومات التي تنقلها الصحف والمجلات والأفلام والإذاعة والتلفزيون في أيامنا هذه تفوق بكثير كمية المعلومات التي ينقلها مدرس الفصل))(3) .
وخلال السبعينيات وما بعدها من سنوات ظهرت مؤشرات عديدة تدل على استمرار وتجدد الثورة الإعلامية الثالثة، كما اتضحت كثرة المجالات التي تؤثر فيها وسائل الإعلام، وتعدد الموضوعات التي تتناولها هذه الوسائل، فازداد تبعاً لذلك الاهتمام بموضوعات التنمية على اختلاف مجالاتها، ومن دم دور هذه الوسائل في النمو الاقتصادي والاجتماعي، ونشر الوعي السياسي والمعرفي بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والسياسية والصحية والتربوية والمهنية وغيرها(4) . وبذلك يمكن القول إن الإعلام المتخصص قد أصبح له الدور الأساسي في إدراك الناس للأمور المتخصصة، ونمو الجوانب المعرفية لديهم بإعطائه المعلومات المتخصصة، ونمو الجوانب المعرفية لديهم بإعطائه المعلومات الجديدة التي تضيف إلى معلوماتهم السابقة معرفة))، وبالتالي تحدث الاستجابة لدور هذه الوسائل، وهي استجابة تختلف من شخص إلى آخر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سمي هذا العصر بعصر الاتصال والمعلومات نتيجة للمزاوجة التي حدثت بين تقنية الحاسبات الإلكترونية من جهة وتقنية الاتصالات من جهة أخرى وخاصة في مجال معالجة وتخزين المعلومات.
(2) شون ماكبرايد وآخرون، أصوات متعددة وعالم واحد: الاتصال والمجتمع اليوم وغدآ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1961، ص 164، 165.
(3) عبد اللطيف حمزة، الإعلام والدعاية، بغداد، مطبعة المعارف، 1968، ص 86.
(4) HELNTY, A. etal. Mass Media, Loyola University Press, Chicago, 1972, p. 16.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|