المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الميرزا رضا الكلبايكاني
16-8-2017
معنى المحكم والمتشابه عند المفسرين
11-10-2014
أحمد بن الحسين الغضائري
22-8-2016
نبأ استشهاد الزهراء (عليها السلام)
16-12-2014
السمات المميزة لإدارة الجودة الشاملة
27-6-2016
مباشرة الأعمال التجارية باسمه ولحسابه
2-5-2017


عبادة الامام الحسن (عليه السلام)  
  
4621   04:02 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص367-370.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

قال الشيخ كمال الدين بن طلحة رحمه الله تعالى اعلم وصلك الله بحبل تأييده و أوصلك بلطفه إلى مقام توفيقه و تسديده أن العبادة تنقسم إلى ثلاثة أنواع بدنية و مالية و مركبة منهما فالبدنية كالصلاة و الصوم و تلاوة القرآن الكريم و أنواع الذكر و المالية كالصدقات و الصلات و المبرات و المركب منهما كالحج و الجهاد و الاعتمار و قد كان الحسن (عليه السلام) ضاربا في كل واحد من هذه الأنواع بالقدح الفائز و القدح الحائز.

أما الصلاة و الأذكار و ما في معناهما فقيامه بها مشهور و اسمه في أربابها مذكور.

وأما الصدقات فقد صح النقل في ما رواه الإمام الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته أنه (عليه السلام) خرج من ماله مرتين و قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات و تصدق به حتى إنه كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا و سيأتي تمام ذلك في الفصل الثامن المعقود لذكر كرمه و صلاته إن شاء الله تعالى. وأما العبادة المركبة:

نقل الحافظ المذكور في حليته بسنده أنه (عليه السلام) قال إني لأستحيي من ربي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة إلى مكة على رجليه.

وروى صاحب كتاب صفة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جدعان قال حج الحسن (عليه السلام) خمس عشرة حجة ماشيا و إن الجنائب لتقاد معه فأي زهد أعظم من هذا آخر كلامه قال أفقر عباد الله تعالى علي بن عيسى فضائل الحسن و فواضله و مكارمه و نوافله و عبادته و زهادته وسيرته التي جرت بها عادته و سريرته التي عرفت بها قاعدته من الأمور التي اشتهرت و ظهرت و كم رام الأعداء سترها فما استترت و هل يخفى النهار لذي عينين و من الذي يبلغ شأو الحسن و الحسين و كيف لا و قد خصا بالولدين و السيدين و الريحانتين فمناقبهما تملى و قلم القدر يكتب بالتصديق و يسجل لمواليهما بحسن الاهتداء و معاونة التوفيق.

ومن كلامه الدال على عبادته و نزاهته الشاهد بقوة تمكنه و علو مكانته قوله في بعض مواعظه.

يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا و ارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا و أحسن جوار من جاورك تكن مسلما و صاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا و يبنون مشيدا و يأملون بعيدا أصبح جمعهم بورا و عملهم غرورا و مساكنهم قبورا يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود و الكافر يتمتع و كان يتلو بعد هذه الموعظة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة: 197] فتدبر معاني هذا الكلام بفكرك و أعطه نصيبا وافرا من فهمك تجد مشرع العبادة و الفصاحة نميرا و يتحقق قوله تعالى {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 34] إن وجدت قلبا عقولا و طرفا بصيرا.

وروى الكليني رحمه الله تعالى مرفوعا عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال خرج الحسن بن علي (عليه السلام) إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم فقال كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه فقال له مولاه بأبي أنت و أمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء قال بلى إنه أمامك دون المنزل فساروا أميالا فإذا هم بالأسود فقال الحسن بن علي (عليه السلام) لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و أعطه الثمن فقال له الأسود يا غلام لمن أردت هذا الدهن فقال للحسن بن علي (عليه السلام) فقال انطلق بي إليه فانطلق به فأدخله إليه فقال بأبي أنت و أمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا و لست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك و لكن ادع الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا سويا محبكم أهل البيت فإني خلفت أهلي تمخض فقال انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا.

ومما رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال خرج الحسن بن علي (عليه السلام) في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير يقول بإمامته فنزلوا منهلا تحت نخل يابس ففرش للحسن (عليه السلام) تحت نخلة و للزبيري تحت أخرى فقال الزبيري لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال له الحسن و إنك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها و أورقت و حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر و الله فقال له الحسن ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن نبي الله مستجابة فصعدوا و صرموا ما كان في النخلة فكفاهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.