المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

التربية المتكررة Poly Breeding
3-9-2019
البيئة الفيزياوية Physical Environment
12-8-2019
الإعفاء لأسباب دينية وخيرية وثقافية
25-2-2022
مكانة ومنزلة امير المؤمنين (عليه السلام)
30-01-2015
الجزاء العقابي للاكراة
22-3-2016
اخطاؤنا في الحياة الزوجية
14-1-2023


مكانة الحسن والحسين (عليهما السلام)  
  
5291   04:12 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص253-255.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

روى الصدوق في (الأمالي) بأسناد معتبر عن زيد الشحام، عن الصادق، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)، قال : مرض النبي (صلى الله عليه واله) المرضة التي عوفي منها، فعادته فاطمة سيدة النساء ومعها الحسن والحسين قد أخذت الحسن بيدها اليمنى، واخذت الحسين بيدها اليسرى، وهما يمشيان وفاطمة بينهما، دخلوا منزل عائشة، فقعد الحسن على جانب رسول الله الايمن، والحسين على جانب رسول الله الايسر، فاقبلا يغمزان ما بينهما من بدن رسول الله، فما افاق النبي من نومه فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبي، ان جدكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان اليه، فقالا : لسنا ببارحين في وقتنا، فاضطجع الحسن على عضد النبي الايمن، والحسين على عضده الايسر، فغفيا وانتبها قبل ان ينتبه النبي (صلى الله عليه واله)، وقد كانت فاطمة لما ناما انصرفت الى منزلها، فقالا لعائشة : ما فعلت أمنا؟ قالت : لما نمتما رجعت الى منزلها فخرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد وبرق، وقد أرخت السماء عزليها، فسطع لهما نور، فلم يزالا يمشيان في ذلك النور والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين اليسرى وهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار فلما بلغا الحديقة حارا، فبقيا لا يعلمان اين ياخذان، فقال الحسن للحسين : انا قد حرنا وبقيت على حالتنا هذه، وما ندري اين نسلك؟ فلا عليك ان ننام في وقتنا هذا حتى نصبح، فقال له الحسين : دونك يا أخي، فافعل ما ترى، فاضطجعا جميعا، واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما وانتبه النبي (صلى الله عليه واله) من نومته التي نامها، فطلبهما في منزل فاطمة، فلم يكونا فيه وافتقدهما، فقام (صلى الله عليه واله) قائما على رجليه وهو يقول : الهي وسيد ومولاي، هذان شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة، اللهم انت وكيلي عليهما، فسطع للنبي نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار، فاذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق، فهي تمطر كأشد مطر، مطرا ما رآه الناس قط، وقد منع الله عز وجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان لا يمطر عليها قطرة، وقد اكتنتفهما حية لها شعرات كالجام القصب وجناحان؛ جناح قد غطت به الحسن وجناح قد غطت به الحسين، فلما ان بصر بهما النبي (صلى الله عليه واله) تنحنح، فانسابت الحية وهي تقول : اللهم اني اشهدك واشهد ملائكتك ان هذين شبلا نيبك قد حفظتهما عليه، ودفعتهما عليه، ودفعتهما اليه سالمين صحيحين فقال النبي (صلى الله عليه واله) لها : ايتها الحية، فمن أنت؟ قالت : انا رسول الجن اليك، قال : واي الجن؟ قالت : جن نصيبين، نفر من بني مليح، نسينا آية من كتاب الله عز وجل فبعثوني اليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي : ايتها الحية، هذان شبلا رسول الله فاحفظيهما من العاهات والافات ومن طوارق الليل والنهار، فقد حفظتهما وسلمتهما اليك سالمين صحيحين، واخذت الحية الاية وانصرفت، واخذ النبي الحسن فوضعه على عاتقه الايمن, ووضع الحسين على عاتقه الايسر.

وخرج علي (عليه السلام) فلحق برسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال له بعض اصحابه : بابي انت وامي، الي احد شبليك اخفف عنك، فقال : امض، فقد سمع الله كلامك، وعرف مقامك. وتلقاه آخر فقال : بابي انت وامي، ادفع الي احد شبليك اخفف عنك، فقال : امض فقد سمع الله كلامك، وعرف مقامك.

فتلقاه علي (عليه السلام) فقال : بأبي انت وامي، ادفع الي احد شبلي وشبليك حتى أخفف عنك فلتفت النبي الى الحسن فقال له : هل تمض الى كتف ابيك؟ فقال له : والله يا جداه ان كتفك لاحب الي من كتف ابي.

ثم التفت الى الحسين فقال : يا حسين، تمضي الى كتف ابيك؟

فقال له : يا جداه، اني لأقول كما قال اخي الحسن، ان كتفك لاحب الي من كتف ابي، فاقبل بهما الى منزل فاطمة (عليها السلام) وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتهما بين ايديهما، فأكلا وشبعا وفرحا فقال لهما النبي (صلى الله عليه واله) : قوما الان فاصطرعا، فقاما ليصطرعا، وقد خرجت فاطمة في بعض حاجتها، فدخلت فسمعت النبي وهو يقول : ايها يا حسن، شد على الحسين واصرعه، فقالت له : يا أبت، واعجباه اتشجع هذا على هذا، اتشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها : يا بنية، اما ترضين ان اقول : ايها يا حسن شد على الحسين فاصرعه، وهذا حبيبي جبرئيل يقول : يا حسين شد على الحسن فاصرعه.

وروى ابن شهرآشوب في (المناقب) عن مدرك بن أبي زياد، قال : قلت لابن عباس وقد امسك للحسن ثم للحسين بالركاب وسوى عليهما : انت أسن منهما تمسك لهما الركاب؟ فقال : يا لكع، وما تدري من هذان، هذان ابنا رسول الله، أو ليس مما أنعم الله علي أن امسك لهما وأسوي عليهما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.