أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-21
789
التاريخ: 13-1-2023
1077
التاريخ: 12-9-2020
2146
التاريخ: 27-1-2023
871
|
تعبش تكنولوجيا الإعلام الحالية تغيرات هي الرابعة من نوعها في العصر الحديث وذلك عقب اختراع الطابعة وبشكل رئيسي الطابعة البخارية السريعة (١٨٣٣) والتي جعلت توزيع الصحف والمجلات والكتب للعموم حقيقة واقعة ومن بعدها إختراع الراديو (١٩٢٠) ثم التليفزيون (١٩٣٩).
والتغير الذي تشهده اليوم يعتمد على استخدام الكمبيوتر في إنتاج وتخزين وتوزيع المعلومات والتسلية، فهذه الخاصية هي في الواقع خاصية مشتركة بين الإعلامين القديم والجديد، والفرق هو أن الإعلام الجديد قادر على إضافة خاصية جديدة لا يوفرها الإعلام القديم وهي التفاعل (Interactivity) فهو وسيلة الاتصال الجديدة على الاستجابة لحديث المستخدم تماماً كما يحدث في عملية المحادثة بين شخصين.
وقد أضافت هذه الخاصية بعداً جديداً هاماً لأنماط وسائل الإعلام الجماهيري الحالية والتي تتكون عادة من منتجات ذات اتجاه واحد يتم إرسالها من مصدر مركزي مثل الصحيفة أو قناة التليفزيون أو الراديو إلى المستهلك مع إمكانية اختيار مصادر المعلومات والتسلية التي يريدها متى أرادها وبالشكل الذي يريده.
لقد غيرت تكنولوجيا الإعلام الجديد أيضاً بشكل أساسي من أنماط السلوك الخاصة بوسائل الاتصال من حيث تطلبها لدرجة عالية من الانتباه فالمستخدم يجب أن يقوم بعمل فاعل (Active) يختار فيه المحتوى الذي يريد الحصول عليه، فمستخدم الإنترنت مثلا قد يستخدم شركة توفير الخدمة " عرب نت " مثلا للدخول على صفحة الاقتصاد في جريدة الشرق الأوسط على الإنترنت أو أنه قد يدخل في حوار متفاعل مع مستخدم آخر على إحدى قنوات الحوار (Chat Channel) أو إحدى مجموعات الأخبار (News Groups).
إن كثيرا من الأبحاث التي تدرس أنماط سلوك مستخدمي وسائل الإعلام الجماهيري توضح أن معظم أولئك المستخدمين لا يلقون انتباهاً كبيراً لوسائل الإعلام التي يشاهدونها أو يسمعونها أو يقرؤونها كما أنهم لا يتعلمون الكثير منها وفي واقع الأمر فإنهم يكتفون يجعل تلك الوسائل تمر مروراً سطحياً عليهم دون تركيز منهم لفحواها، فمشاهدو التليفزيون مثلا قد يقضون ساعات في متابعة برامج التلفزيون ولكنها غالباً ما تكون متابعة سلبية ، والإعلام الجديد من ناحية أخرى غير تلك العادات إن أنه يحقق درجة عالية من التفاعل بين المستخدم والوسيلة.
كما أدت تكنولوجيا الإعلام الجديد إلي اندماج وسائل الإعلام المختلفة والتي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى بشكل ألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل، فجريدة " الشرق الاوسط " مثلا أصبحت جريدة إلكترونية، فهي تستخدم الأقمار الصناعية لإرسال صفحاتها إلى 12 مدينة حول العالم وتستخدم الكمبيوتر في كافة عملياتها بل أنه يمكن قراءتها مباشرة على الإنترنت.
كما أن التلفزيون والإنترنت اندمجا أيضاً بشكل تشير التوقعات إلى أنه سيكون اندماجا كاملا في القريب العاجل، فجهاز التلفزيون أصبح يستخدم لمشاهدة برامج التلفزيون وفي نفس الوقت الإبحار في الإنترنت وإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني كما أن جهاز الكمبيوتر أصبح بالإمكان استخدامه كجهاز استقبال لبرامج التلفزيون والراديو، وكذلك شركات الكيبل التلفزيوني أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الأقمار الصناعية في بث برامجها وهكذا نجد أن جميع وسائل الإعلام الجماهيري الحالية أصبحت وسائل إلكترونية بشكل أو بآخر.
وهناك نتيجة أخرى هامة لتكنولوجيا الإعلام الجديد هي أنها جعلت من حرية الإعلام حقيقة لا مفر منها، فقد جعلت الشبكة النسيجية العالمية مثلا إمكانية أي شخص لديه ارتباط بالإنترنت أن يوصل رسالته إلى جميع أنحاء العالم بتكلفة بسيطة، وهناك أيضاً على الإنترنت عشرات الآلاف من مجموعات الأخبار التي يمكن لمستخدميها مناقشة أي موضوع يخطر على بالهم مع عدد غير محدود من المستخدمين الآخرين في أنحاء متفرقة من العالم.
أما بالنسبة للعالم العربي الذي كان ومازال يشكو من تحيز الإعلام الغربي ضده ومن عدم قدرته على إيصال صوته وصورته الحقيقية إلى تلك المجتمعات الغربية فإنه لم يعد أمامه أي عذر يمكن ترديده، فالإعلام الجديد ويشكل خاص الإنترنت فتحت المجال أمام الجميع بدون استثناء وبدون قيود لوضع ما يريدونه على الشبكة ليكون متاحا أمام العالم لرؤيته.
إن ما يساعد على تحقيق ذلك هو أن الإنترنت ليست مملوكة لأي جهة كانت كما أنها لا تخضع لرقابة أو تحكم أي جهة بل على العكس من ذلك فهي متاحة للجميع وبدرجة انتشار لا تنافسها عليه أي وسيلة إعلامية أخرى ناهيك عن عامل التكلفة المنخفض سواء لاستخدامها أو لنشر المعلومات عليها.
وهذه العوامل جميعها أخذة في التفاعل مع بعضها البعض بشكل يؤثر على الدور الذي تلعبه المعلومات في حياتنا وهذا ينطبق بشكل أساسي على الكيفية التي تستخدم بها وسائل الإعلام.
إن هذه التطورات التكنولوجية الجديدة تضع مسؤولية كبيرة على عاتق وسائل الإعلام والتي ينبغي عليها الاستفادة من التكنولوجيا المتاحة لتعمل من ناحية كمصدر لتوفير المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها ولتكون حارساً لمصالح المجتمع ومن ناحية أخرى فقد فتحت تكنولوجيا الإعلام الجديد بابأ واسعاً لحرية الإعلام لا يمكن إغلاقه ووسيلة سهلة لإيصال المعلومات ونشرها إلى جميع أطراف العالم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|