أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2019
2591
التاريخ: 2-5-2021
2863
التاريخ: 11-7-2019
1559
التاريخ: 13-12-2020
2362
|
إن حق الجماهير في المعرفة لا يمكن أن يتحقق دون تعددية مصادر المعلومات وتنوعها، فذلك الذي يحقق لكل مواطن الحرية في اختيار المصدر
الذي يثق فيه، ثم يتيح أيضا للمواطنين القدرة على المقارنة بين المعلومات التي تنقلها المصادر المختلفة.
ولكن هذه الرؤية كانت غائبة عندما وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتبنى مبدأ التدفق الحر للأنباء والمعلومات، وقد اختصر مفهوم التدفق الحر على إلغاء كل العوائق التي تعترض حرية تدفق الأنباء والمعلومات عبر الحدود القومية، دون أي إشارة إلى ضرورة تعددية مصادر الأنباء وتنوعها، وإلى ضرورة تحقيق التوازن والعدالة في تدفق الأنباء.
وقد جاءت صياغة مبدأ التدفق الحر للأنباء والمعلومات متأثرة بنظرة القرن التاسع عشر الليبرالية للعالم، وبمذهب حرية العمل والحرية الاقتصادية، وكان ذلك نتيجة لتأثير الولايات المتحدة الأمريكية التي برزت كقوة دولية كبرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
ولقد تعرض مبدأ التدفق الحر للنقد خلال السبعينيات والثمانينيات، وجاء معظم هذا النقد من جانب دول العالم الثالث، التي رأت أنها أضيرت بشكل حاد من جراء هذا المبدأ، وأنه قد استخدم في زيادة سيطرة دول الشمال الغنية على دول الجنوب الفقيرة، وأن الأخيرة قد تعرضت صورتها للتشويه في وسائل الإعلام الغربية، وتعرضت ثقافاتها للتدمير في ظل السيطرة الغربية على مصادر الأنباء.
وفي مواجهة هذا النقد اتهمت دول الشمال دول الجنوب بأنها تسعى إلى تقييد التدفق الحر للأنباء والمعلومات، في الوقت الذي استمرت فيه دول الجنوب توجه نقدها لمبدأ التدفق الحر نفسه، دون أن يفكر مثقفو دول الجنوب في تطوير خططهم لمواجهة السيطرة الغربية على تدفق الأنباء والمعلومات، بإثبات أن تدفق الأنباء في العالم المعاصر ليس حرا كما قرر الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وأن الأوضاع الراهنة بعيدة تماماً عن صيفة التدفق الحر، وإن المطلوب هو
تحرير التدفق من الاحتكار الغربي والأطماع الاستعمارية، والرغبة في السيطرة على العالم من خلال استغلال مبدأ التدفق الحر.
إن إثبات أن تدفق الأنباء في العالم المعاصر قد اصبح احتكارا للتدفق وليس تدفقا حراً، هو عملية اسهل بكثير من الهجوم على مبدأ التدفق الحر نفسه .
إن تدفق الأنباء في العالم المعاصر تسيطر عليه أربعة وكالات أنباء غربية كبرى هي :
١- وكالة رويتر Reuter .
٢- وكالة الأنباء الفرنسية AFP .
٣- وكالة اسوشيتد برس الامريكية A. P.
٤- وكالة يونيتد برس انترناشونال الأمريكية UPI .
وتسيطر هذه الوكالات الدولية الأربع الكبرى على تدفق الأنباء في العالم كله، حتى أن سوق جمع وتوزيع الأنباء يعتبر مغلقاً بشكل شبه كامل على هذه الوكالات، حيث تقوم هذه الوكالات بجمع المعلومات والأنباء عن طريق مكاتبها مراسليها في العالم كله، ثم تعيد إنتاجها وتوزيعها على الصحف ووسائل الإعلام في العالم، وبالتالي فليس هناك أي فرصة أمام العالم لمعرفة أي معلومات عن حدث لا تقوم هذه الوكالات الأربع الكبرى بتغطيته، ولن يكون بإمكان الصحافة - وخاصة في العالم الثالث - بقدراتها الذاتية ومواردها المالية تغطيته إلا في الحالات النادرة جداً.
وإذا كانت هذه الوكالات الأربع الكبرى تتمتع بوضع احتكاري في مجال جمع وتسويق الأنباء والمعلومات، فان الدول الغربية (أمريكا وأوروبا الغربية) تتمتع باحتكار ها لهذه الوكالات القوية لوضع المسيطر على العالم في مجال الإنتاج الثقافي بشكل عام، وفي مجال الأنياب والمعلومات بشكل خاص. ولا شك ان هذا الوضع الاحتكاري الغربي كان تعبيرا عن الكثير من المظالم التي تعرضت لها دول العالم الثالث، وعن الاستغلال والنهب المنظم لثرواتها خلال الفترة الاستعمارية، وحتى الآن، وهو ما خلق الفجوة القائمة الآن، وأدى إلى تبعية دول الجنوب لدول الشمال تبعية اقتصادية وسياسية وثقافية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|