هو محمد بن الحسن نجم الملة والدين الأستراباذي، هجر بلاد المشرق وأقام بالمدينة المنورة وألف شرحه على الكافية لابن الحاجب في النحو، وله شرح ألفه بعد على الشافية لابن الحاجب أيضا في الصرف.
وأعجب العجب أن هذا الإمام التعلامة(1) يفوت على أصحاب المعجمات الإفاضة في ترجمته، فلم ندر متى وأين ولد ونشأ؟ وأين كانت مراحل حياته؟ وكم مؤلفاته وفيم كانت؟ ومتى وأين كانت وفاته على التحقيق؟ ومن تلقى عنهم؟ ومن تخرج على يديه؟ ومما يزيد الأسف عدم معرفتهم اسمه، فإن السيوطي وهو من متأخري أصحاب المعجمات المعنيين بالتراجم اضطر إلى ذكره في بغية الوعاة "حرف الراء" اكتفاء بشهرة لفظ "الرضي" وقال في ترجمته ولم أقف على اسمه ولا على شيء من ترجمته" ثم قرظ شرحه للكافية بما فيه الكفاية وأشار إلى شرحه للشافية، نعم إن البقاعي المعاصر للسيوطي في "مناسبات القرآن" قد ذكر اسمه لمناسبة الكلام على تاريخ شرح الكافية.
أما بعد فإن المحقق البغدادي في مقدمة خزانة الأدب قد جمع نتفا متفرقة من المصدرين السابقين ومن غيرهما فيها إلمام إجمالي بترجمة الرضي والتنويه بشرحه للكافية وإن لم تف بالمقصود، وبحسبنا في تقدير الرضي علميا وأنه حجة عصره غير منازع ما خلفه من "شرحي الكافية والشافية" وهم الكتابان اللذان لم يتركا شيئا من الفنين إلا أوفياه حقه وكشفا النقاب عن سره "فليس وراء عبادان قرية"، ومن الواجب أن نذكر نبذة خاصة عن شرح الكافية فإنما نحن بصدد النحو.
ص144
شرح الرضي على الكافية
هذا الشرح قد جمع بين دفتيه قواعد النحو وأسرارها بابتكار يدل على تعمق في النحو واستكشاف لمخبآته وإحاطة بأوابده، ويعجبني منه ولوعه بضم الأنواع في محاولاته التي يعني فيها بلم أطراف الكلام الذي يراد التقعيد له، حتى لا يدع بابا إلا قضى وطر العلم فيه، هذا من ناحية التأليف، أما من ناحية الفن فإنه ليس في شرحه جماعا وإنما هو الفيصل تستحكم الفكرة عنده فيبرزها مدعومة بالدليل النقلي والنظري غير متحيز إلى مذهب خاص من المذاهب الأربعة السابقة وإن كان في الجملة بصري الاتجاه، فقد يرتضي مذهب الكوفيين أحيانا إذا صح لديه حكمته، وإليك أمثلة مما رأى قربه إلى الصواب فيها على ترتيب الشرح
من الأمثلة التي رأى قرب المذهب الكوفي فيها للصواب:
1- يرى الكوفيون شرطية "أن" المدغمة في "ما" في النحو: أما أنت منطلقا انطلقت قال: "ولا أرى قولهم بعيدا من الصواب لمساعدة اللفظ والمعنى إياه... إلخ".(2)
2- يرون الضمير في "أنت" وأخواته "التاء" وفي "إياك" وأخواته "الكاف" قال: "وما أرى هذا القول بعيدا من الصواب في الموضعين".(3)
3 يرون المصدر المنسبك من أن والفعل في نحو: يعجبني زيد أن يقوم بدل اشتمال من الاسم الظاهر، قال "والذي أرى أن هذا وجه قريب".(4)
على أنه قد يبدو له ابتكار جديد يخرج به على كل النحاة، عماده في ذلك استقلال الرأي ورجاحة الحجة، وإني أسوق إليك بعض أمثلة من هذا النوع على ترتيب الشرح أيضا.
من الأمثلة التي خالف فيها النحاة
1- مخالفته في اشتراط أصالة الصفة في منع الصرف, فقال: (وأنا إلى الآن لم يقم لي دليل قاطع على أن الوصف العارض غير معتد به في منع الصرف... إلخ).(5)
2- مخالفته في عدِّهم عطف البيان نوعاً مستقلاً في التوابع, ورأى إدماجه في بدل
ص145
الكل, فيقول: (وأنا الى الان لم يظهر لي فرق جلي بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان, بل لا ارى عطف البيان الا بدل...إلخ).(6)
3- مخالفتهم في عدِّهم فعال معدولة عن فعل الامر, فقال: (والذي ارى ان كون الاسماء الافعال معدولة عن الفاظ الفعل شيء لا دليل عليه, والاصل في كل معدول عن شيء ان لا يخرج من نوع المعدول عنه أخذاً من استقراء كلامهم, فكيف خرج الفعل بالعدل من الفعلية الى الاسمية).(7)
4- مخالفته في تعميمهم المنع في الثلاثة الاتية: تقدم معمول المصدر عليه, والفصل بينه وبين معموله بأجنبي, وحذفه مع بقاء معموله, ورأى جوازها مع الظرف والجار والمجرور, فقال: (وأنا لا ارى منعا من تقدم معموله عليه اذا كان ظرفا أو شبهه... ويجوز الفصل بينه وبين معموله بأجنبي... وكذا يجوز اعماله مضمرا مع قيام الدليل).(8)
5- مخالفته في جعلهم الصفة المشبهة موضوعة للدوام, ورأى انها موضوعة لمجرد الثبوت, فقال: (والذي ارى ان الصفة المشبهة كما انها ليست موضوعة للحدوث في زمان ليست ايضا موضوعة للاستمرار في جميع الازمنة, لأن الحدوث والاستمرار قيدان في الصفة, ولا ديلي فيها عليهما ...إلخ).(9)
6- مخالفته في "إذن" فليست بحرف ناصب للمضارع كما يقول البصريون وبعض الكوفيين ولا "اسم" أصله "إذا" والنصب بعده بأن مضمرة بعدها بأن مضمرة، ولهذا قال: "الذي يلوح لي في إذن ويغلب في ظني أن أصله إذ... إلخ".(10)
7- مخالفته في جعلهم فاء السببية وواو المعية عاطفتين المصدر المسبوك من الناصب المحذوف والمضارع على المصدر المتصيد من الكلام قبلهما، ورأى أن الفاء لمحض السببية والواو للحال أو بمعنى مع فقط.(11)
وفي الكتاب أمثلة كثيرة من هذا الطراز لمن شاء أن يستزيد، ومن البدهي أن من بلغ هذا الحد فقد وصل إلى العنقود.
ص146
نعم قد يتحاشى الخروج على الإجماع مع لمحه أسباب النزوع عنه، فقد انقدح عنده استحسان ادعاء البناء للمضارع المجزوم لولا إجماعهم، فقال: "ولولا كراهة الخروج عن إجماع النحاة لحسن ادعاء كون المضارع المسمى مجزوما مبنيا على السكون... إلخ".(12)
بقي أن تعرف مسلكه في الكتاب من حيث الاستشهاد، وهذا أمر جدير بالنظر لأن الشاهد في علم النحو هو النحو، ومن المعروف أن الشاهد إما نثر أو نظم وليس كل نثر أو نظم مما يصح في علم النحو الاعتماد عليه كما بسطه تفصيلا البغدادي في مقدمة خزانة الأدب بما فيه المقنع.
شواهده
إن قارئ الكتاب من أوله إلى آخره يقف على شواهد نثرية مستفيضة من القرآن الكريم وكلام العرب المعترف بالاحتجاج بهم والحديث الشريف وقول الإمام علي كرم الله وجهه، وشواهد شعرية.
الشواهد النثرية
أما القرآن وكلام العرب فكثر ما استشهد بهما وهو في ذلك موافق للنحاة القدامى والمتأخرين قبله فليس ثمة داع إلى ذكر نصوصهما في الكتاب.
وأما الحديث: فقد استدل به كثيرا أيضا حتى على غير القواعد، وقلما تقرأ بابا في الكتاب إلا رأيت الحديث فيه. تقرأ من أول الكتاب أنواع الإعراب فيستشهد على معنى المعرب بقوله -صلى الله عليه وسلم- "الثيب يعرب عنها لسانها"(13)، ثم تقرأ باب غير المنصرف فسيشهد على الصرف للتناسب بالنظير بقوله: "خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة".(14)
وعلى صيغة الجمع المنتهي بقوله: "إنكن صواحبات يوسف" وعلى وزن الفعل بقوله "إن الله نهاكم عن قيل وقال"، ثم تقرأ باب الفاعل فيستشهد على الحصر بقوله :
ص147
"إنما الأعمال بالنيات وإنما الولاء للمعتق" و: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"، ثم تقرأ باب الاختصاص فيستدل على قيام الاسم المضاف الدال على المراد من الضمير مقام أي بقوله: "إنا معاشر الأنبياء فينا بَكَاء"، أي قلة كلام، وهلم جرا، والرضي في الاستدلال بالحديث متابع لابن مالك قبله.
وأما قول علي كرم الله وجهه فإن الكتاب ممتلئ به مع النسبة في بعض الأحيان إلى نهج البلاغة، ويكفيك لتقدير ثقة الرضي بكلام الإمام ما ذكره عند التمهيد على الاستدلال لورود إذ بعد بينا في "في باب الظروف" إذ يقول: "ألا ترى قول أمير المؤمنين -رضي الله عنه- وهو هو من الفصاحة بحيث هو: بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته".(15)
فلا عجب أن يلجأ إليه في عدة أبواب. يقول في حذف الخبر وجوبا "وفي نهج البلاغة: وأنتم والساعة في قرن واحد، وقريب منه قول أمير المؤمنين علي -رضى الله عنه-: فهم والجنة كمن رآها"، وفي باب المفعول المطلق لمناسبة جواز ذكر العامل وحذفه يقول: "وفي نهج البلاغة في الخطبة البكالية: نحمده على عظيم إحسانه ونير برهانه ونوامي فضله وامتنانه حمدا يكون لحقه أداء"، وفي باب المفعول له استدلال على عدم لزوم التشارك بين الفعل والمفعول في الفاعل يقول: "والدليل على جواز عدم التشارك قول أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- في نهج البلاغة: فأعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة واستتماما للبلية، والمستحق للسخطة إبليس والمعطي للنظرة هو الله تعالى" والكلام في الشيطان، وهكذا استرسل الرضي في الكتاب والرضي في الاستدلال بكلام الإمام غير مسبوق، ولم أقف على شيء في ترجمة الرضي أتلمس منه هذه الوجهة الجديدة أترجع إلى أنسب أم إلى التشييع؟ وأيا ما كان فإن الإمام لا نكران في صحة الاستشهاد بأقواله.
الشواهد الشعرية
وأما الشعر فقد دعم الرضي القواعد بالشواهد الشعرية أيضا فذكر في كتابه سبعا وخمسين وتسعمائة، والمستقرئ لها يتبين أن أكثرها للجاهلين والمخضرمين والإسلاميين ممن يستشهد بكلامهم سواء منها ما عرف قائلها وما لم يعرف، فإن مصدر المجهول القائل إما سيبويه في أبياته الخمسين المعدودة ولا ريب في خلو الكتاب من المحدثين،
ص148
وإما من بعده من الرضي ممن جزم العلماء بحظرهم الاستشهاد بهم، وقليلا منها للشعراء المحدثين الذين لا يعتمد للنحاة بهم في قواعدهم- هذا؛ وقد ساق الرضي قليلا من الشعر لمناسبات معنوية لا علاقة لها بالقواعد، وإن أرتنا سعة اطلاعه في الأدب بما لم يتح لنحوي غيره.
فمن هذا في باب المبتدأ والخبر لتوجيه تقديم المبتدأ على الخبر في نحو "سلام عليكم" قوله إن تقديم الخبر ربما يتسرب منه الدعاء عليه قبل المبتدأ، ونظير ذلك أن أبا تمام لما أنشد في مطلع قصيدة مدح أبي دلف العجلي:
على مثلها من أربع وملاعب....... تُذال مصونات الدموع السواكب
قال بعض الحاضرين قبل نطقه بالشطر الثاني: "لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" فانخذل أبو تمام عن إتمام الإنشاد.
ومنه في باب التنازع عند ذكر رأي الكسائي الموجب حذف الفاعل من الأول عند إعمال الثاني خوف الإضمار قبل الذكر، مع أن الحذف أشنع من الإضمار قبل الذكر، قوله: فحال الكسائي "سعيد بن حسان" إذ يقول:
فكنت كالساعي إلى مثعب....... موائلا من سبل الراعد
ومنه في باب المفعول به لمناسبات حذف الفعل جوازا ووجوبا في قولهم: "انته أمرا قاصدا" قوله: القصد خلاف القصور والإفراط كقول الشاعر:
ولا تك فيها مفرِطا أو مفرِّطا .........كلا طرفي قصد الأمور ذميم
ومنه في باب أسماء الأصوات عند الكلام عليه "ويلُمِّهِ" وأن الدعاء على حد: قاتله الله عند التعجب قوله: فإن الشيء إذا بلغ الكمال يدعى عليه صونا له عن عين الكمال، كما قال جميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى....... وفي الغر من أنيابها بالقوادح
وهكذا؛ وليس في مثل هذا النوع من مؤاخذة على الرضي، إنما المؤاخذة عليه في استشهاده بشعر المحدثين، والنحاة لا ينظرون إليه في اتخاذه أساسا للقوانين النحوية، وقد ذكر منه مقدارا كبيرا سأذكر لك بعضا منه على سبيل الشرح مكتفيا به عن الباقي لسهولة الوقوف عليه.
من شواهد الشعراء المحدثين:
قد استشهد رحمه الله في باب الفاعل بقول أشجع السلمي:
كأن لم يمت حي سواك ولم تقم.......... على أحد إلا عليك النوائح
ص149
وفي المبتدأ والخبر بقول أبي نواس:
غير مأسوف على زمن ينقضي بالهم والحزن
وبقول أبي تمام الطائي:
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه........ وأري الجني اشتارته أيد عواسل
وفي باب الحال بقول بشار:
إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها........ خرجت مع البازي عليّ سواد
وبقول أبي الطيب المتنبي:
قبلتها ودموعي مزج أدمعها......... وقبلتني على خوف فما لفم
وبقوله:
بدت قمرا ومالت خوط بان........ وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وفي باب اسم الفعل بقول ربيعة الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى.......... يزيد سليم والأغر بن حاتم
ولا ريب أن استشهاده بالمحدثين إحدى الهنات الملاحظة عليه.
انتقاد هين
الواقع أن الكتاب برهان حق على عبقرية صاحبه وإذا ما تشبثنا بالملاحظات الطفيفة فإنا لا نعدم العثور على شيء منها، ولا بأس لسرد بعض منها الآن فدونكها "الأولى" استشهاده بالمحدثين "الثانية" أنه ربما لاح له تعقب ابن الحاجب في الكافية فلا يبالي التشهير "ورب لائم مليم" فانظر إلى عبارته في رده عليه تجويزه دخول "مِنْ" على تمييز كم الاستفهامية إذ يقول "فلم أعثر عليه مجرورا بمن لا في نظم ولا نثر ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو ولا أدري ما صحته؟"، ولهذا كان حسنا من السعد في المطول رده على الرضي بشاهد فيه التلميح البديع وهو قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}.
"الثالثة" أنه اعتبر قياسية تاء الوحدة في الفرق بين الآحاد والأجناس في المخلوقات والمصادر كتمر وضرب فقال في باب المذكر والمؤنث "وهو قياسي في كل واحد من الجنسين المذكورين أعني المخلوقة والمصادر" ثم هو بعد هذا ناقض نفسه إذ يقول في
ص150
شرحه على الشافية أواخر باب جمع التكسير "وليس أسماء الأجناس التي واحدها بالتاء قياسيا إلا في المصادر نحو ضربة وضرب إلخ".
على أن تلك الهنات تتلاشي تجاه المحاسن التي انطوى عليها ذلك الشرح، وقد تم تأليفه كما قال الرضي في ختامه في شوال سنة ست وثمانين وستمائة، وللسيد الشريف على الجرجاني تعليقات على الشرح جمعت بين الوجازة والإفادة، وقد نال هذا الشرح الإعجاب منذ شع نوره في المشرق، ولم ينبثق نوره في مصر إلا أخيرا.
ظهوره بمصر
من العجب العاجب أن يطول الأمد على اختفاء هذا الشرح النفيس بعد تأليفه عن نحاة مصر، فلا يدخل مصر إلا بعد ابن هشام المتوفى سنة 761هـ. قال البقاعي إبراهيم بن عمر المتوفى سنة 885هـ، في كتابه مناسبات القرآن "ولم ينقل الشرح من العجم إلى الديار المصرية إلا بعد أبي حيان وابن هشام".(16)
وإني لأعلم غير ظان أنه مع نقله إلى مصر بعد ابن هشام لم تتداوله الأيدي العامة وإن قليلا من العلماء اطلع عليه فلم يتيسر لكثيرهم السماع به، بله الوقوف عليه، فالأشموني المتوفى سنة 929هـ لم يذكر الرضي مرة واحدة في شرحه، والأشموني أولع المؤلفين بجمع المعلومات والقائلين لها في شرحه، وستعرف هذا عند التعريف بجميع المعلومات والقائلين لها في شرحه، وستعرف هذا عند التعريف بشرح الأشموني، فمما لا شك فيه أن شرح الرضي حرمت منه مصر طويلا، إذ الكتب النحوية التي تعتمد عليها مصر إنما هي مؤلفات ابن الناظم وابن هشام وابن عقيل والأشموني، وهي خالية من كل جزئية علمية لها اتصال بذكر الرضي، ولم يجد البحث الطويل الذي بذلته لمعرفة الوقت الذي تناولته الأيدي في مصر ولو على سبيل التقريب، ومن اليقين أن الأيام لو تقدمت بظهور شرح الرضي لارتشف منه هؤلاء المؤلفون المتدارسة، كتبهم بأيدينا وعليها اعتمادنا من مناهله السائغة العذبة، والذين اعتادوا في الأحكام محاولة ضم كل شيء إلى لِفْقِهِ، وازدادوا في تنقيح عللها وما وسعتهم الفكرة توفي الرضي سنة 688هـ.
____________________
(1) التعلامة: العلامة الكبير, والعالم جداً. ولم نجد للرضي ترجمة في كتب الرجال.
(2) حذف كان.
(3) المضمر.
(4) أفعال المقاربة.
(5) غير المنصرف.
(6) البدل.
(7) أسماء الأفعال.
(8) المصدر.
(9) الصفة المشبهة.
(10) نواصب المضارع.
(11) المبحث السابق.
(12) الفعل وعلامته.
(13) الثيب: المرأة التي سبق لها الزواج ويعرب عنها لسانها أي يجب أن تكون موافقتها كلاما واضحا أما البكر فإذنها صماتها أي سكوتها لأن الثيب أقدر على التعبير والبكر يغلب عليها الحياء.
(14) السِّكة: السطر من النخل, والمأبورة: الملقحة, والمأمورة: الكثير النسل من آمر المزيد بحرف فكان حقها المؤمرة لولا الاتباع وهذا ماقاله القالي أيضا في الآمالي ج1/ ص103, ولكن البكري في التنبيه على أوهام القالي فنّد الاتباع مراعيا أن الفعل الثلاثي مؤدٍّ هذا المعنى, راجع التنبيه ص42.
(15) هذه الجملة المذكورة من الخطبة الشقشقية المعروفة, ويتعجب من أبي بكر في استقالته من الخلافة أول الأمر مع حرصه آخر حياته على عقدها لعمر, وقد ذكر بعضها في النهج. أي نهج البلاغة وهي خطبة قصيرة وسمِّيت الشقشقية لأن علياً رضي الله عنه وصفها في آخرها بأنها شقشقية لم يكن يريد أن يذكرها.
(16) نقلها البغدادي في مقدمة الخزانة (الأمر الثالث).