إن مشروبات الكحول هي أول عامل من عوامل الجنون ، وان الاحصاءات الدقيقة لمستشفى المجانين تشير الى ان اغلب المجانين هم ممن قضوا عمراً طويلا في الشراب.

يقول تعالى في سورة المائدة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } [ المائدة : 90، 91 ].

اشتملت هاتان الآيتان وهما اخر آيات تحريم الخمر على عدة تأكيدات وتشديدات :

1. جاء في أول الآية كلمة (إنما) وهي تفيد الحصر والتأكيد.
2. قرن الخمر بعبادة الاصنام (الانصاب والازلام) واعتبر رجساً.
3. عد الخمر والقمار من اعمال الشيطان.
4. الامر الصريح بالاجتناب عنه.
5. ذكرت الآية ان في الابتعاد عنه امل النجاح (لعلكم تفلحون).
6. بينت الآية مفسدة الخمر، وهي العداوة والبغضاء، والابتعاد عن الصلاة وعن ذكر الله.
7. وأخيراً جاء في الآية أنه بعد هذا البيان، هل ينتهي اهل هذا العمل القبيح عن ارتكابه (فهل أنته منتهون).
8. وبعد كل هذه التأكيدات جاء في الآية التالية – بعد آية النهي عن شرب الخمر – امر بإطاعة الله، والحذر عن مخالفته { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا} [المائدة : 92].