أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2020
2148
التاريخ: 23-3-2021
2891
التاريخ: 23-3-2021
7522
التاريخ: 14-11-2020
1436
|
الإلقاء معناه ، حرفياً ، إلقاء الشيء والمادة إلى الخارج ، ومعناه ، اصطلاحاً ، إخراج الكلمات والجمل من الفم وإلقاءها لتصل إلى أذان المستمعين ، والكلمة مأخوذة من فعل "التلقي" وطرفاه " الملقي " و "المتلقي " ومادته "الرسالة " ووسيلته اللغة او الكلام . ويعتمد الإلقاء على الاصوات اللغوية ، الحروف ، وطبيعتها الصوتية وطريقة تكونها وموضع خروجها وكيفية جمعها وتركيبها لتكون الكلمات التي بدورها تكون الجمل والتي بدورها تكون الخطاب الخبر والمقالة والتعليق والخاطرة والقصيدة والرواية والملحمة وغيرها ويعتمد الإلقاء ايضاً على كيفية النطق وما يصاحبه من تغيرات في النبر وفي الطبقات الصوتية وفي قوتها وفي اتباعاتها ، والإلقاء والكلام ظاهرتان متطابقتان فالإلقاء هو وسيلة الكلام وهو بالتالي وسيلة الاتصال بالآخرين .
وهنا يبرز السؤالان المهمان التاليان بالنسبة لمن يهمه الامر وما الفرق بين اللغة والكلام ؟ ايهما اسبق في الظهور اللغة ام الكلام ؟
ليس هنا المجال للخوض في النظريات المختلفة في نشوء اللغة فذلك من شأن دراسات وكتب اخرى ، ولكن ما هو منطقي، وبحسب رأي المؤلف ، ان (الكلام) قد سبق اللغة في الظهور فقد تداول الإنسان الكلام اولاً ومن ثم صاغو في مفرداته (اللغة) ، حيث ان الكلام قد يكون عفوياً لدى الإنسان نتيجة لحاجته للتواصل مع اخيه الإنسان ، وكانت وسيلته الاولى في ذلك الإيماء الجسدية – الإشارة – وكذلك الرسوم على جدران الكهوف .
ما يعبر عن الرغبات والطلبات ودفع المخاطر . وتطورت بعض تلك الإيماءات المركبة إلى إيماءات صوتية مسموعة وبشكل تلقائي نتيجة للافعال وردود الافعال التي حركت المنظومة الصوتية لديه لتكن اصواتاً بدائية كالشهقة والحسرة والآهة والصرخة وغيرها، وربما كانت تلك الاصوات او الايماءات المسموعة ، علامات محاكاتية لما يسمعه الإنسان البدائي في الطبيعة كخرير المياه وحفيف الاشجار وزئير الاسود وصوت الرعد وما إلى ذلك من أصوات الطبيعة وأصوات الحيوانات ، وكانت تملك الإيماءات الصوتية المسموعة مقصودة من قبل مؤديها ومفهومه من قبل متلقيها لكونه مر بالتجربة نفسها.
عندما ازداد عدد الايماءات الصوتية وتنوعة اشكالها ودلالاتها وبعد ان تنامي وعي الانسان واداركه بتأثيرات بيئية ويتوسع علاقاته مع الاخرين ، قام بتحويل تلك الاصوات العفوية إلى أصوات مشكلة قصدياً ، لتسمى "الاصوات اللغوية" او "الحروف" يقام بتركيب بعضها مع البعض الاخر ، تكون "الكلمات" ويجمع كلمة مع اخرى لتكون (الجمل) والتي تعبر عن الحاجات التي تعددت بحكم التطور والانتشار وبفعل توسع الإدراك . وهكذا كان الكلام وسيلة التخاطب .
عندما وجد الإنسان في هذه الامة او تلك ، في هذه البقعة على وجه الارض او تلك ان الكلمات قد ازدادت عدداً إلى الحد الذي يصعب السيطرة عليها والتحكم بتركيبها ، وخشية خروج الكلام عن مهمته الاتصالية حيث لا يتعامل جميع افراد الامة بالمفردات نفسها التي تعبر عن المعاني نفسها ، عند ذلك كان لابد من وضع ضوابط التدوين – الكتابة ، ووضع القواعد – النحو والصرف والاشتقاق ، والاعراب ، فكانت "اللغة" وكان لكل لغة خصائصها ومميزاتها وأصولها وقواعدها ، التي قد تختلف بنسبة او اخرى ، وكان للتركيب العضوي للإنسان في هذه الامة عن الانسان في الامة الاخرى وللبيئة التي يعيش فيها وللتطور الحضاري الذي شهده أثره الواضح في اختلاف اللغات مع ان الاصل، كما اعتقد ، واحد هو الايماء الصوتية ، ودليل في ذلك هو ان الامم جميعاً تشترك في استخدام اكثر الاصوات اللغوية ولغاتها تحتوي على "الألف باء" مع اختلافات طفيفة – فقد تغيب بعض الاصوات او قد تضاف أصوات اخرى إلى هذه اللغة او تلك .
لقد حبى (الله) سبحانه وتعالى الإنسان القدرة على إصدار الاصوات الناتجة عن الانفعالات والحاجات والقدرة على تنويعها وتشكيلها وتكوين الكلمات والجمل التي تعبر عن معاني مختلفة ، وترك له حرية الاختبار وطريقة التكوين والتركيب واٍلوب التفعيل متأثراً بعوامل الطبيعة وتأثيرات البيئة والتحضر، وهذا هو جوهر احدى نظريات نشوء اللغة وهي نظرية " الهبة الالهية". وكانت لغة "القران الكريم" هي الناتج النهائي لتطوير اللغة العربية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|