والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح الآن هو: هل تصلح وثيقة تنظيم البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية لتكون أساسا لتخطيط إعلامي سليم يبدأ باستراتيجية واعية وسياسات إعلامية فاعلة، ثم خطط تنفيذية برامجية ناجحة؟

والحقيقة نقول، أن هذه الوثيقة تقوم أساسا على وضع مزيد من القيود على حرية البث وحرية الاستقبال الفضائي، فهي التي تعطي الصلاحية لتلك البرامج بكافة أشكالها، فهي تمثل رقابة صارمة من قبل لجنة مختصة بالرقابة على محتويات البرامج، ولنا أن نذكر أن [منظمة حقوق الإنسان الدولية] Human Rights Watch، ، قد طالبت برفض التعامل مع هذه الوثيقة الخاصة بتنظيم البث الفضائي الإذاعي والتليفزيوني في المنطقة العربية بسبب القيود التي تفرضها على حرية التعبير وحرية تداول المعلومات . وحول ذلك يقول المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة:

— إن حكومات جامعة الدول العربية تحاول أن تقيد أحد وسائل الإعلام [غير الخاضعة للرقابة جزئيا] في المنطقة.