أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1640
التاريخ: 2-03-2015
38312
التاريخ: 16-07-2015
8557
التاريخ: 12-08-2015
1326
|
لقد ترتب على ما سلف أن اختلف البلدان في فروع كثيرة جدا يخطئها العد ويعيي الحاصر استقراؤها، وذهب كل منهما ينصر مذهبه بأدلة نقلية وعقلية على وفق منهجه، واحتدم الخلاف بينهما في ذلك طويلا، وقد ألف في بعض هذه المسائل أسفار خاصة، وأغلب الظن أن أول من كتب في ذلك ثعلب، ألف كتابه "اختلاف النحويين" ثم ترادفت المؤلفات فصنف ابن كيسان كتابه "المسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون"، ثم دون بعده أبو جعفر النحاس المصري مؤلفه "المقنع في اختلاف البصريين والكوفيين"، ثم ألف بعده ابن درستويه كتابه (الرد على ثعلب في اختلاف النحويين)، وهذه الكتب لم نطلع عليها حتى نقدر ما فيها عن خبرة، وجاء بعد هؤلاء كمال الدين الأنباري وجرد قلمه لتقصي طائفة كبيرة من هذه المسائل فدمج كتابه "الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين" وأجاد فيه أيما إجادة، فقد ذكر فيه ثماني عشرة ومائة مسألة، وفيها بعض مسائل صرفية، وزيد في بعض النسخ عليها ثلاث، وأيد كل مسألة بأدلة الفريقين: قياسية وسماعية مع البسط والتفصيل على نحو ما بين فقهاء الشافعية والأحناف، ووقف منها موقف الفيصل العادل غير متعسف في حكمه ولا متعصب في قضائه، فيؤيد البصري مرة ويرجح الكوفي أخرى "كما يقول في مفتتح الكتاب" إلا أن المتتبع للكتاب من ألفه إلى يائه يرى آخرا أن الفوز الباهر للبصري، فإنه إنما رجح الكوفي في سبع مسائل منها فقط، ولا أطيل عليك بما بسطه من أدلة الفريقين فيها ورده على البصري، فالكتاب بين الأيدي، وأكتفي بذكرها مجردة معتمدا في الإرشاد على أرقام المسائل باعتبار ترتيب الكتاب لتيسير معرفتها، فهاكها؛ قال الكوفيون:
ص92
10- "لولا" ترفع الاسم بعدها نحو لولا زيد لأكرمتك، والبصريون بالابتداء.
ولنرجع إلى موضوعنا: فقد ألف بعد الأنباري أبو البقاء العكبري كتابه "التبيين في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين"، ولم نعثر على هذا الكتاب2 إلا أن المعروف عن العكبري أنه كوفي النزعة كما يتضح جليا من مؤلفاته، ومما لا مرية فيه أنه قد اطلع على كتاب الإنصاف، وشاهد هذا أنه في شرحه لديوان أبي الطيب المتنبي قد ينقل عبارة الإنصاف بنصها عند ذكر الخلاف بين الفريقين، أو يلخصها تلخيصا لا يذهب معه تعرف الأصل المأخوذ منه، ولأذكر لك شيئا من هذا على سبيل التمثيل فأضع أمامك ست مسائل من الإنصاف مرقومة بأرقام الكتاب وبحزائها أبيات ستة للمتنبي نقل العبكري في شرحها عبارة الإنصاف بحروفها أو ملخصها غير أنه لم ينسبها للأنباري -وها هي على ترتيب الإنصاف:
ص93
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|