أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2019
907
التاريخ: 24-6-2019
1465
التاريخ: 14-6-2019
1047
التاريخ: 18-6-2019
1376
|
إن المخططين الإعلاميين، وواضعي الاستراتيجية والسياسة الإعلامية، كثيرا ما يواجهون بنظرة محدودة لمفهوم [الحرية]. ٠ . حرية الفكر. . . وحرية الفن. . ٠ وحرية الثقافة، وحرية الاقتصاد، باعتبار أن مجمل هذه الحريات أمر ملم به، وما من حاجة لإخضاعه لتخطيط إعلامي مدروس، بمعنى أن نترك ممارسة هذه القيم لمطلق مفهوم الحرية ٠
إنه للرد على هؤلاء، ونحن بصدد الحديث عن التخطيط الإعلامي نقول: إنه لا شيء لذاته والحرية ليست مطلقة، ولا بد من وجود هدف لكل شكل من أشكال الحرية، فإذا كانت الحرية مطلوبة بشكل ملح في الممارسات الإعلامية، فإن المطلوب دائما ألا يخدعنا مفهوم الحرية المطلقة لقبول ممارسات إعلامية ضارة
بواقعنا الاجتماعي والثقافي واليامي والاقتصادي والقيمي، ممارسات إعلامية تتخفى وراء هذا المفهوم الخاطئ لمعنى حرية الإعلام، وأصحاب هذا المفهوم الخاطئ للحرية، يزعمون أنه من غير الضروري الالتزام باستراتيجية وسياسة وخطة إعلامية، فالحرية في رأيهم مفهوم مطلق، من غير المقبول تقييده باستراتيجية أو سياسة أو خطة. ولعل من المهم أن نذكر أن المروجين لهذا الفكر، يحاولون تصديره إلى الدول النامية، أو الدول الواعدة، وترسيخه في مؤسساته الإعلامية، باعتبار أن الحرية في ذاتها عبارة عن استراتيجية، وهي سياسة في ذات الوقت. ٠ ٠ وللرد على هؤلاء نستعير قاعدة هامة في فن المسرح، وهي أن الكلمة أو الجملة في الحوار الدرامي التي لا تتصاعد بالاحداث تعد زائدة يمكن الاستغناء عنها. . . بل والحركة على خشبة الرح. . حركة اليدين أو الإيماءات لا بد أن تكون لها فائدة درامية عن طريق تحريك الاحداث وخدمة النص المسرحي. . . وإذا طبقنا هذا المفهوم على الخطة الإعلامية بصفة خاصة، وعلاقتها بمفهوم الحرية، واجهتنا صور إعلامية في بعض الإذاعات والتليفزيونات الغربية بصفة خاصة، وظاهرها تبني مفهوم الحرية، بينما الحقيقة تقول بغير ذلك، إذ إن للأجهزة الإعلامية الغربية توجهاتها التي تتستر وراء مفهوم الحرية.
وهكذا يتساءل المخططون الإعلاميون، بل والذين يتلقون رسائل إعلامية تأتي من وراء الحدود:
* لماذا هذا الجهد الخارق المبذول في إذاعات مثل الـ B.B.C وإذاعة سوا (١) وسوا (٢) الأمريكيتين وإذاعة (مونت كارلو) الفرنسية وغيرها:
إن جميعها موجهة باللغة العربية كغزو لعقولنا. . . إننا قد لا نجد رسالة إعلامية واضحة في أحيان كثيرة...بل مجرد أغاني وطرائف وعروض كلامية Talk Show، وقد نتصور إنها بلا معنى إذ لا تبدو فيما تبثه رسائل إعلامية واضحة. . . وهذه التوجهات نجدها أوضح ما يكون في عثرات الفضائيات الاجنبية والعربية أيضا، وعلى نطاق واسع.
وهنا نتساءل:
* ألا يكفي أن يكون الهدف مجرد شغل أوقات الإنسان العربي ببرامج خفيفة، وأغنيات ومواد ترفيهية بالغة حد الروعة والإبهار عن طريق حشد باقة من وسائل الجذب الإعلامي بما فيها استخدام المرأة كوسيلة من وسائل الجذب، حيث نجد الآن فضائيات خاصة ببث البرامج المنوعة، وفضائيات للأفلام السينمائية، وفضائيات للكوميديا بل وفضائيات للقشور من الموضوعات الدينية...؟
* ألا يكفي أن يكون الهدف مجرد شغل أوقات الإنسان العربي واستهلاكه فيما لا يفيد وعزله بعيدا عن إذاعاته وتليفزيوناته وفضائياته؟
* ألا يكفي أن يكون كل ذلك هدئا مخططا له في حد ذاته؟ ألا تقوم تلك الأجهزة الغربية التي تقدم اللاشيء ، واللامعنى على استراتيجية وسياسة إعلامية تقوم بتطبيقها؟ أليس هذا اللامعنى واللاشيء رسالة إعلامية حقيقية؟ ولعل من الغريب حقا هنا أن نجد من الإعلاميين العرب من يروجون لهذا المفهوم الخاطئ لمعنى الحرية. ونرى منهم من يتسابق في إنشاء إذاعات وقنوات فضائية بل وصحف ومجلات تقدم هذا اللاشيء، في الوقت الذي نرى فيه أعداءهم يتسابقون أيضا في إنشاء إذاعات وقنوات فضائية تعرض وجهات نظر هؤلاء الأعداء، وتقوم بعمليات غسيل مخ Brain Washing للإنسان العربي وتزييف وعيه وإدراكه، وبث اليأس في روحه وتحريف الحقائق، ومن الغريب ايضا أنهم يقرمون بتوظيف بعض خيرة الكوادر الإعلامية الشهيرة في الإذاعات والتليفزيونات العربية لتقديم كل ما يخدم استراتيجيتهم وسياستهم الإعلامية، مع احتمال أن يصبح بعضهم سفراء لهم ينفذون تلك الاستراتيجية بعد العودة إلى بلادهم، ونحن لا نشكك في وطنية أي من هؤلاء، لكن الخطر الذي يتهددنا هو ما نود أن نشير إليه.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|