لقد مارس الإنسان التخطيط منذ فجر التاريخ بشكل كان يفرضه الواقع، لكنه كان يتسم بالبساطة من أجل تحقيق ما يؤكد وجوده كضرورة a must في الحياة بدءا من توفير مكان آمن يعيش فيه. ويلجأ إليه عند الحاجة، وتوفير ما يحتاجه من غذاء وكساء ورغبات، وتحديد علاقته بالآخرين، وتحديد المخاطر والمشكلات التي يمكن أن يتعرض لها في المتقبل وتحديد أساليب التصدي لها، وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك، وبذلك يكون التخطيط في ذاته أسلوبا حياتيا لا غنى عنه في حياة الشعوب، يمارسه الإنسان طالما فرضته الحاجة، وفرضته غريزة حب البقاء. ويعتبر التخطيط بذلك ظاهرة Phenomenone))(1) لا يمكن أن يتجاهلها أحد، ولنا أن نذكر ما جاء ذكره في القرآن الكريم عن التخطيط المحكم لمواجهة أزمات أو أخطا- محتملة.

(قل تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) (يوسف).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ظاهرة Phenomenone: هي كل موضوع أو واقعة يمكن ملاحظتها، او التعرف عليها لدى مجتمعات عديدة، وتتصف بانها سائدة — أي منتشرة — (د. عاطف غيث).