المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



قصيدة الصابي بتهنئة عضد الدولة عند عودته من الزيارة  
  
2057   01:58 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص158-159.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

أنفذ الصابي أبو إسحاق إبراهيم بن هلال من السجن بقصيدته اللامية بالتهنئة عن قدوم عضد الدولة من الزيارة ، عرضت عليه في وقت كان عبد العزيز بن يوسف غير حاضر فيه ، فقرأها ثمّ رفع رأسه إليّ وإلى عبد الله بن سعد ، وكنت آمنه عليه ، وأعلم أنّ اعتقاده يوافق اعتقادي فيه ، فقال : قد طال حبس هذا المسكين ومحنته .

فقبّلت أنا وهو الأرض عند ذلك ، فقال لنا : كأنّكما تؤثران إطلاقه ؟

قلنا : إنّ من أعظم حقوقه علينا وذرائعه عندنا أن عرفناه في خدمتك ، وخالطناه في أيامك .

قال : فإذا كان هذا رأيكما فيه فأنفذا وأفرجا عنه ، وتقدّما إليه عنّا بملازمة منزله إلى أن يرسم مَنْ يمثله .

 

والقصيدة الذي هنأه بها عند عودته من الزيارة :

أهــلاً بـأشرف أوبـة  وأجـلّها *** لأجــلّ ذي قـدم يلاذ  بـنعلِها

شـاهـنشاه  تــاج مـلته الـتي *** زيـدت بـه فـي قـدرها  ومحلِّها

يـا خـير مَنْ زهت المنابر  باسمه *** فـي دولـة عـلقت يـداه  بـحبِّها

وأقـمـت فـينا سـيرة  عـضدية *** هـيهات  لا تـأتي الـملوك بمثلِها

يـردى غـويٌّ فـاجرٌ فـي  بأسها *** ويـعيش  بـرٌّ صـالح في  فضلِها

مـولاي  عـبدك حـالفٌ لك  حلفةً *** يـعيى  مـناكب يـذبل عن  حملِها

لـقد  انـتهى شوقي إليك إلى  التي *** لا  أسـتـطيع أقـلها مـن ثـقلِها

طـوبى  لـعينٍ أبصرتك ومَنْ  لها *** بـغبارِ  دارك جـازياً عـن كحلِها

لـو بـعتني بـجميع عمري  لفظةً *** أو  لـحظة بـالطرف لـم  أستغلها

اتـرى  أمـرّ بـخطرة مـن  بالها *** أتـرى  أعـود إلـى كـثافة  ظلِّها

لـي ذمـةٌ مـحفوظةٌ فـي ضمنها *** ووثـائقٌ  مـحروسة فـي  كـفلِها

وإذا رأيــت سـحائباً لـك ثـرّة *** تـروي الـنفوس الحائمات  بهطلِها

لا  فـي الـرجال الـناقعين بوبلها *** كـلاّ  ولا فـي الـقانعين  بـطلِّها

قـابلت بـالزفرات هـبةَ  ريـحها *** وحـكيت بـالعبرات درّة  سـجلِها

فـلو اَنّ عـيني راهـنت بدموعها *** يمناك في السقيا لفزت بخصلِها




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.