أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2019
2182
التاريخ: 16-6-2019
1832
التاريخ: 22-3-2016
3701
التاريخ: 2-7-2022
2078
|
نهر نينوى
نهر نينوى كان يتفرّع من عمود الفرات ما يقارب الحصاصة وعقر بابل وموقعه اليوم ـ على التقريب ـ بين شمال سدّة الهندية وجنوب قضاء المسيّب من نهر سورى ثمّ يشقّ ضيعة اُمّ العروق , ويجري جنوب كرود أبو حنطة أبو صمانة وتقاطع مجراه باقياً ليومنا هذا ويُعرف بـ عرقوب نينوى .
ومن المحتمل أنّ البابليِّين هم الذين حفروا نهر نينوى مع تشكيل قرية نينوى باسم عاصمة الآشوريين في أدوار حضارتهم ولعدم ورود ذكر هذا النهر حتّى عرضاً يخال لي توغّل دثوره في مستهل أيام الشغب .
النهر الغازاني
غازان خان هو من آل جنكيز والخامس من ملوك التتر الذين حكموا العراق بعد أن أسقطوا الخلافة العباسيّة .
قطع عليه الأمير نوروز عهداً ـ أحد الأمراء الكبار ووالي إقليم خراسان ـ قبيل تسنّمه العرش بأن يشدّ أزره ويعضده لارتقاء سدّة الخلافة ولكن بشرط أن يعتنق الدين الإسلامي , فأعلن غازان اعتناقه للدين الإسلامي بعد أن تمهّد له الأمر مع مَنْ اتبعوه من المغول لسنة أربع وتسعين وستمئة للهجرة وعلى أثر رؤياه بعد إسلامه الذي آخا النبي (صلّى الله عليه وآله) بينه وبين ابن عمّه علي (عليه السّلام) أخذ يعطف على العلويِّين ويتفقّدهم ويبالغ في إكرامهم وأمر لهم في كافة أنحاء المملكة ببناء دور لإيوائهم على غرار أربطة المجاهدين وخانقاه الصوفية أطلق عليها اسم (دار السيادة) فضلاً عمّا أبداه من الاهتمام بشؤون المشاهد المشرّفة وتعاهد زيارتها .
يقول مؤلّف الحوادث الجامعة ) : في سنة ثمان وتسعون وستمئة توجه السلطان غازان إلى الحلّة وقصد زيارة المشاهد الشريفة وأمر للعلويين والمقيمين بمال كثير ثمّ أمر بحفر نهر من أعلى الحلّة فحفر وسمّي الغازاني وتولّى ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي وغرس الدولة .
ويقول مؤلّف تاريخ المغول في الوصاف : اهتزّ اللواء الملكي المؤيد بالنصر يوم الخميس , وانتهز اجتياز طفّ الفرات على الطريق الذي هو من مستحدثات أيام الدولة الغازانية.
وضياعه الموات فيما مضى كان يطلق عليه بالعلقمي ؛ ولاستحداثه وجريان الفرات فيه لنضارة خضرته (طغى نطاق الفكر في التقدير , جرى الوادي فطم على القرى) وحاز اللواء الملكي زيارة حائر الحسين المقدّس ثمّ اتجه على طريق الفرات إلى الأنبار وهيت
اجتاح ملوك المغول الوثنيون أسلاف غازان العراق فحلّوا بها الخراب والدمار وأحالوا نضارة مروجها الخضراء إلى فيافي قاحلة جرداء وأخليت معالمها من المتعاهدين الذين أبادتهم بربرية المغول وأصبح العمران أثراً بعد عين وتُركت منظومة الري واُهملت المجاري لعدم وجود مَنْ يبذل الجهود ويهمّه استمرار بقائها لإرواء المدن العطشى وعلى الأخص لمثل نهر العلقمي لطول مجراه ؛ لذلك أمر غازان بتجديد نهر العلقمي , وتقريب مأخذه من الفرات فتبروا أعالي مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلّة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر لا سيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل ؛ فأطلقوا عليه اسم الغازاني ؛ تخليداً لذكرى حافره غازان.
وكان العمود المنحصر بالفرع للفرات على أثر اضمحلال الفروع التي كانت تأخذ منه وتصب في دجلة كنهر عيسى , وفوهته من الصقلا وبه تقريباً مع نهر السراط الذي كان يتفرّع منه فبعد أن كانا يرويان دار السلام أو مدينة المنصور والأراضي المحيطة بهما يصبان في دجلة داخل بغداد .
ثمّ نهر صرر ينصب إزاء المدائن ونهر الملك ويصب فيما بين النعمانية والمدائن ثمّ نهر سورى الذي انحصر به المجرى وأصبح المندفع الأعظم لمائه وكان موقع جسره نفس قضاء المسيّب الحالي .
وفي الشرقي منه على بعد ميلين كان موقع قصر ابن هبيرة ـ على ما رواه ابن واضح في البلدان ـ على فرع يأخذ مائه من الفرات سمّي بنهر النيل أو صراط وآثار هذا القصر باقية إلى يومنا هذا في الجزيرة في نفس القضاء بمقربة من ضريح ابن القاسم يطلق عليه بتل هبيرة
ويتفرّع من نهر سورى أو شط الحلّة نهر النيل الذي حفره الحجاج بن يوسف الثقفي أبان عهد الدولة الاُمويّة وفوهته اليوم تقريباً تحاذي موقع الحجمة من شط الحلّة وكان نهري سورى والنيل يحدثان عند افتراق مجراهما واتصالهما شبه جزيرة بيضوية الشكل ثمّ يصبّان في بطائح أو أهوار الكوفة
ولم يزل عمود الفرات على جريانه صوب شط الحلّة حتّى بعد الألف ومئتين وثمانية الهجرية ؛ إذ حفر نهر الهندية بتبرّع المتغمد بالرحمة آصف الدولة ملك أود الهندي , بقصد إرواء ساحة الغري الأقدس وقد صادف الماء مستوى أخفض من مجراه الطبيعي(67) فعندها غيّر مجراه إلى هذا المستوى المنخفض حتّى كاد أن يقضي أبدياً على فرات الحلّة لولا تدارك وعناية المغفور له السلطان عبد الحميد الثاني العثماني ؛ إذ كلّف شركة جاكسن الإنكليزية بتدارك ذلك فشيّدت الشركة المذكورة السدّة القائمة اليوم وكان قد عجز قبل ذلك ولاة بغداد ـ وكبّدهم الكثير من الخسائر ـ من تشييد السدود لنفس الغاية ؛ فعلى أثر تشييد السدّة الموجودة اليوم ارتوت أراضي الحلّة وكربلاء , واستمر بها جري الماء طول أيام السنة .
النهر السليماني الحسينيّة
حتّى ورد العراق سليمان القانوني العثماني فاتحاً إبّان حكم الشاه طهماسب الصفوي الأوّل سنة إحدى وأربعين وتسعمئة .
قال نظمي زادة في كلشن خلفاء : في 28 جمادي الأوّل سنة 941 هـ قصد الملك المحمود الصفات لزيارة العتبات العاليات واتجه نحو كربلاء والنجف وزار مرقد سيد الشهداء المنوّر ونال قصب سبق مرامه وأمر بحفر نهر كبير من عمود الفرات لإرواء ساحة كربلاء فأصبحت نمونة من سلسبيل الفردوس الأعلى ووهب مجموع حاصلات ضياعه للمجاورين والخَدَمة الساكنين .
كان على مرّ العواصف تملأ النهر من ما تراكم في قعره من الصخور يزاحم تطهيره السادات الكرام ويكبّدهم زحمات كثيرة وعلى أثر جريه أحاطت بالحرم ـ الذي الملائكة أمناؤه ـ حدائق وبساتين حتّى حاكى الجنان وأجلى عن قلوب ساكنيه التكليف ؛ لِما اجتمع لهم من أسباب الراحة ورغد العيش
على أثر تحقيق أرباب التاريخ في الماضي [فإنّ] بعض المهندسين البارزين , [وبحسب] أقيستهم الهندسية , [قد أظهر] انخفاض مستوى الفرات وارتفاع قصبة كربلاء , وكان من المستحيل جريان الماء فيه ؛ فمن كرامة الإمام ويمن إقبال الملك العالي المقام جرى الماء بسهولة ممّا سبب إقحام المهندسين واستوجب تحسين الملأ الأعلى
أُطلق على هذا النهر حسب منطوق الوثائق القديمة لبعض الحدائق بالنهر الشريف السليماني
وفي سنة 1217 هـ عندما أراد أن يقيس أبو طالب في رحلته مسير طالبي ) عرض شط الهندية قال : هو على غرار نهر الحسينيّة الاسم الذي يُعرف به اليوم مع ما طرأ على عدوتيه من تغيير وتبديل هو اليوم عين النهر الموجود يروي ضياع كربلاء وبساتين ضواحيها باسم نهر الحسينيّة .
كان منفذه الرئيس ينتهي إلى هور السليمانية الواقع في القسم الشرقي من البلاد على مسافة بضع أميال والفرع الذي اختص لإرواء السكنة والمجاورين كان يطوّق المدينة من ثلاث جهات ؛ حيث الشمال والغرب ثمّ ينعطف نحو الجنوب ويتجه شرقاً حتّى يصل إلى منفذه الرئيس في هور السليمانية
أنفق السيد كاظم الرشتي من فضله مصرف تجديد إنشاء المسجد الواقع في القسم الشرقي من الصحن الحسيني وبتبرّع زوجة محمّد شاه القاجاري ملك إيران أنفذ نهر الرشتية إلى الرزازة وبطيحة أو هور أبو دبس .
ولتبرّع أحد المحسنين من رجال حاشية الشاه عباس الأوّل الصفوي إبّان احتلال الدولة الصفوية للعراق 1033 ـ 1042 هـ جدّد صدراً لهذا النهر
وقد قام حسن باشا والي بغداد لسنة 1329 هـ على الخلل الذي طرأ على مجرى هذا النهر فحفر له صدراً آخر .
ويوجد اليوم في شمال قضاء المسيّب جانب البو حمدان في ضيعة هور حسين ترعة يُطلق عليها بصدر الحسينيّة العتيق وكان لها قنطرة قائمة متينة على محاذاة خان الوقف الذي هُدم حديثاً ؛ لغرض فتح الشارع المقابل للجسر الثابت الذي أنشأ لربط جانبي القضاء
قد يكون هذا الصدر أحد تينك الصدرين اللذين مرّ ذكرهما وعلى ما أتخطر هُدمت القنطرة السالفة الذكر ؛ لاستعمال أنقاضها في بناء الناظم الذي أُقيم على صدر الحسينيّة القائم ليومنا هذا أي في سنة 1324 هـ .
وعلى أثر التغيير الذي طرأ على مجرى عمود الفرات بأحداث الهندية بأمر آصف الدولة الهندي شكل علينا معرفة الفوهة الأصلية لنهر الحسينيّة وكذلك موقعه الذي اختير له من الفرات عند حفره بأمر سليمان القانوني سنة 941 هـ ومن المحتمل أن تكون فوهته بمقربة من مأخذ وفوهة نهر نينوى القديم على التقريب .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|