أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2019
1570
التاريخ: 22-4-2021
2908
التاريخ: 12-5-2019
1923
التاريخ: 7-5-2019
1723
|
التاريخ دينٌ لا سياسة
ومن هذه الجهة، نجد أنّ المسلمين، بعلمائهم، وعامّتهم، بنوا الأضرحة، والبنايات الضخمة، سواء عند السنّة أو الشيعة ـ مثلاً ـ قبر الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) في الكاظميّة، وهكذا بنى السنة قبر أبي حنيفة في بغداد، وقبر الشافعي في القاهرة، وإلى جانبه مسجد الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك مقام السيّدة زينب (عليها السلام) في الشام.
ونجد إهمالاً متعمّداً لقبر معاوية، مؤسّس الدولة الأمويّة، بينما نجد لأهل البيت (عليهم السلام) مقابر، وقباباً، وأضرحة، ومساجد، حتّى لطفلهم الصغير كالسيّدة رقيّة في دمشق، أو حتّى قطرة من دم الإمام الحسين (عليه السلام) الطاهرة لها مشهد؛ وأقيم عليها مسجد سمّي بمشهد النقطة في مدينة حلب، فلم يتمكّن الخلفاء بأموالهم الطائلة، وجيوشهم الجرارة أن يسيطروا على أفكار، وأقلام المؤرّخين؛ لأنّ عوامل أخرى أكثر فاعلية، كان لها الأثر، والتوجيه في مسار الفكر، والثقافة، والعلم، والهداية.
والخلفاء العبّاسيون على كثرتهم، وامتداد زمانهم ما يقارب خمسة قرون، لا أثر لقبر أحدٍ منهم إلاّ قبر هارون، وإنّما بقاء قبر هارون كان حسب معجزة للإمام الرضا (عليه السلام)، كما هو مذكور في التاريخ (1)، أمّا بقيّة أولئك الخلفاء فلا يعرف لهم قبر.
وهكذا قلب الإسلام الحضارة السابقة عليه من حضارة الحكّام إلى حضارة الأنبياء، والأئمّة، والعلماء. فمن يريد كتابة فلسفة الحضارة، أو التاريخ، يجب أن يلاحظ ذلك بعين الاعتبار، وأن يبدأ بما بدأ الله سبحانه وتعالى ممّا ذكرناه سابقاً الخليفة قبل الخليقة.
ومن الواضح أنّ الخليفة يورث الحكم إلى الخليفة لا للحكّام المستبدّين، والعسكريين، والديكتاتوريين، ـ وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سعيه: (ابدؤوا بما بدأ الله، حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] (2))(3)، فبدأ الرسول بالصفا اتّباعاً للقرآن الحكيم، حتّى وصل الأمر إلى عصر الديمقراطيين الذين اتّبعوا بعض طريق المسلمين في الحكم لا طريق المستبدّين والديكتاتوريين. وليس معنى ذلك أنه قبل الإسلام لم يكن تاريخ للأنبياء، وعظماء العلم، والزهد، والنسك، وإنّما معنى ذلك أنّ الغالب في تواريخ ما قبل الإسلام هم الحكّام، والملوك، والفراعنة، ومن أشبههم، وكان تاريخ الأنبياء ومن إليهم حاله حال نور الحباحب أنوار ضئيلة متفرقة هنا وهناك، بينما لمّا جاء الإسلام، صار النور كنور الشمس، فصار التاريخ تاريخ الأنبياء، والأوصياء، والعلماء، والزهّاد، والعبّاد، ومن إليهم، ولذا صار تصوّر المؤرّخين المسلمين أنّ النشاط والفعالية في الحضارة الإسلامية للأمّة جميعاً لا للفرد حسب الآية القرآنية حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13] (4) بل صار في عهد الخلفاء، والأمراء، ومن إليهم موضع نقد شديد من كافّة الأمّة حتّى المقرّبين منهم، فلم يُدرس التاريخ بسير ملوك أو سلاطين؛ لأنّهم لم يجدوا في أولئك علماً نافعاً، أو سيرة حسنة، فهل يكتبون أنّ الخليفة المتوكّل (5) كان من قوم لوط وفي الحال نفسه كان له غلامان يلوطان به، أو يكتبون أنّ الوليد(6) كان يدخل مع جواريه حوض الخمر، فيشربون منها حتّى يتبين عليه النقص(7)، ويكتبون أنّ حميد بن قحطبة بأمر من هارون العباسي قتل 60 علوياً في ليلة واحدة وألقاهم في البئر(8)، وهذا نزر قليل من جرائم هؤلاء الحكّام العتاة.
وهكذا جعل المؤرخون موضوع التاريخ، تاريخ الأنبياء وسنتهم، والأوصياء وسيرتهم، والعلماء ومذاهبهم، والحكماء وآراءهم، والزّهاد ومواعظهم، لأنّهم علموا أنّ المسلمين يتحرّون رضى الله سبحانه وتعالى في معاملاتهم، ومعاشراتهم، وأخذهم، وعطائهم.
نعم، أرّخوا شيئاً من قضايا الحكّام وشعرائهم ومن إليهم مع تجنّب غالب المؤرّخين في ذكر أحوالهم نقاط الضعف الكثيرة، فذكروا بعض أخبار الملوك وسياستهم وأسباب الدول ورجالها وشروعها وانقراضها وكثيراً من أعوان الملوك والوزراء وما يتّصل بذلك من الأقوال والأعمال. فكان الجانب الحضاري عندهم هو الجانب الأهم الذي هو جانب الروح والواقع والفطرة والعقل، لا جانب الجسد وملذّاته، كما قال سبحانه وتعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] (9) فللدنيا نصيب، لكن اللازم هو تحرّي رضى الله والآخرة ورضى أنبيائه وأوليائه.
وكان الحقّ مع المؤرّخين الذين كتبوا تاريخ الأنبياء والأوصياء والعلماء وتركوا تواريخ الطغاة والجبابرة والفراعنة وهم النزر اليسير اليسير، فهل يكتبون قصص ألف ليلة وليلة(10) أو يكتبون قول الإمام علي (عليه السلام) في الخراج والضرائب عندما وصّى مالك الأشتر (11) بقوله: (وتفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله فإنّ في صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلاّ بهم، لأنّ الناس كلّهم عيال على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأنّ ذلك لا يدرك إلاّ بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلاّ قليلاً... وإنّما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها، وإنّما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع، وسوء ظنّهم بالبقاء، وقلّة انتفاعهم بالعبر)(12).
أو هل يكتبون مخازي المأمون العبّاسي(13) وزواجه ببوران(14) وابتهاجه بيوم العيد وأمامه بنات النصارى سافرات متبرّجات في حالة لهو ورقص؟، أو قول الإمام علي (عليه السلام) في كتابه إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني الذي كان من عمّاله على البلاد يقول فيه: (بلغني عنك أمرٌ إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك وعصيت إمامك، إنّك تقسمّ فيء المسلمين الذي حازته رماحُهم وخيولُهم، وأريقت عليه دماؤهم فيمن اعتامك (15) من أعراب قومك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لئن كان ذلك حقّاً لتجدنّ لك عليّ هوانا ولتخفَّن عندي ميزاناً، فلا تستهن بحقّ ربّك، ولا تصلح دنياك بمحقّ دينك، فتكون من الأخسرين أعمالاً، ألاّ وإنّ حقّ من قِبَلك وقِبَلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردون عندي عليه ويصدرون عنه)(16) إلى غير ذلك من سيرتهم الطاهرة (عليه السلام) وأقوالهم الرفيعة في قِبال سفاسف الخلفاء والأمراء ومن إليهم.
_______________
(1) يقول الشاعر دعبل الخزاعي في هذا الصدد في مجلس المأمون العباسي عن دفن هارون عند قبر الإمام الرضا (عليه السلام):
قبران في طوس خير الناس كلهم
ما ينفع الرجس من قبر الزكي***هيهات كل امرئ رهن بما كسبت
وقبر شرهم هذا من العبر***ولا على الزكي بقبر الرجس من ضرر
له يداه فخذ ما شئت أو فذر
(2) سورة البقرة: الآية 158.
(3) وقد ورد في الفصول المختارة: ص192 الحديث التالي: ( قال رسول الله(ص) حين بدأ بالصفا، نبدأ بما بدأ الله تعالى به)، وكـذا في تفسير العياشي: ج1 ص89.
(4) سورة الحجرات: الآية 13.
(5) المتوكل العباسي: جعفر بن المعتصم بن هارون، عاشر خلفاء بني العباس، ولد سنة 207ه (822م)، وحكم سنة 232ه (846م)، وقتل سنة 247 ه (861م) من قبل ولده المنتصر في مجلس لهوه وطربه بين العود والناي. اتّسم حكمه بالقتل وسفك الدماء وعلى الخصوص لأهل البيت (عليه السلام) وشيعتهم، يقول ابن الأثير في كتابه (الكامل في حوادث سنة 236ه: (وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب وأهل بيته(، وكان من يبلغه عنه أنه يتولى علياً يقتله ويصادر أمواله، وقد ذكر أبو الفرج الإصفهاني: (إن المتوكل أمر واليه على مكة والمدينة أن يعاقب كل من يساعد آل أبي طالب بالإحسان، وقد بلغ بهم الفقر حداً أن العلويات كُنَّ يرتدين ملابس رثة وممزقة، ولم يكن عندهن سوى ثوبٍ واحدٍ، كن يتناوبن عليه وقت الصلاة، واستمر هذا الوضع إلى مقتل المتوكل، وكان يبذل الأموال للشعراء الذين يذمّون الشيعة فقد أعطى لأبي السمط ثلاثة آلاف دينار وعقد له على البحرين واليمامة وخلع عليه أربع حلل ؛ لأنه هجا الشيعة، وكان المتوكل أول خليفة يسخر في مجالس لهوه من سبطي رسول الله(ص) ؛ كما ذكر ذلك المسعودي. وسعى لهدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وما حوله من المنازل والمباني أربع مرات ؛ لمنع الناس من الزيارة، أولاها سنة 233ه، وثانيها سنة 236ه، وثالثها 247 ه، وقد قتل العالم اللغوي يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت سنة 244ه (858م) ؛ لأجل تشيعه. للمزيد راجع مروج الذهب: ج4 ص 47، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 137، ثمار القلوب للثعالبي: ص134، مقاتل الطالبيين: ص385.
(6) الوليد بن يزيد بن عبد الملك: ولد سنة 88 ه (707م)، وقتل من قبل جنده في الحرب التي وقعت بينه وبين عمه يزيد بن الوليد سنة 126ه (744م)، من حكام بني أمية، ويعد الحاكم الحادي عشر وحكم سنة واحدة وشهرين. أجمع أرباب التاريخ على كفره وزندقته، وعرف باستحلاله لكل حرمة، وارتكابه لكل بدعة، واقترافه لكل موبقة، فقد سلَّ سيف البغي على رقاب العلويين، وشدّد الحصار على شيعة أهل البيت وأئمتهم (عليه السلام)، وانتشرت في زمانه الدعارة، والمجون، فقد جاء في التاريخ أنه أزال بكارة ابنته وزنا بجواري أبيه اللائي ولدن له أولاداً، وجاء في تاريخ السيوطي ص451: إنه اشتهر بالتلوط، وكان يتظاهر بالفسق، وحمل المغنين من البلدان إلى البلاد الإسلامية، وأظهر الشراب والعزف في المجالس، حتى ذكر الطبري في تاريخه: ج5 ص 557: إنه شرب سبعين قدحاً في ليلة واحدة. كما أنه اتخذ في قصره بركة فكان يملأها خمراً ثم يتعرى ويدخل فيها ويشرب منها ويظل هكذا حتى يظهر النقص عليها، وفي إحدى الأيام أذّن المؤذن لصلاة الصبح وكان الوليد في حالة سكر ومعه إحدى الجواري وأقسم أن تصلي الجارية بالناس فألبسها لباس الخلافة وبعث بها إلى المسجد وهي في حالة سكر وجنابة لتصلّي بالناس، وانتشر في عهده المغنون أمثال ابن السريج، ومعبد، والغريض، وابن عائشة، وابن محرز، ودحمان. وفي مصادر التاريخ من أفعاله وأشعاره في الفسق ما يأباه الذوق والعرف الاجتماعي، وقد عزم على أن يبني أعلى الكعبة في بيت الله الحرام قبّة يشرب فيها الخمر، ويشرف منها سكران منتشياً على الطائفين ببيت الله الحرام.
وفي إحدى المرات، رأى آيات في المصحف الشريف، تتحدث عن الحساب والجزاء، فرمى المصحف بسهام وهو ينشد:
تذكرني الحساب ولست أدري
فقل لله يمنعني طعامي
أحقاً ما تقول من الحساب
وقل لله يمنعني شرابي
ومرة فتح القرآن فوجد ورقة فيها قول الله سبحانه وتعالى: ((واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد))، فمزق المصحف بسهمه وأنشد :
تهددني بجبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر
فها أنا ذاك جبار عنيد
فقل يا رب مزقني الوليد
كما ذكر ذلك في كتاب حياة الحيوان: ج1 ص 103، ومروج الذهب: ج3، ص228.
كما واعتبر المسلمين عبيداً له، فيحدثنا التاريخ أنه كان يبيع الولايات الإسلامية بما فيها، من الناس، والموظفين، والإمكانات، والثروات ؛ فعلى سبيل المثال: باع ولاية خراسان لنصر بن سياب، ثم بدا له أن يبيعها مرّة ثانية لمن يدفع أكثر، فباعها بما في ذلك واليها وعُمّاله إلى يوسف بن عمر. للمزيد راجع تاريخ الطبري وتاريخ السيوطي والأغاني والمستطرف ومروج الذهب وحياة الحيوان وعيون أخبار الرضا.
(7) للمزيد راجع كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: ج3 ص 307.
(8) وقد ذكر ذلك عيون أخبار الرضا بسنده عن عبيد الله البزاز النيسابوري عن حميد بن قحطبة والي خراسان ؛ إنه قتل في ليلة واحدة بأمر هارون في طوس ستين نفساً من العلويين طرح أجسادهم في بئر هناك. ولا يخفى أن حميد بن قحطبة ولي مصر والجزيرة قبل خراسان، ومات سنة 159ه.
(9) سورة القصص: الآية 77.
(10) وهي مجموعة قصص تتحدث أن الملك شهريار يكتشف خيانة زوجته فيقتلها ويقتل الذين شاركوها في الخيانة وينقم من النساء جميعاً ويقرّر أن يتزوج كل ليلة، واحدةً، ثم يقتلها مع بزوغ الفجر وظلّ دأبه هذا حتى تزوج من شهرزاد، ابنة وزيره، فأخذت تقصُّ عليه كلّ ليلة قصة لكي تحمله على استبقائها، وكانت كلما أدركها الصباح، سكتت عن الكلام، فكان هو يسألها في الليلة التالية لإتمام حديثها إلى أنْ أتى عليها ألف ليلة فاستعقلها ومال إليها واستبقاها. ولا يخفى أن هذه القصص مجهولة المؤلف، ودارت حولها وأصولها ومؤلفها بحوث كثيرة، ولكن الثابت أنها ليست لمؤلف واحد وأنها وضعت في أكثر من عصر وأنها متأثرة بالأساطير والقصص الشعبية الفارسية والهندية. راجع الموسوعة الإسلامية لحسن الأمين: ج4، ص226، موسوعة المورد: ج9 ص 207.
(11) مالك بن حارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة النخعي، وجدّه الأعلى مدحج ؛ الذي تسمّت به قبيلة من أشهر قبائل اليمن، ولقب بالأشتر ؛ لأنه شترت عينه في إحدى الحروب أيام أبي بكر، ولد قبل بعثة الرسول (ص) واستشهد سنة 39ه (659م)، صحابي جليل، وزعيم متميز، وسياسي محنك، وفارس مقدام، وشاعر قدير، ورئيس عسكر الإمام (عليه السلام) في معاركه وحروبه، اشتهر بالكرم والسخاء والنبل والفضيلة والعلم والتقوى، قال عنه الرسول الأكرم ?(ص): (إنه المؤمن حقاً وقال عنه الإمام علي (عليه السلام): (إنه ممن لا يخاف رهنه ولا سقطته و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم ولا إسراعه إلى ما يبطأ عنه أمثل , تعرض للنفي في عهد عثمان بن عفان حيث نفاه إلى الشام مع تسعة آخرين، ثم جلبه إلى الكوفة، ثم نفاه إلى حمص، وقد تحدّى عثمان، وزار أبا ذر رحمه الله في منفاه في الرّبذة وتولى دفنه. شارك في حرب الجمل وقتل عبد الله بن الزبير وكان عمر مالك آنذاك ثمانين سنة، وشارك في حرب صفين، وكان على ميمنة الجيش، وكانت له صولات وجولات، أصبح والياً للإمام علي (عليه السلام) على الجزيرة، ثم أرسله والياً إلى مصر بعد اضطراب أحوالها ومقتل واليها محمد بن أبي بكر، فقال له الإمام (عليه السلام): (ليس لها غيرك، فاخرج إليها رحمك الله..، وعندما وصل خبر إرساله إلى معاوية، بعث إليه (ملاك في منطقة العريش ؛ أن يدسّ السم في طعامه مقابل إعفائه من الخراج عشرين سنة، وعندما وصل مالك إلى العريش استضافه (ملاك بمقدار من السم المخلوط بالعسل، وكان مالك صائماً في ذلك اليوم فأثر السّم فيه واستشهد، وقد أبّنه الإمام (عليه السلام) كما ورد في نهج البلاغة قائلاً: (ومَا مَالِكٌ واللهِ، لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً ولَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً لا يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ ولا يُوفِي عَلَيْهِ الطَّائِرُ، وقيل إنه (عليه السلام) قال: (لقد كان لي كما كنت لرسول الله، رحم الله مالكاً وما مالك لو كان صخراً لكان صلداً، ولو كان جبلاً لكان فنداً، وكأنه قَدْ قُدَّ مني قداً.
(12) نهج البلاغة: الكتاب53، شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد: ج17 ص70 ب53.
(13) المأمون العباسي: عبدالله بن هارون الملقب بالمأمون، سابع خلفاء بني العباس، ولد سنة 170 هـ (786م )، حكم سنة 198 ه ( 813م)، واستمر في الحكم عشرين عاماً، وقتل سنة 218 هـ (833م) وعاش 48 سنة، وقد قتل أخاه الأمين سنة 198ه ؛ وذلك لأن الأمين خلع المأمون من ولاية العهد ونصّب ابنه الصغير الذي كان عمره خمس سنوات، كما أنه قتل الإمام الرضا(عليه السلام).
(14) وكان ذلك سنة 210ه (825م)، ويحدثنا التاريخ أن بعض ما أنفقه الحسن بن سهل وزير المأمون في زواج ابنته بوران على أمراء الدولة بلغ خمسين ألف ألف درهم إضافة إلى أربعة ألف ألف دينار. وقد ماتت بوران سنة 271ه (884م).
(15) اعتامك: اختارك، وأصله أخذ من العيمة ـ بالكسرـ وهي خيار المال.
(16) نهج البلاغة: الكتاب 43، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج16 ص175 ب43.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|