أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2020
2163
التاريخ: 31-5-2020
2493
التاريخ: 5-3-2021
3724
التاريخ: 28/12/2022
1339
|
للمزاج مدخليه تامة في الصفات : فبعض الأمزجة في أصل الخلقة مستعد لبعض الأخلاق ، و بعضها مقتض لخلافه ، فإنا نقطع بأن بعض الأشخاص بحسب جبلته ، و لو خلى عن الأسباب الخارجية ، بحيث يغضب و يخاف و يحزن بأدنى سبب ، و يضحك بأدنى تعجب ، و بعضهم بخلاف ذلك.
و قد يكون اعتدال القوى فطريا بحيث يبلغ الإنسان كامل العقل ، فاضل الأخلاق غالبة قوته العاقلة على قوتي الغضب و الشهوة ، كما في الأنبياء و الأئمة (عليهم السلام).
و قد يكون مجاوزتها عن الوسط كذلك بحيث يبلغ ناقص العقل ردي الصفات مغلوبة عاقلته تحت سلطان الغضب و الشهوة ، كما في بعض الناس.
إلا أن الحق- كما يأتي- إمكان زوالها بالمعالجات المقررة في علم الأخلاق ، فيجب السعي في إزالة نقائضها و تحصيل فضائلها.
و عجبا لأقوام يبالغون في إعادة الصحة الجسمانية الفانية ، و لا يجتهدون في تحصيل الصحة الروحانية الباقية ، يطيعون قول الطبيب المجوسي في شرب الأشياء الكريهة و مزاولة الأعمال القبيحة ، لأجل صحة زائلة ، و لا يطيعون أمر الطبيب الإلهي لتحصيل السعادة الدائمة.
و بقاء النفس على النقصان إما لعدم صرفها إلى طلب المقصود لملابسة العوائق و الموانع ، أو مزاولة النقيض لتمكن موجبه ، أو لكثرة اشتغالها بالشواغل المحسوسة ، أو لضعف القوة العاقلة فإن لم تدركها العناية الإلهية فلا يزال يتزايد النقصان و يبعد عن الكمال الذي خلق لأجله ، إلى أن تدركها الهلاكة الأبدية و الشقاوة السرمدية ، نعوذ باللّه من ذلك و إن أدركته الرحمة الأزلية ، فيصرف همه في إزالة النقائص ، و اكتساب الفضائل ، فلا يزال يتصاعد من مرتبة من الكمال إلى فوقها ، حتى يصير من أهل مشاهدة الجلال و الجمال ، و يتشرف بجواز الرب المتعال و يصل إلى السرور الحقيقي ، الذي لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر و إلى قرة الأعين التي يشير إليها في قوله سبحانه : {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة : 17].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|