المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



اشراف الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) على فعاليات القاضي  
  
1986   04:00 مساءً   التاريخ: 5-4-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 721-724.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان امير المؤمنين (عليه السلام) يشرف على قضاء شريح اشرافاً مباشراً، حيث كان (عليه السلام) يعترض عليه اذا استدعى الموقف اعتراضاً، ويصححه اذا كانت هناك مساحة للتصحيح، ويرفض حكمه اذا كان فاقداً للبينات او غير مستوعبٍ للحقائق القضائية، وفي ذلك جملة من الروايات:

1 _ لما ولي امير المؤمنين (عليه السلام) شريحاً القضاء اشترط عليه ان لا ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه، وقال (عليه السلام) له: قد جلست مجلساً لا يجلسه الا نبي او وصي نبي او شقي.

 2_ حكم الاستئناف واستئناف الحكم: دخل امير المؤمنين (عليه السلام) المجلس فاستقبله شاب يتذمر من حكم شريح القاضي، ويقول: يا امير المؤمنين ان شريحاً قضى عليَّ، ان ابي سافر مع هؤلاء النفر، ولم يرجع حين رجعوا، وكان ذا مال عظيم فرفعتهم الى شريح فحكم عليَّ.

فارجعهم امير المؤمنين (عليه السلام)، وجلس (عليه السلام) على منصة القضاء، ففرقهم وغطى رؤوسهم بالثياب، وبدأ يسأل كل متهم على حده عن تفاصيل السفر ووقته ومنازله، حتى تبين تناقض كلامهم، فاعترف احدهم بالقتل وأخذ المال، ثمّ اعترف جميعهم الواحد تلو الآخر بالجناية، فالزمهم المال والدم.

قال (عليه السلام) متمثلاً:

اوردها سعد وسعد مشتمل          يا سعد ما تروى على هذا الابل

ثمّ قال (عليه السلام): «ان اهون السقاء التشريع» أي كان ينبغي لشريح ان يستقصي في الاستكشاف ولا يقتصر على البينة.

 3_ كان امير المؤمنين (عليه السلام) قاعداً في مسجد الكوفة، فمر به عبد الله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة، فقال الامام (عليه السلام): هذه درع طلحة اُخذت غلولاً (أي غنيمةً) يوم البصرة، فقال له عبد الله بن قفل: فاجعل بيني وبينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين، فجعل بينه وبينه شريحاً.

فقال علي (عليه السلام): هذه درع طلحة اُخذت غلولاً يوم البصرة، فقال له شريح: هات على ما تقول بيّنة، فأتاه الحسن (عليه السلام) فشهد انها درع طلحة اُخذت غلولاً يوم البصرة، فقال شريح: هذا شاهد واحد، فلا أقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر.

فدعى قنبر فشهد انها درع طلحة اُخذت غلولاً يوم البصرة، فقال شريح: هذا مملوك ولا اقضي بشهادة مملوك، فقال (عليه السلام): خذها، فان هذا قضى بجور، ثلاث مرات.

فقال شريح للامام (عليه السلام): لا أقضي بين اثنين حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات، فقال (عليه السلام) له: ويحك اني لما اخبرتك انها درع طلحة اُخذت غلولاً يوم البصرة، فقلت: هات على ما تقول بيّنة، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله): «حيثما وجد غلول اُخذ بغير بيّنة»، فقلت: رجلٌ لم يسمع الحديث، فهذه واحدة.

ثمّ أتيتك بالحسن (عليه السلام)، فشهد، فقلت: هذا واحد ولا اقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر، وقد قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) بشاهد واحد ويمين، فهذه ثنتان.

ثم أتيتك بقنبر، فشهد انها درع طلحة أخذت غلولاً يوم البصرة، فقلت: هذا مملوك ولا اقضي بشهادة مملوك، وما بأس بشهادة مملوك اذا كان عدلاً.

ثم قال (عليه السلام): ويلك امام المسلمين يؤمن من امورهم على ما هو اعظم من هذا.

وفي تلك النصوص دلالات، نعرضها كما يلي:

1 _ ان اشتراط امير المؤمنين (عليه السلام) على شريح ان لا ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه (عليه السلام)، فيه دلالة على ان الامام (عليه السلام) كان يشرف على القضاء في مراحله النهائية، وفيه دلالة على اهمية القضاء بين الناس، وارتباطه بالامام المعصوم (عليه السلام)، ذلك لان القاضي يحكم في الدماء والاعراض والاموال.

2 _ ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) مارس ما يطلق عليه اليوم في المحافل القضائية بـ «استئناف الحكم»، واصدار حكمه النهائي في القضايا الجنائية والحقوقية وهو «حكم الاستئناف»، وهذا يدلّ على شرعية استئناف الحكم، اذا كانت المقدمات في المحكمة الادنى غير كاملة، او باطلة أساساً.

3 _ ان اللغة القضائية التي استخدمها امير المؤمنين (عليه السلام) في الاعتراض على حكم شريح كانت في غاية الدقة، وكانت العلل التي يقدمها (عليه السلام) مدعومة بالادلة الشرعية، من قبيل: قول النبي (صلى الله عليه واله): «حيثما وجد غلول اُخذ بغير بيّنة»، وقضاء رسول الله (صلى الله عليه واله) بشاهد واحد ويمين، ولا بأس بشهادة المملوك اذا كان عدلاً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.